وبدأت أصواتهم تبتعد وتبتعد ...
وعدت لأشعر بالسكينة والهدوء وحمدت الله ..
تيممت وصليت وفتحت كوة النور بين يدي لأغرق فيها ..
ونسيت كل الآمي .. حتى أنني نمت وأنا أحتضن مصحفي ....
مرت برهة من الوقت .. لم أستطع تحديد طولها ... فقد انقطعت علاقتي بالزمن منذ لجأت الى هذا المكان المنعزل ... كنت أقدر لصلاتي دون أن أعرف أفي الليل أعيش أم في النهار ...
لكنني أفقت على مجموعة أصوات تتحدث وهي تتقدم نحوي ..... وعدت لأنكمش في ركني وأتمتم
ببعض آيات القرآن وبعض التعاويذ النبوية ...
ومع اقتراب الأصوات .. أكثر فأكثر ميزت بعضها .. ان بعضها بدا مألوفا لي ...
وجعلني هذا أشعر ببعض أمان ...
انه صوت أخي ... نعم وهذا صوت أختي الكبرى وذاك صوت رفيقة عمري في طفولتي وصباي
صديقتي ريم ..
وبدأت أميز وجوههم في ضوء مشاعل يحملونها ...
هذا أخي .. محمد وصرخت باسمه فرحا .... وكدت القي بنفسي عليه ...
نظرت اليهم مليا فقد كنت مشتاقة اليهم ...
محمد أخي الحبيب الحمد لله انه لا يشبه أؤلئك في الخارج مازال ملتحيا قصير الثوب يتلاعب بحبات مسبحته ويتمتم بالتسبيح ...
وتلك أختي وصديقتي مازالتا محجبتان ولكن ليس بنفس الطريقة التي اعتدتها منهما ... فقد اكتفتيا بتغطية الشعر فقط
ولكن الحمد لله .. فقد كانوا مختلفين عن جماعة السيرك في الخارج ....
وبالرغم من ذلك فقد كنت أشعر بأنهم ليسوا نفس الأشخاص الذين عرفتهم طوال عمري ..
شيء ما لا أعرف كنهه قد اختلف فيهم ...
بدت في نظرات أخي ابتسامة ساخرة وبعض بريق ... وكان في نظرات أختي وصديقتي ... مايشبه الشفقة ...
للقصة بقية تتبع ...