(العسكرية) تحمل (الفشرة) مصحوبة بالفل والزغاريد

تشتهر محافظة صبيا وتعرف بالكثير من العادات والتقاليد الشعبية والأهازيج الجميلة المعبرة في كافة المواسم والمناسبات وتكثر هذه الأيام في المناسبات والأفراح والليالي الملاح، حيث يستمر السهر وسط أريج الفل والكادي وأحلى
الليالي حتى «ساعات الصباح الأولى، وقد رصدت «الخزامى» إقامة عدد كبير من الأفراح في ليلة و احدة وفي مواقع متجاورة وتبدأ عادات الزواج في المحافظة بالخطبة ويقدم خلالها العريس هدية الخطبة التي تسمى «الفشرة» وتشتمل هدية الفشرة على شنطة كبيرة مملوءة بأجمل الهدايا وأغلاها من الذهب و المجوهرات والملابس و العطور الشرقية الشعبية مثل، العنبر والصندل وخشب العود والمسك والجاوي والبهارات الغالية الثمن مثل الحسن والظفر والمحلب والطيب والمعسل وكافة أنواع العطور الشعبية المشهورة في المحافظة وتحمل هذه الشنطة امرأة يطلق عليها العسكرية الى منزل أسرة العروسة مصحوبة بالزغاريد «الغطارف» والدفوف والأهازيج الشعبية الشهيرة : مثل قولهم:
ألف مرحبا بمن أتى

بالضيوف والعريس ألفين هلا
وعلا الرحب والسعة نورتم بيتنا
ألفين هلا وألفين هلا


وبعد «الفشرة» تقام الولائم لأسرة العريس ويقعدون جلسة لتحديد موعد الزواج والشروط المطلوبة ومنها الحمل والشدة والطبعة والسهرة والمقيل وليلة الحناء.

وغيرها من عادات وتقاليد الزواج المعروفة في المحافظة، وبعد أن تتم كتابة عقد الزواج على يد المأذون الشعبي المعروف «العقاد» تنطلق الزغاريد القوية تعبيراً عن الفرح والسرور ويطلق الأطفال الألعاب النارية بكثافة ثم تبدأ مراسم الزواج الأخرى وفيها ليلة الطبعة وهي ليلة راقصة حافلة بالأهازيج الشعبية الجميلة والمعبرة وخاصة النساء فقط حيث يتم تزيين العروس بالعكرة «أو المشلاف» الذي يتكون من النباتات العطرية ذات الرائحة الجميلة والنفاذة مثل الفل والكادي والحسن والطيب والظفر وكافة أنواع العطور الشرقية المعروفة وتوضع فوق رأس وجيد العروسة التي تبدو في أجمل زينتها في ليلة فرحها المسماة «الطبعة» ثم توضع العروس فوق كرسي من الخشب كبير ويتم تربيعها حتى تراها جميع الحاضرات لحفل العرس ثم تبدأ المقينات ودقات الدفوف والطبول والشاعرات الشعبيات والغناء وترديد الأهازيج الشعبية المعبرة .

ثم تردد الحاضرات هذه الأهزوجة وسط عبق الفل والكادي والبخور والمعسل الذي يطغى على ليلة العمر جمالاً وبهجة وكذلك من أهازيج الطبعة هذه الأهزوجة التي تستمر أيضا المخموس والتخييلة كما يطلق عليها الأديب والشاعر الأستاذ ابراهيم مفتاح.

تقول الأهزوجة:
طيلوا يا خيول السريكثرو ذكرته
شافع الخلق خير الورى
كلنا المسلمين زمرته
والمخيل كنجم يرى
عارض البدر في طلعته
صلوا بالزين واذكروا
الله مع خطوته
الجبين مثل بارق سرى
يدهش الناس من لمعته
زين الطيب فل القرى
كلفوها الوف عصبته
ساجي العين والمنظرا
سابل الجعد فوق يمكنته
ويقولون كذلك في رقصة تسمى «الديشة»
فلان -سلم واستلم
فلان- صاحب القلم ،كناية عن اسم العريس
ويقولون كذلك- محمد عبا بقشته محمل سباعته


كناية عن أن العريس قد حمل الغالي والنفيس لعروسته من سباعته أي من عمل يده وجهده وعرقه وكفاحه.

