لســت جـــريء
بقـــدر مــا أنـا صــريح في طـــــرح مالــدى
أمــام ظــــاهــرة بمــا يســمى بــــــ
( عيـــــــــد الحـب )
وليــس من الضــرورة أن نتحــــدث عن الحــــدث وقـت حـــدوثـه
فعيــد الحــب سيظــل مستمـــرا إلى مــالا نهــــايـــه
لســـبب بسيــــط
هــو أننـــا نعشــــق التقليــد ونمـوت فيـــــه
. . .
دائمـــا ما أجـــد نفســي
مشــدودا للحــديث الـدائـــــم عنـــه
كلمــا جــاء ذكــره على لســــــان الاعـــزاء
كلنـــا نعلــم بـأن الحــب في الغــرب
أصبــح قضيــة موسميــه يجــب التـذكيــــــر بهـــــا
في اليــوم الرابــع عشــر من شــهر فبـرايـــــر من كل عــام
يحتفلـــون بهـذا الحــب تحـــت مسمــى
( عيـــــــد الحـب )
لكن
بربـك أجبنـــي أيهـا القــــــــارئ
مــاذا يعنــي الحــب فـي عالــم يتـــداعى ؟..
عــالم فقــد الصــــــــدق ؟..
فقــد ذاتــــــــــه ؟..
فقــد هـويتـــــــــــه ؟..
إن الحــب الــذي يخصصــون لــه الغــرب هــذا اليــوم المظلــووووم !..
ويتـــرجمونـــــــه في شكـــل
وردة
أو قطعـــــة شــــوكولاتـــــــه
أو قلــب حــب
( ومــا ادراك مــا قلـب حـــــب )
أو كلمــة جميلــــــــــــة
أو دمعـــة تترقــرق في المــــآقي
ونحـــــن فقــط
( نقلـــــــــد )
الغــرب يترجمـــون الحـــب في أشكــال ومواضـــع شـــاذة عــدة
ونحـن نستمـــــــــر في
( التقليـــــــــد )
كيــف لنـــا أن نحتفـــل بعيـــد الحـب ؟..
ونحن نعلــم بأن الحــب أصبـــح في هـذا الزمــن
كلمــة روتينيــــــــــــــة
كيـف نحتفـــل بعيـــد الحـب ؟..
والبعـــض منا مــازال يتهجــى حــروف الحــب
( كالأطفــــــــــــال )
دون تـذوق لمعانيهــــــــــــــــــــا
كيـف لنـــا أن نحتفـــل بعيــد الحــب ؟..
ونحن نعلــم بمــا لا يـدع مجـــالا للشـــك
بـــأن الحـــب أصبـــح في هــذا الـزمن شـــأنه
شــــان الزكـــام أو الانفلونـــزا أو الصـــداع
الـذي لايهــدأ
إلا
.
.
.
.
.
.
بهـــدوء الاعصـــاب
كيــف لنـــا أن نحتفـــل بعيـــد الحب ؟..
والحـب أصبـــح في هـــذا الزمـــن
حالــــه عاديــة تجتــاح حيـــاة الإنســـان
وسرعــــــــــــــــــــــــــــان
مـــاتزول بـــزوال الأعـــراض والمؤشــــرات
كيـف لنـــا أن نحتفـــل بعيـــد الحــب ؟..
ونحن نعلــــم علـم اليقيـــن بـأن الحــب
حتى لوجـــاء قويـــا كالبراكيـــن أو الـــزلازل
وقســـناه بمقيـــاس اســـــــــــــم الحبيـــب
لامقيـــاس
( رختــــــــــر )
كمــا يعتقـــد البعــض
فسرعــــــــــان ما يلبــث أن يهـــدأ
وكــأن شيئــــا لــم يكـــن
حتى وأن أرتعشـــت لـــه الأطـــراف
أو إضطـــربت له الأعصــاب
لمــــــــــــــــــــاذا ؟..
الســبب بسيـــط يتعـلق
بأكتشـــاف أحـــد المحبيـــن بــأن تلك القـــوة الهائجـــة لــم تكـــن ســوى
( نـــزوة )
نـــــــــــــــــــــــزوة
يــــــــــاالهـي !..
نــزوة وهــو .. وهــي ..
قـــد تجـــاوزا الثــلاثين من عمرهمـــا ؟ّ..
نــزوة من نــوع إخـــر لاداعي لذكــر نوعهــــــــــا
كيــف لــنا أن نحتفــل بعيـــد الحــب ؟..
ونحن أصبحنـــا فــي هــذا الزمــن الاغبـــر
نجـــد أنفسنــا فجـــأة محاصــرين
أمــام كلمـــات الحـب الرخيصـــة التـي نسمعهــا تنطلــق الينـا
( كـرصاصــــــــــــــة بـاردة )
تستقـــر في مسامعنــا ثم تصبـــح
( جثــــــــة هامـــــــــدة )
لانستطيـــع أمامهـــا إلا أن نحملهــــا
ونجتـــرها مع جراحنـــا اليوميـــة ثـم نمضــي نرددهـــا
( كالببغــــــــــــــــــــــــاء )
كيف لنـــا أن نحتفـــل بعيـــد الحــب ؟..
