والدتي - حفظها الله - ستُكمل 30 عام خدمة في التربية والتعليم ,
لم نشعر في يوم أننا نفتقدها كـ أم ونفتقد حنانها , بل على العكس تماماً
:
المرأه العاملة تشعر أنها دائماً مقصّرة اتجاه بيتها وأبناءها وأن العمل يأخذها منهم وتحاول جاهدة تعويضهم بأي طريقة , أما ربّة البيت تجد أنّ وقتها كلّه لبيتها وأولادها وهذا الإتكال يجعلها تقصر اتجاههم من دون شعور
المرأة العاملة وقتها ليس ملك لها وهذا يجعلها ترتّب أعمالها و لها جدول معيّن ووقت معين تقضي فيه أشغالها بعكس ربّة البيت وقتها ملكها وهذا يجعلها تؤجل أعمالها , وبدون شعور أيضاً , ومن هذه الأعمال الأولاد بدون شكّ
أنا ألاحظ نفسي في الإجازات الطويلة , أصبح فوضويه أكثر علاقتي بالبيت لا تتعدّى الجلوس بالصالة وقت قصير لساعة واحدة أو أقل أعمالي التي أنجزها في أوقات الدوام في ساعة في الإجازات تأخذ منّي أيام !
أما بالنسبة لكونها متعلمة تزيد ثقافتها أنا لا أوافقك في ذلك ,
الثقافة لا ترتبط بالتعليم أبداً , الثقافة أمر عائد على الشخص نفسه , متى ما أرادت المرأه أن تتثقف فذلك سهل جدّاً - سهولته لا تكمن في الطّريقة , بل لأنها أرادت - وكونها أرادت فهي قطعت أكثر من نصف الطريق لتصبح مثقفة !
تحياتي ,
.