وفي أهزوحة رائقة طويلة يرددها الشعراء الشعبيون في أفراح صبيا هذه الأهزوجة

وإحنا سرينا لقينا المليح
من حوله الفل والياسمين
فوق الفرش والوسد مستريح
والكل في الدار متجمعين
اللي جبينه كبار من يليح
ويرحبون بالذي واصلين
طير السعادة بصوته الفصيح
في شان قنعان سخي اليمين
اللي إنتقى له غزالة تريح
وتنبهوا يا الذي نايمين
وهاجسي ما يقوله صحيح
وطلعته كلهم نايبين
اسمع الدوق المضلع قريح
في الليل حتى صباحه يبين
القادية مايلة بين شيخ
وفالها يفرح الجالسين
ومن أهازيج «المقيل» قولهم
ذا المقيل مثل عبيد اكدا
كل جادل بيشا خرجته


مرحبا عد من قرأ - في كتابه وفي ختمته وتستمر ليلة الطبعة حتى الساعات الأولى من الصباح.

أما المقيل فيبدأ عادة من بعد صلاة الظهر، حيث يتم تزيين العروس بالعكرة والمشلاف وحزام الفل والكبش وهو حزام من الفل البلدى كبير الحجم. وقد يضم الكبيش أكثر من الف عقد من الفل ويوضع في عنق العروسة حتى يتدلى من فوق صدرها وتبدأ الرقصات الشعبية على أصوات الطبول والدفوف وسط الأهازيج الشعبية الجميلة ومنها قولهم

وأما أنا هديت المخير
هديته وأنا را ضيبه
ويرد أهل العروس والضيوف ...
ثلاثين مني ومرحب
ترحيبة علينا وحي


وهكذا تمضي أمسيات الأفراح والليالي الملاح في مدينة صبيا مدينة الفل والكادي وتستمر لمدة ثلاثة أيام بلياليها.


أهازيج أفراح النساء في جازان



تعيش محافظات منطقة جازان هذه الأيام أفراحاً متتالية وحركة زواج مستمرة طوال الإجازة الصيفية التي بدأت قبل عدة أيام وتتميز المنطقة بالكثير من أنواع الفلكلور الشعبي والألعاب الشعبية النسائية والأهازيج الشعبية التي توارثها
أبناء المجتمع جيلاً بعد جيل ولكل محافظة ومركز وقرية طابعها الخاص الذي يعبر عنه تراثها وبيئتها.
ومن الجميل جداً أن تحتفظ كل محافظة بطابعها الخاص بها وأهازيجها الشعبية وهذا ما هو متوفر بالفعل في منطقة جازان ومن المناسبات الشعبية التي تحتفي بها المنطقة هذه الأيام مناسبات الزواج والهود وهو الختان ويبدع النساء كثيراً في أهازيجهن الشعبية الجميلة، وكما للرجال أناشيدهم وأهازيجهم الخاصة بهم فإن للنساء ألعابهن وأهازيجهن المعبرة عن بيئتهن وتراثهن الأصيل وسوف نستعرض عبر الخزامى بعض الألعاب والرقصات الشعبية النسائية والتي ما زالت تمارسها النساء حتى يومنا هذا وقد برز عدد من الشاعرات الشعبيات في منطقة جازان ومحافظاتها ممن اشتهرن بأهازيجهن الجميلة والمعبرة، ومن ألعاب النساء المعروفة في المنطقة.

«الديشة» والسرية، والتنشيرة، والسمرة، والطبعة، والمقيل، والمخموس والتخيبيلة ولكل لعبة من هذه الألعاب الشعبية الأهازيج الخاصة بها.

