تحرك حكومي لسحبه من الأسواق... جدة:وفاة الشقيق الثاني في حادثة استنشاق «المبيد السام»




توفي الطفل الرضيع الذي كان يرقد مع والدته في العناية المركزة ليلحق بشقيقه الذي قضى أول من أمس، إثر استنشاق مادة سامة، بعد استخدام الأسرة مبيداً حشرياً شديد السمية داخل منزلهم في حي الصفا شمال جدة.
وتواصل الجهات الأمنية ممثلة في قسم شرطة الشمالية التحقيق في الحادثة، بمتابعة مدير شرطة جدة اللواء علي الغامدي، خصوصاً وأنها تعد الحادثة الثانية خلال ثلاثة أشهر، والثالثة خلال العامين الأخيرين.
وبدأت لجان مختصة من الشرطة، والدفاع المدني، والشؤون الصحية، وفرع وزارة التجارة والصناعة، وفرع وزارة الزراعة، والرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، وأمانة جدة، متابعة قضية المبيد، خصوصاً وأن اللجنة أوصت منذ أول حادثة بسحب المنتج السام من الأسواق. وأوضح مدير الدفاع المدني في محافظة جدة العميد محمد عبدالرحمن الغامدي لـ«الحياة»، أن إدارة الدفاع المدني تحذر باستمرار من مثل هذه المواد السامة وتواجدها في المحال التجارية والأسواق، مشيراً إلى قيام فرقة المواد الخطرة في الإدارة بالتعامل مع الحادثة، من خلال تطهير الموقع وإخلاء المبنى، بالتعاون والتنسيق مع شرطة جدة.
وكشف الغامدي عن صدور توجيهات محافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز، منذ الحادثة الأولى بتشكيل لجنة فورية للوقوف على الحادثة، وسحب تلك المواد السامة من الأسواق. فيما أوضح مدير الشؤون الصحية في محافظة جدة الدكتور سامي باداود لـ«الحياة»، أن الطفل الرضيع توفي أمس ليلحق بشقيقه البالغ من العمر أربع سنوات، فيما لا تزال والدتهما تتلقى الرعاية في أحد المستشفيات الخاصة.
وأشار الدكتور باداود إلى أن مادة المبيد السامة تم التعامل معها والتقصي عنها والتعرف على نوعيتها ومصدرها، مؤكداً أن محافظ جدة وجّه بالتحقيق في الحادثة ومتابعة أعمال اللجنة في سحب المبيد من الأسواق، والرفع بتقرير كامل عن الحادثة.
وأضاف: «تم التنسيق مع شرطة المحافظة، وتسليم المادة السامة المتبقية في الموقع، كما أصدرت نشرة توعوية، وتم توزيع نحو مليون نسخة منها، للتوعية بأخطار هذا النوع من المبيدات، وكان مردودها إيجابياً، إلا أن الحاجة ماسة لإصدار نشرات أخرى بلغات عدة حتى تصل الرسالة إلى كل مواطن ومقيم».
يشار إلى أن المبيد الحشري الذي تسبب في وفاة الطفلين يأتي على شكل حبيبات كروية بيضاء، ويباع في عدد من المحال والمتاجر على رغم سميته الشديدة، وتجهل الكثير من الأسر المخاطر المترتبة على استخدامه واستنشاقه، نظراً لاحتوائه على مادة «ألمونيوم فوسفيت» السامة، التي قد يؤدي استنشاقها أو بلعها إلى الوفاة، بسبب الهبوط الحاد في وظائف القلب والأعضاء الحيوية والدورة الدموية