والحـــب أصبـــح مبتتـــــذلا عندنـــا بمعنـــاه الضيـــق
وذلـك نتيجـــــــــة
للإستعمـــــــال الخاطـــيء
الــذي قضــى على بريقـــه وهـدفــــــه الــذي هــو اساســـــه
سعــــادة الانســـان وحمايتــــه
كيـــف لنــا أن نحتفـــل بعيـــد الحــب ؟..
بعــد
أن الغينـــا بمفاهيمنـــا كل مبـــاديء الــدين واهدافـــه
وأصبــح الواحــد منـــا همــــــه الوحـــيد هــو
الاندمـــاج الكامــل بالحبيــب
دون النظـــر لما يحتويـــه هـــذا الحــب
من شـرعيـــــــــــة أو غـــير شــــرعيــــــــــة
كيــف لتلك المـرأة أن تحتفــل بعيـــــــد الحــب ؟..
وهي معتمــدة في حياتهــــــا على
الـدجــــــــل والمداهنــــــــــــــــــــة
على حســاب نفسهـــا وجســـدهــا وكرامتهـــــا وشـــرفهـــــا
وارضـــاء غــــرورهــا الجنســــي
وكبريـائهـــــــا المتـهــــالكـــــ
كيــف لتلك المـــرأة أن تحتفــل بعيــد الحــب ؟..
وهنــاك وبــاء آخـــر يســــــري في عروقهــــــا
وبـاء مدمــــــــر
إعتـادتــــــــــه وتعــودت عليــــــــه
فأصبحــــــــت كتـلك
( المكنســــــــــــــــــــة )
التـي لايحــق لهــا أبـدا التــــــذمـر
من الاوســـاخ والغبـــار العـــالق بهــا
كيف لتلك المـــرأة أن تحتفـــل بعيـــد الحــب ؟..
ومســـتوى تفكيـــرهـــا لايتعـــدى
فســـتان جــديد تعـــودت علي لبســـه لتفــــــــــاخـر
( بقصـــــــــــــــــــــره )
في سهـــرات ليســـت بجديـــدة عليهـــا
كيـــف لتــلك المـــرأة أن تحتفـــل بعيـــد الحــب ؟..
ومسـتوى تفكيـرهـــا لايتجــــــــاوز عطـــرا جديـــدا
تشـــم من خلالـــه عفــن حياتهـــــــا
أو حـــذاء عالي تقيــــس بـه مســـتوى طـــول إنحــراف
( لياليهــا )
كيف لنـــا أن نحتفـــل بعيـــد الحـب ؟..
والحــب أصبـــح في زمننـــا هـذا مجـــرد فقـــط في :
سمــــــــــــاع الاغـــاني العاطفيـــة !..
إنتظـــار القمــر حتـى يتــم بـــدره !..
السهـــر في أحضـــان الحبيـــب !..
أهــــذا هـــو الحـــب ؟..
بربــك أجبنـــي
بربـك أجبنـــي بحــق مــن رفع سبعـــا بلا عمـــد
وثيــت سبعـــــا أخـــرى
. . .
نعــم هـــذا هـو الحــب في نظــــر الأغلبيـــة من البــــشر
إلا مــن رحـــم الله
لازلنـــا نجهـــل معنــى الحـــب
ومــامعنــى أن يكــون المــرء محبــا أو محبوبــــا
. . .
الســـؤال الـــذي يطـــرح نفســـه بقـــوة
لمـــاذا يـــتم الاحتفـــال بهـــذا
( اللاحــــــــــــــــــــب )
في هــذا الــيوم المظلـــوم المجيــد ؟..
هـل معنى الحـب أن نخصـــص لــه هــذا اليــوم
لنحتفــل بـه مـع الطـــرف الآخــــــــــــــــــــر
لنثبـــت له كـــم هـوجــذاب ومثيـــر ؟..
الحـب لـمن يــعرف الحــب
هــو أن نحتفــل بــه في كـل لحظـــة من لحظـــات حياتنـــا
وليـــس يومـــا واحـدا مــن كل عـــــــــــــــــــــام
( فيـــا للسخـريــــــــــــــــــــة )
. . .
الحــب سمـــــــــــــــو
والسمـــو رقـــــــــي
والرقـــي لايمكـــن أن يرخــص أو يبتــذل
إلى الحـب الكـــاذب الخـــادع
الــذي فهمــوه الغـــرب بشــكل خـــــــاطيء
ومـارســــــــوه بكــل مـــا للشــــــذوذ من أنــواع
ثـم قــــــالوا :
أيهــــــا المقلــدون
هيــــــــــــــــــه
أنتـــــــــــــــــــــــم
جـــاء وقــت التقـلـــــــــــــــــيـد !..
. . .
الحـــب رسالــــــة ساميـــــــة
رسالـــه يصــوغهـــا المـحـــب
بوجـــدانـــه ومشـــاعـــره لحبيبــه في كل لحظــــة
مـن لحظــــات الحيـــــــاه
فكــم هـــو رائـــع
أن نحتفـــل بالحـــب في كل لحظـــه من لحظـــات حياتنـــا
كــم هــو رائــــع
أن نرتفــع بالحـب
فــوق مقايـــيس قــديس الغـــرب وأبوهــم الروحــي
الــذي جعـــل الحـــب مرادفـــــا للخطيئـــــة
.
.
.
.
.
.
وأي خطيئــــــــــــــــــــــــة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ياليــل ياجــــــــــــــامع
على الـــود قلبيــن
لك عــــــــــــــــــــــــــــــادة
تجمـــــع قلـــــوب
الــولا يـف