فلعبة «الديشة» وتعتبر أجمل أنواع الرقصات التي تمارسها النساء، في أفراح الزواج والختان وتمارس هذه الرقصة بشكل فرادي وجماعي وتصاحبها الأهازيج الشعبية الرائعة والجميلة ومنها هذه الأهزوجة الجميلة التي ذكرها الشاعر والمؤرخ المعروف الأستاذ إبراهيم مفتاح في كتابه الجميل «فرسان، الناس والبحر والتاريخ» تقول الأهزوجة وهي مصحوبة بالرقص الجماعي.

يا مديش - ديش بالدلا
يا مديش - يا سبع الخلا


وتردد كافة النساء الحاضرات هذه الأهزوجة الجميلة ويقومون بقطع مصارهن وهي قطعة صغيرة على الرأس ويقولون:

يا أم الختين قطعي مصارك
يا أم الختين سرني ما سرك
تم السرور تمه
لخالته أخت أمه
جينا نبارك لك
بولدك الغالي


وفي أهزوجة أخرى يردد النساء هذه الأبيات الشعبية الجميلة..

تموا السرور لأهله
واحد مره على الشادي
كل على مهله - والليل متمادي
من زان في كحله
والخدله نادي
واللبس يصلح له
والفل والكادي
واللعب ذاء حله
والزين تمادي
محروس من جعله
من كل متعادي


وفي ليلة الطبعة وهي اليوم الرئيسي في الزواج يتم تربيع العروسة فوق كرسي خشبي عالي حتى يراها النساء المدعوات ثم تبدأ بعد ذلك رقصة «الطبعة» الشهيرة مصحوبة ببعض الأهازيج الشعبية الجميلة ومنها هذه الأهزوجة. وهي من أهازيج الشاعر الشعبي عبدالله بن عمر مفتاح وهي طويلة نختار لك عزيزي القارئ جزءاً منها:

كل من حضر له والطلعه قيام
وأهله فارحين واصطر الصديق
واعتنى لجادل ساني المقام
كامل الوصايف في قصره المشيد
كالشهر جبينه يجلي الظلام
زان بالذهب فوق لبسه الجديد
الله يرزقه السعادة طول الزمان
بوه قد تمناه فيما يريد
قمري الغصون قد تبادى وسط الخيام
كلما شداواله راجع بالغريد


إلى أن يقول:

كل من حضر له من فوق المكان
واكتمل سروره في يوم عيد
لأنه كالسحاب مطاره دوام
كلما تحكم تسمع له رعيد
وصلوا بالمسمى خير الأنام
شافع الخلائق يوم الوعيد

وبعد أن تنتهي رقصة الطبعة تبدأ أناشيد وأهازيج «السرية» التي تبدأ بعد المغرب وهي عبارة عن مسيرة نسائية حاشدة يتوسطها العريس وأمه واخوته وعدد من قريباته ويقمن بترديد أهازيج السرية ومنها هذه الأهزوجة:

واحنا سرينا لقينا المليح
من حوله الفل والياسمين
فوق الفرش والوسد مستريح
والكل في الدار متجمعين
اللي جبينه كبارق يليح
ويرحبون بالذي واصلين
طير السعادة بضوئه الفصيح
في شان قنعان سخي اليمين

إلى أن يقول:

الكادية مايلة بين شيح
وفالها يفرح الجالسين


عادات وتقاليد الفرح في جازان

تشتهر منطقة جازان بالعديد من العادات والتقاليد المختلفة في شتى المناسبات ومن هذه التقاليد أيام وليالي الفرح والزواج والعرس في جازان والتي لها ملامح خاصة فالفرح في منطقة جازان يستمر لمدة ثمانية أيام.

