أخي العزيز التاريخ ..
أشكرك كثيرا على مداخلاتك القيمة التي أثرت وأضاءت ..
لقد قرأت عن هذا الفرقان الامريكي الجديد والذي يحاول الامريكيون نشره في العالم الاسلامي ..
وان كنت قد غضبت لذلك .. فان كل تلك المحاولات ليست هي مايخيفني حقا ..
ان مايخيفني حقا هو أن يظل القرآن بين أيدينا .. وتحرف معانيه ..
ان مصدر العلة ( أعداؤنا ) الذين بعضهم شقر الوجوه زرق العيون ليسوا وحدهم من يندرجون
تحت هذا المسمى بل انني أكاد أجزم بأن أعداءنا الذين هم من جلدتنا هم أخطر علينا وعلى الاسلام من أؤلئك الفرنجة .. بل وان أشد بني جلدتنا خطورة على الاسلام هم بعض أولئك المتدثرين بعباءته ..
ان بعض المنتسبين الى الدين زورا وبهتانا اضافة تلك القوى الاجنبية الصليبية المتصهينة تعمل جاهدة على اعادة صياغة الاسلام ... كما أعاد بولس اليهودي المتعصب صياغة المسيحية بعد أن انضوى تحت لوائها وأصبح أحد رسلها وكما جاء الامبراطور الروماني اوغسطين بعد ذلك بتفصيلة جديدة للمسيحية تجعلها تتلائم مع ذوق شعبه الوثني وذلك قبل ان يفرضها دينا رسميا على الامبراطورية الرومانية وحتى جاء مارتن لوثر كينج البروتستانتي ليضع لمساته الخاصة على دين كان يفترض أنه نزل من السماء .. فلم يعد للسماء به علاقة ... وتستطيع تطبيق ذلك على اليهودية التي حرفها أحبارها ...
وبذلك نخلص الى نفس النتيجة التي أردت تأكيدها ... وأجدني أعاود طرح السؤال ذاته .. من هم أقدر الناس على اعادة صياغة الاسلام ليبقى كرسوم بائدة من دين كان ذات يوم ... ليرضى الكبراء وأصحاب المصالح العليا ومبتكري الأنظمة العالمية الجديدة ...
هل سمعت أخي عن تلك المهزلة في تركيا والتي تقدم بها نواب اتراك تدعو الى تخفيض وقت الصلاة الى ثلاثة فروض في اليوم بدلا من خمسة استنادا الى القرآن وللحفاظ على وقت الدولة العام ....!!!!!!!!
أما مسألة الأخذ والرد في الشرع وتحويله الى فلسفة تخضع للعقل وللمنطق ( المنطق تلك الدابة التي يستطيع أن يمتطيها الظالم والمظلوم والمسلم واليهودي والنصراني والمجوسي والملحد )
جميعهم يمكنهم استخدامها في ايصالهم الى أهدافهم اذا عرفوا كيف يسوسونها ... فقد بدأ هذا من قديم ... من أيام المعتزلة والرافضة والجهمية وغيرها من الفرق ... لكنها ظلت مجرد فرق
لا تمثل الا نفسها ... وتأثيرها كان محدودا على عوام المسلمين ..
أما في عصر الفضائيات التي تدخل كل بيت وتصل الى أسماع الطفل والفتى والشيخ والفتاة والمرأة وتحاول مناقشة المسلمات .. واقناعنا بأن لكل حقيقة في العالم وجهين وأن الصواب والخطأ أمر نسبي يحدده العقل ومنطق العصر لا الشرائع .. فان هذا هو زمن أصحاب العيون الزجاجية وألسنة الأفاعي ...
الخطر لا يحدق بقطر اسلامي دون آخر ولا بمستوى ثقافي او اجتماعي دون آخر ... انها قبضة
ضخمة كبيرة تضم العالم الاسلامي كله وتعيد تشكيل دينه وقناعاته وما نقرأه من انكار البعض للسنة والاكتفاء بالقرآن كمصدر موثق وما نقرأه من اعادة النظر في التفاسير القديمة للقرآن
كل هذا يبشر بزمن لن يبقى للغرباء فيه الا شياه يهربون بها الى الجبال لينجوا بدينهم ..
أخي العزيز لك مني كل الود والتقدير ..


رد مع اقتباس