الأسرة :
تظن أن مهمة التربية هي فقط توفير الماديات من المأكل
والملبس , وتجاهل المعنويات ..{ الحب , الحنان , العطف ,
لعالم هذه الفتاة}
لايوجد حل عادل لعالم الفتاة ..إما الإقتحام الإجباري لعالمها وعدم احترام
خصوصياتها , أو التجاهل والتغافل وعدم المبالاة لهذا العالم الغامض!
إما التشدد وتحريم كل شيء حتى المباح !
وإما الإهمال وترك كل الوسائل من باب الثقة والحرية للفتاة
دون مراقبتها..
وأقصد بهذه المراقبة هي التي تكون من باب الخوف عليها وتوضيح
الأسئلة الخفية التي تتأرجح مابين العقل والعاطفة..!
بعض الأسر لازالت مقتنعة بأن الفتاة عندما تخطو أول الخطوات
لعالم الأنوثة مودعة عالم الطفولة..لاتحتاج للحب واللمسات الدافئة
والهمسات الجميلة..{ عيب ماعندنا بنات يتدلعون } في اعتقادهم
أن هذه المعاملة من حب وحنان ستنتج فتاة ..{دلوعة} غير قادرة
على تحمل المسؤولية..!
لتبدأ رحلة القسوة والخشونة التي ستجعل الفتاة قادرة على تحمل المسؤولية
في اعتقادهم طبعاً..
متجاهلين وصية الرسول صلى الله عليه وسلم { رفقاً بالقوارير}
لايهدأون حتى يخدشوا روحها ويتشوه قلبها..!
ورحلة الضياع .. النفسي والفكري والجسدي هم سببها..!

الفتاة :
عندما أسمع مشكلة من فتاة ما .. أسأل نفسي :
هل الفتاة مازالت كائن قابل للتفاعل؟
التفاعل مع معطيات الحياة .. بشكل سوي ..!
أم أنها شعرت بالإرتياح عند التوقف {والصمت} بعد أن عرضت مشاكلها
وتأملت حياتها..على اعتبار أنها { لاتستطيع الموافقة أو المعارضة}
فيما يخص عالمها..! هذا إذا اعتبرنا أنها حاولت أن تفتح أبواب
قلبها لأهلها .. وعرضت ماترغبه منهم وماترفضه منهم من أفكار
وتصرفات..
فمن غير المعقول أن تنتظر من الآخرين فهم ماتريده وأنت متقوقع
حول نفسك ..!
وتنتظر منهم تغيير واقعك وأنت لم تقرأ معهم هذا الواقع بصوت
مسموع..!
لابد أن يكون هناك مناقشات هادئة , ناضجة .. تبدأ بها الفتاة لأسرتها
لابد من "المحاولة" حتى تحصل الفائدة وهي كسر الحاجز
مابين عالمها وأسرتها..وذلك بصورة تدريجية..وتعتمد على إبداعها
الفكري ..في حل مشاكلها..
قد يكون "الجدار" صلباً .. ولكن يمكن تجاوز هذا بالإرادة القوية
والرغبة في حياة هادئة خالية من التوترات والقلق النفسي.

المجتمع:
بعض الثقافات المحلية تفرض على الفتاة
بعض القيود {هذه القيود نابعة من العادات والتقاليد}
وحُصرت الفتاة ضمن {ثقافة مجتمعية
لا أساس لها سوى أنها شرع اجتماعي لابد ان تقبله وتستمر فيه..
ولو تمردت فستكون خارجة عن الرضا الجمعي والدخول في السخط
والتعرض للنقد..
لذلك عليها أن تقبل { مايراه المجتمع لا ما ترغبه هي ويقره الشرع}.


الشفق
قلتها (أوجدها لها الإسلام) ..
لماذا لاتطبق ..؟!
لماذا يتم تجاهلها..؟!
*من المسؤول عن هذا الإنحطاط للمرأة ..؟!
*لماذا لم يقف أحد في وجه من لبت {الدعوة الضالة} ووضح لها مالها وماعليها بصورة لطيفة..؟!
*من دفعها للإختلاط سافرة مبتذلة..؟!
وهل من فرض عليها واقعها { الإختلاط في مجال عملها وهي مجبرة}
ولم تكن سافرة مبتذلة شكلاً.. نعتبرها {سافرة مبتذلة} ..؟!

(مصيبة تساورها حتى تموت) ..{في نظر المجتمع}..!
(إن هي عادت إلى رشدها) ..{ ستندم وتتوب } والله غفور رحيم
وهو أرحم بعباده..
ولكي تجتاز هذه المرحلة من العذاب النفسي لابد أن تجد من يشد
على يدها لتبدأ حياة جميلة..