ابتداء من ليلة (الخدرة):

حيث يجتمع عند العريس أهله وأصدقاؤه ويقومون بتركيب (الخدرة) وهي عبارة عن أعمدة من الخشب عليها طربال أو شراع ويدق ويرقص الرجال ما يسمى (بالكاسر) وتنشد النساء

ركب خدرته سعيد الفال

ركب خدرته على القماري



والهدف من بناء وتشييد (الخدرة) اجتماع العريس بأهله وأصدقائه وجلوسهم فيها طوال أيام الزواج وتكون عادة ليلة (الخدرة) في يوم الثلاثاء وذلك في أغلب الأحوال، ويصبح عند النساء أهل العريس ما يسمى بيوم (الفشرة والجلجلان) حيث تقوم النساء بطحن البن والقشر للقهوة بواسطة المطاحن الحجرية ويقمن بتحميصه أما (الجلجلان) فهو حبوب السمسم الصغير حيث تقوم النساء بغسله وتحميصه ووضعه في أكياس بلاستيكية صغيرة مع الحلويات والبسكويت حيث يتم توزيعه على النساء ليلة (التنشير).

ليلة الجمعة :

يكون عقد القران حيث يجتمع الرجال وتقام الألعاب والرقصات الشعبية المعروفة في المنطقة كرقصتي (العزاوي - والزيفة) وهذه الليالي تكون عند أهل العريس كما تقوم النساء من أهل العريس وقريباتهن وصديقاتهن بنقش الخضاب والحناء على الكفوف والاقدام ويضعن في رؤوسهن (الفل والخضار والكادي) وهي زهور عطرية مختلفة الأشكال جميلة الرائحة تقوم بوضعه وتزيينه نساء متخصصات بطريقة منتظمة وجميلة وهو ما يعرف (بالعضية أو السحلة) ويصبح يوم الجمعة حيث يخصص لتناول الضيوف طعام الغذاء عند العريس.


يوم السبت:

يقوم أهل العريس بتنظيف وتحميص (الزعقة) أي الفصفص ويجتمع النساء لاعدادها مع دق الدفوف والأغاني والرقصات الجميلة ويجهزن الفصفص لليلة التنشير والبنيات ولليالي الفرح الأخرى وبعد صلاة المغرب يقوم الرجال وأصدقاء العريس بنشر وعرض ملابس العروسة التي قام أهل العريس بشرائها وتجهيزها وتنشر على الحبال داخل غرفة كبيرة تسمى (المجلس) وتسمى هذه الليلة ليلة «التنشير» حيث تحضر النساء في الليل لمشاهدة هذه الملابس والهدايا ويبدأ الدق والرقص حتى ساعات متأخرة من الليل وفي هذه الليلة يغني النساء

نشرنا ثياب العرائس
مقنع ميل وكرته مشاخص
محمد( اسم العريس ) ثيابه منشره
والشبان عليها مجاكره
محمد ثيابه دحين أجن
وطرح لها الميل من عدن
نشرنا ثيابه بتمها
وعد الفلوس في حب امها



مراسم أهل العروسة :

ثم تبدأ مراسم أهل العروسة وهو ما يسمى بيوم (الظفر) حيث تقوم فيه امرأتان بغسل شعر العروسة ومن ثم تجتمع النساء لتناول طعام الغداء وتسمى (قيلة الظفر) أو (غداء الظفر) حيث يقمن النساء بتجهيز الظفر وتحميصه والظفر عبارة عن غطاء نوع معين من القواقع يستخرج بالعطور والطيب والهيل والقرنفل ويوضع في قوارير زجاجية خاصة حيث تنبعث منه رائحة عطرية جميلة توضع في الشعر وبعد الغداء يتم نقش العروسة نقوشا جميلة بالحناء في كفيها وقدميها وكذلك أهلها وصديقاتها ومن العادات التي تشتهر بها منطقة جازان نقش الحناء حيث يتمتع غالبية فتياتها أو نسائها بالحس الفني ويجدن رسم الحناء بنقوش مختلفة ومميزة منها العريض ومنها النحيل ومنها القديم ومنها الحديث وللنقوش أسماء كثيرة مثل القبضة والهندي والحشو وعبده وامنه ومسميات كثيرة لتثبيت قديمه وحديثه ويتم عجن الحناء مع الماء ومادة تدعى دواء الحناء وملح الليمون وهي أدوات تستعمل لتثبيت اللون ويعجن معا ويوضع في أكياس بلاستيكية صغيرة على شكل قمع له فتحة صغيرة من أسفله ليخرج منها الحناء ويمسك باليد كالقلم وبه يتم صنع النقوش والرسوم الجميلة وتبقى الحناء في الكفوف والأقدام لمدة ساعتين فأكثر ثم يتم غسلها ويكون اللون قد ثبت وأجمل الألوان ما يميل إلى اللون العودي الغامق او الأحمر ويبقى نقش الحناء في اليد فترة تصل إلى اسبوع ويكثر استعمال فتيات ونساء منطقة جازان للحناء في المناسبات والأعياد والأفراح.

