بسم الله الرحمن الرحيم

قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى {14} وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى {15} الأعلى

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من كتاب : الفوائد
تأليف : الامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب
الزرعي .. المعروف بابن القيّم
فصل في : { ألقيا في جهنّم } ق24
ثم ذكر صفات هذا الملقى فذكر له ست صفات :
(أحدها) أنه كفار لنعم الله وحقوقه, كفار بدينه وتوحيده وأسمائه وصفاته, كفّار برسله وملائكته, كفار بكتبه ولقائه.

(الثانية) أنه معاند للحق يدفعه جحدا وعنادا.

(الثالثة) أنه مناع للخير, وهذا يعم منعه للخير الذي هو احسان الى نفسه من الطاعات والقرب الى الله والخير الذي هو احسان الى الناس, فليس فيه خير لنفسه, ولا لبني جنسه كما هو حال أكثر الخلق.

(الرابعة) أنه مع منعه للخير معتد على الناس, ظلوم غشوم معتد عليهم بيده ولسانه.

(الخامسة) أنه مريب, أي صاحب ريب وشك, ومع هذا فهو آت لكل ريبة, يقال: فلان مريب, اذا كان صاحب ريبة.

(السادسة) أنه مع ذلك مشرك بالله, قد اتّخذ مع الله الها آخر يعبده, ويحبه, ويغضب له, ويرضى له, ويحلف باسمه, وينذر له, ويوالي فيه, ويعادي فيه, فيختصم هو وقرينه من الشيطان, ويحيل الأمر عليه, وأنه هو الذي أطغاه وأضله. فيقول قرينه: لم يكن لي قوّة أن أضلّه وأطغيه, ولكن كان في ضلال بعيد, واختاره لنفسه, وآثره على الحق, كما قال ابليس لأهل النار: { وما كان لي عليكم من سلطان الا أن دعوتكم فاستجبتم لي } ابراهيم 22.