بين المؤازرة الصادقة والدعم اللفظي
امتاز الموقف السعودي من محنة أهلنا المرابطين في قطاع غزة - كالعهد به دائماً - بالصدق والإخلاص بعيداً عن الصخب الإعلامي، الذي يلجأ إليه البعض للمزايدة وللتعتيم على خذلانه أشقاءه في الكارثة الناتجة عن همجية جيش الاحتلال والغزو الصهيوني.
فالمملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - سخّرت طاقاتها الهائلة ومكانتها المرموقة دولياً وشبكة علاقاتها الواسعة بالقوى المؤثِّرة للضغط الجاد على عشاق الحروب والدمار والولوغ في دماء المدنيين العزَّل، لوقف عدوانهم القبيح والوقح على القطاع العزيز. ولذلك كانت الرياض وما زالت مقصد القادة الساعين إلى كبح العدوان الوحشي بالإضافة إلى الاتصالات الرفيعة مع العواصم الكبرى لإقناعها بضرورة إيقاف نزيف الدم البريء الطاهر الذي تريقه أسلحة الفتك الصهيونية فوق ثرى غزة لاستعادة الجيش المأزوم "كرامته" المهدورة في عدوانه على لبنان في صيف عام 2006م.
وإذ انطلقت في المملكة أضخم حملة للتخفيف عن الأشقاء في غزة، حرص خادم الحرمين الشريفين على زيارة ضحايا الغزو الأثيم ممن يعالجون في مستشفيات بلادنا المشهورة بمواساة العرب والمسلمين بكل ما حباها الله به من طاقات معنوية ومادية.
ومما يشهد به إخواننا الفلسطينيون تميز المواقف السعودية المخلصة في دعم قضيتهم العادلة، نأيها عن التحزبات الداخلية والانحيازات الهامشية التي لطالما آذت قضية العرب والمسلمين الكبرى. فالمملكة تحتفظ بمسافة واحدة من الفصائل المتناحرة، وكل ما يهمها هو نصرة القضية وأهلها كافة بلا تمييز بين هذا وذاك.
ولذلك لم يكن لنا في جميع منازعات الإخوة على مدى ستة عقود من الزمان فصيل محسوب علينا، وذلك على العكس من ممارسة بعض النظم العربية التي أسهمت في الاقتتال الفلسطيني هنا وهناك.