ليلة الاثنين تكون ليلة الفرح أو (الدخلة) :

ترتدي العروسة في هذه الليلة ثوب الميل ثم تزف وتجلس في الزينة (الكوشة) ويجتمع الأهل والصديقات وكانت الأفراح تقام في المنازل ويأتي العريس للزفة (التبراكه) حيث يدخل العريس ويضع يده على رأس العروس ويقرأ الفاتحة وعندما يذهب العريس إلى منزله يخرج معه أهله للدق والرقص حيث يرقصون ما يعرف بالطبقة ثم يقوم الرجال بتحميل (الحمل) وهو ملابس العروسة والهدايا والذهب وبعض المواد الغذائية والأقمشة يتم تحميلها ووضعها على جمل في صندوق يعرف باسم السيسم أو السيسن ويسير الجمل في موكب فرح جميل ويذهب الرجال مع الحمل من طريق والنساء مع دق الدفوف من طريق آخر وينشدن خلال سيرهن

ابوقناع قد سروا بحمله
والمصلع معاهم يرمي
رحضوا له وجابوا فسحة
راعي العود له متعنى
قد سري هو دنا بحمله
والمضلع معاهم يرمي
رخصوا له وجابوا فسحه
راعي العود له متعنى
قد سرى هودنا بحمله
والطرب ليلته مدني

هذا ويسير الموكب حتى منزل العروسة حيث يستقبل بالترحيب ويقوم الرجال بانزال الهدايا ثم ترجع النساء الى منزل العريس حيث يقوم الأهل بتغيير ملابسهن التي كن يرتدينها ومن ثم يذهبن مرة أخرى إلى منزل العروسة لاستكمال ليلة الفرح وما يعرف بليلة «البيات» ويستمر الدق والرقص حتى قبيل دخول اذان الفجر ثم يصبح الصباح وما هو يسمى ب (العضيه) وتكون في اليوم التالي لليلة الزفة أو الدخلة حيث تقوم سيدة متخصصة بتزيين شعر العروسة بالطيب والعطور وتضفيره بطريقة معينة وتضع عليه الفل والكادي وتبدو في كامل زينتها، وتجتمع النساء مع الأهل والصديقات لتناول طعام الغذاء وفي العصر يبدأ اللعب والرقص وينقط على العروسة بالنقود ويستمر الدق الى اذان المغرب اما ثوب الميل والذي كان يلبس في ليلة الدخلة او الزمة فقد استبدل الآن بالفستان الأبيض ويرتدي الميل الآن أهل العريس وأقرباؤهن وصديقاتهن في ليلة العقد والتشهير وترتديه العروسة في الليلة الثانية للفرح وهي ليلة العضية والميل عبارة عن ثوب كان يجلب من الهند او من عدن مع تجار وأهالي جازان قديما وألوانه الأحمر والأخضر والعودي أو الكحلي مطرز بتطريزات جميلة ونقوش من القصب او الخيوط الذهبية وهو غالي الثمن ثم الطرحة أو (المقنع) توضع على الرأس وقد دخله الآن العديد من خطوط الموضة والتشكيلات الحديثة والألوان مع احتفاظه بالشكل الأساسي.

طريقة تزيين شعر العروسة:

أما شعر العروسة فيسرح بطريقة معينة تعرف (بالعضية) أو (الولبه) وتختلف التسمية باختلاف محافظات وقرى المنطقة ويوضع في الشعر الطيب وهو مادة عطرية تعجن مع الماء ثم يجدل الشعر ويرفع ويلف ويفرق من الامام ثم يربط في الشعر الكادي والخضار والبعثيران وهي عبارة عن زهور عطرية متنوعة وجميلة الرائحة وتقص وتنظم من الامام أعلى الجبين توضع حبات الجنيه الذهب بعد خياطتها في قطعة قماش بشكل مرتب وتعرف باسم (الشِمس) أو (الشماس ) وأخير يرص الفل بعد نظمه في خيوط أو «طغي» وهو سعف النخيل ينشف ويقشر ويقص بشكل رفيع بحيث يصبح كالخيط ليسهل ادخال ونظم الفل فيه ثم يغطى كامل الشعر من أعلى إلى أسفل في شكل منظم وجميل كما لو كان لوحة رسمتها أنامل فنان.. وتضع العروس في صدرها عقداً كبيراً من الفل يعرف باسم «الكبش» وله أيضاً طرق معينة في خياطته وله أشكال ومسميات كثيرة منها «المبروم» وتتزين العروسة كاملاً بالذهب وتبدو في أجمل زينتها وتشدو بأجمل الروائح الطبيعية وأزكاها وتسير بتخييله عرس وموكب فرح ليس له مثيل ثم تجتمع النساء مرة أخرى في نفس اليوم وهو ما يسمى «بالبيات الثاني» ويكون في منزل أهل العروسة حيث يجتمعن للدق وللرقص والنشيد.

ثم يقوم أهل العريس وأهل العروسة وصديقاتهن بإعطاء النقود للنساء اللاتي قمن بالدق والغناء طيلة هذه الليالي والأيام وهو ما يسمى «الجلاز». . وبعد مضي ثلاثة أيام من انتهاء الفرح تقوم أم العروس بتقسيم وتوزيع الهدايا التي جاءت ليلة ( الحمل ) على أقارب العروسة وصديقاتها وهو كهدية مقدمة من العروسة .

وبعد مرور سبعة أيام من الفرح يقام طعام الغداء في يوم يسمى ( السبع ) حيث تكون ( التخييلة ) أي الزفة من الصباح إلى أذان الظهر حيث تجتمع النساء ويقدم طعام الغداء .
وفي العصر تأتي ( الخمرة ) من صديقات العروسة وهي عبارة عن عود من الخشب يزين وتعلق فيه النقود والهدايا والعطور والفل والكادي .. تقدم هدية للعروس ويستمر الرقص حتى أذان المغرب وبعد صلاة المغرب تجهز العروسة لدق ورقصة ( السيف ) حيث تحمل إحدى النساء السيف وترقص به رقصات جميلة في وسط جو صاخب وجميل .

خاتمة :

كانت عادات وتقاليد الفرح هذه تقام قبل حوالي ثلاثين سنة ولا يزال كثير من أسر وأهالي منطقة جازان يتمسكون ببعض هذه العادات إذ ما زال الفرح يمتد إلى عدة أيام وليال مثل يوم التنشير يوم الحناء ، ليلة الحمل ، يوم المقيل ( الغداء )ليلة الدخلة أو الزفة ، يوم النقول وهو اليوم أو الليلة التني تنقل فيها العروسة من بيت أهلها إلى بيت الزوجية حيث تقام الولائم ومن الأهازيج التي تقال في هذه الليلة هي :

خيّة مه الله .. واتذكري أهلك بالشهر مرة
ياعذق كاذي .. من سينور .. داخل وبادي .


( تمّ استقاء هذه المعلومات من قبل عدد من نساء منطقة جازان )



المشلاف والعكرة نجم حفلات الافراح في جازان




تزخر منطقة جازان بالكثير من العادات والتقاليد الشعبية والفلكورية الجميلة والممتعة في آن واحد وما زالت تلك العادات والتقاليد تحظى باهتمام كافة ابناء المجتمع الجازاني وخاصة كبار السن الذين مازالوا يتمسكون بالماضي الجميل

وتشهد منطقة جازان هذه الأيام حركة نشطة في مجال الافراح والليالي الملاح ومصحوبة بالأهازيج الشعبية الجميلية والمعبرة والرقصات الفلكورية المتنوعة التي تمتاز بها المنطقة ويسر الخزامى ان تأخذك معها عزيزي القارئ للتعريف بأنواع الزينة الشعبية النسائية التي يستخدمها النساء هذه الأيام في مواسم الفرح والزواج التي تستمر ثلاثة أيام بلياليها وسط روائح الفل والكادي والوالة.

الزينة

ومن انواع الزينة النسائية التي يكثر استخدامها في حفلات الزواج هذه الأيام المشلاف والعكرة والحتة وليلة الحنة.. والشاظر، والكفوف والخضاب و"العظية" و"التشريك" وغيرها من انواع الزينة النسائية التي تكون بعضها مصحوبة بالأهازيج الشعبية الجميلة.

ويأتي المشلاف على رأس انواع الزينة النسائية في حفلات الزواج وتقوم بعمله امرأة متخصصة في هذا المجال تسمى "المقينة" او المزينة وتدفع العروسة وأهلها مبالغ كبيرة جداً للمزينة من أجل تجهيز "المشلاف" ووضعه على رأس العروسة وأقاربها وسط الأهازيج الشعبية الجميلة من قبل قريبات العروس وأهلها ويتكون "المشلاف" من عدة عناصر ومواد نباتية معطرة مثل الفل البلدي الأبيض والكاذي والوالة وفل غران الأصفر والبعيثران وغيرها من انواع النباتات العطرية التي تشتهر بها المنطقة وتتم زراعتها في المدرجات والسفوح الخضراء بجبال فيفا وبني مالك كما قام بعض اهالي المنطقة:

محمد "اسم العريس" سلم واستلم
محمد - صاحب القلم
وعروس ديري امخنة
عروس مالك منة
عروس هو اللا جاهل وهي اللا جاهلة
وقولهم (محمد) من سباعته
(محمد) عد بقشته

وفي هذا كناية الى مركز العريس وكرمه الحاتمي وبخاصة في مجال عمله وكسبه من عرق جبينه وعمل يده.وتقام مراسم الأفراح في المنطقة بكثرة خصوصاً في مثل هذه الأيام من كل عام حيث تعلق لمبات الزينة وعقود الكهرباء جنباً إلى جنب مع عقود الفل والكاذي وعلى واجهات المنازل وقصور الأفراح وكثيراً ما تشاهد اكثر من خمسة افراح في الليلة الواحدة في المدينة الواحدة ويزيد العدد في اجازة نهاية الاسبوع.

وتبرز كثيراً استخدام كافة انواع الزينة النسائية في افراح المنطقة في يوم "المقيل" وهو اليوم الذي يخصص للاحتفاء بالعروسة في منزل أهلها ويبدأ الاستعداد للمقيل منذ وقت مبكر حيث يتم الاتفاق مع "المقينة" او "المزينة" مقابل مبلغ كبير لتزيين العروسة يتم دفعه "للمقينة" التي عادة ما تملك الخبرة الكبيرة في مجال عملها وتستمر المقينة في تزيين العروسة عدة ساعات وتقوم بوضع عدة طبقات من ادوات الزينة الشعبية فوق رأس العروسة بدءاً من استخدام مادة الطيب والتي تشتمل على المحلب والزر والقرنفل والعصيل والعفص والجوزة وغيرها من انواع النباتات العطرية المعروفة بالخلطة السرية والتي تبدع فيها المزينة او المقينة.

وبعد الانتهاء من عمل الطبقة الأولى للزينة والتي تسمى "الفطية" تبدأ بعد ذلك عمل الطبقة الثانية عملية "الفطية" وتزيين العروسة عملية ليست سهلة ومكلفة وتأخذ وقتاً طويلاً يستمر عدة ساعات في يوم "المقيل" وتصاحبها الأهازيج الشعبية الرائعة والجميلة ومنها هذه الأهزوجة التي ذكرها الشاعر والأديب الأستاذ إبراهيم مفتاح في كتابه "فرسان".

تقول الأهزوجة

العروس قبله تنفخ الأزباد
لا صكع حجلها جاوبنه الجبال
العروس قبلن تنفخ إلا بعود
لا صكع حجلها جاذبنه الفرود
وفي اهزوجة اخرى يتبين
حلفت يا الليلة يا صبر ما ترقد
لمان يقاقي الديك ويصكع الملكد
حلفت يا صبر ما اروح
وتطلع النجمة والصبح قد ضوح


وبعد الانتهاء من عملية الفطية والمشلاف يأتي دور "المخضبة" أو "النقاشة" وهي التي تقوم بنقش مادة الحناء والعفص الأسود وهو مادة مكونة من الحطم الأسود والشب الأبيض ويتم مزجه بالليمون والتمر الهندي حتى يضفي على العروسة اللون الأسود القاني الذي يميز العروسة عن غيرها من الحضور وعادة ما تقوم النقاشة او المخضبة برسم اشكال هندسية وفنية جميلة على كف العروس وقدميها وساقيها لتضفي عليها مزيداً من الجمال والحلاوة التي يسير بها العريس.



تشكيل الطين.. وصيد الأسماك.. من أهم الصناعات والحرف في جازان





تتميز منطقة جازان بالعديد من الصناعات اليدوية التقليدية التي طوع من خلالها الاهالي موارد البيئة الطبيعية وفق احتياجاتهم المعيشية ووفق نسق خاص شكل رمزا حياتنا لحقبة حضارية.

واستخدم اهالي جازان منذ القدم الطين في صناعة الاواني حيث يمتاز بقوته وصلابته بعد معاملته بطرق خاصة فاستغلوا هذه المادة الطبيعية وصنعوا اشكالا عديدة لاواني الطهو والشرب.

ومن تلك الاواني الطينية (الجرة) وهي بيضاوية الشكل تستخدم لحفظ الماء وتبريده و(المشهف) ويستخدم لتحميص البن والقشر و(المركب) وهو وعاء معجون يستخدم موقدا بالاضافة الى الفناجين الطينية لشرب القهوة و(الجمنة او الجبنة) الخاصة بالقهوة حيث تحتفظ بحرارتها مدة مناسبة وهي الشبيهة بـ(الدلة).

ومنها ايضا (الميفا) او مايعرف بالتنور ويستخدم لعمل الحنيذ وطهو الطعام و(الحيسية) المستخدمة في المطاعم مثل الدخن و(البرمة) وهي وعاء مجوف يستخدم لطهو اللحم والهريس والشربة الى جانب الكوز وهو شبيه بالابريق.

ورغم تقادم العهد على تلك الاواني الطينية وظهور ادوات الطهو الحديثة الا ان العديد منها احتفظ بمكانه داخل البيوت الجازانية وارتبط بنمط الحياة بها.

وتعد (القعادة) الشبيهة بالسرير الحالي رمزا للبيت الجازاني وعنوانا لخصوصية الحياة به وتصنع قوائم القعادة المسماة (الركبة) من خشب العرج او السلام فيما يستخدم سعف النخيل للربط بين القوائم ويسمى (الطفى).

وبحكم الموقع عمل معظم اهالي جازان بصيد الاسماك فراجت صناعة القوارب المحلية المسماة (الهورى او السنبوك) لتكون الوسيلة لاداء تلك المهنة.

ويصنع الهورى من الخشب ثم يعالج بالصيفة المستخرجة من شحوم الاسماك وذلك ليقاوم املاح البحر والا ينفذ الماء من خلاله.