يجيب عليها سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ

مفتي عام المملكة العربية السعودية


ليس وجـوب الزكـاة مربوطاً بشهر برمضان
* متى تجب الزكاة؟ وما وقت وجوبها؟ ومن هم مستحقوها؟
- تجب زكاة الأموال إذا ملـك المسلم نصاباً وحـال عليه الحول، وكان المالك حراً. ومقدار النصـاب عشرون مثقـالاً بالنسبة للذهب، وهو ما يقارب اثنين وتسعين جرامـاً، ومن الفضة مائتـا درهم، وهو مـا يقارب ستة وخمسين ريالاً سعودياً، فمتى ملك النصاب وتمت السنة من ملكه له وجبت الزكاة، وهـي ربـع العشر. ففي مائة ريـال مثلاً ريالان ونصف، وفي الألف خمسة وعشرون ريالاً، وهكذا. ووقت وجوبها: حسب ملـك النصاب، فإن ملكه في محرم وجب في مقابله مـن العام المقبل، وهكذا، وليس وجـوب الزكـاة مربوطاً برمضان، وإنما المسـلمون يتحرون إخراج زكـاة أموالهم في رمضان لمضاعفة الأجـر فيه، ومن تم حول زكاته في غـير رمضان وجب إخراجها، ولا يؤخرها إلى رمضان، وإن عجلها قبل تمام السنة ليوافق رمضان فلا بأس به إن شاء الله. وأما مستحقوها: فهم المذكورون بقوله تعالى في سورة التوبة الآية 60 {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} (60) [التوبة].

من آداب الصيام المستحبة تأخير السحور
* سماحة الشيخ بمناسبة دخول الشهر الكريم نرجو بيان بعض آداب الصيام المستحبة حتى ننتفع بذلك؟ جزاكم الله خيراً.
- من آداب الصيام المستحبة تأخير السحور، بحيث ينتهي منه قرب طلوع الفجر الثاني، والتبكير بالفطر، ومن السنن أيضاً الإكثار من ذكر الله والتسبيح والتهليل والتحميد، وتلاوة القرآن، وفعل أنواع الخير، وأعظمها صلاة التراويح والمحافظة عليها.
على المسلمين المحافظة على الصلوات في رمضان وفي غيره
* نرى كثيراً من الناس الآن في رمضان يبدؤون بالصلاة وبالذهاب إلى المساجد، حيث نراها ممتلئة ليصلوا في رمضان فقط، وإذا انتهى رمضان هجروا المساجد، فماذا تقول لهم سماحة الشيخ؟ جزاكم الله خيراً.
- هذا خطأ فهم، فيا أيها المسلمون، ينبغي أن تحافظوا على الصلوات في رمضان وفي غيره، وإذا كنتم حافظتم في رمضان ورأيتم أن ذلك من واجبات الإسلام عليكم فاستمروا على هذا الواجب، وليكن رمضان سببا لاستقامتكم واستمراركم على الخير، فحافظوا على الخير ولا تكونوا ممن يعمل صالحاً ويتبعه عملاً سيئاً.



هل تصح عمرة الصغيرة؟!
* نريد السفر لأداء العمرة ومعنا طفل، فهل نلبسه حفاظة خشية وقوع بوله على ملابسي، وهل له وضوء؟
- لا مانع من إلباس الطفل حفاظة وهو محرم بالحج أو العمرة، أما الوضوء فهو ليس مكلفاً، ولكن عمرته صحيحة وإن كان طفلاً، فالنبي صلى الله عليه وسلم رفعت له امرأة طفلاً وقالت: ألهذا حج؟ قال: "نعم، ولك أجر"، والحج والعمرة بالصبي جائزان ويلبس الإحرام ويمنع مما يمنع منه المحرم.



اقرأ القرآن على قدر ما تيسر لك ولكن بتدبر وتعقل
* كم جزءاً من القرآن يمكن للمسلم أن يقرأ في اليوم في رمضان؟
- اقرأ على قدر ما تيسر لك ولكن بتدبر وتعقل معناه، كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم: سنن الترمذي فضائل القرآن (2910). فمن قرأ آية من القرآن فله بكل حرف حسنة، لا أقول: الم حرف، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف.



هل هناك خيطان للفجر كاذب وصادق؟
* هل هناك خيطان للفجر كاذب وصادق، وما علامتهما؟
- قالوا: إن الفجر الكاذب يكون مستطيلاً من المشرق إلى المغرب؛ ولدقته يقال له ذنب السرحان، ويكون الفجر الصادق بعده، وهو مستقيم من الجنوب إلى الشمال، نوره يضيء ويزداد نوراً بخلاف الفجر الكاذب، فإنه مستطيل وفوقه ظلمة، ما يلبث أن يختفي.



السفر المبيح للفطر
* إذا سافر الإنسان للنزهة أو غيرها.. هل يحق له الفطر؟ وما هي شروط السفر المبيح للفطر؟ بارك الله فيكم.
أبو شهد - الرياض
- الله جلَّ وعلا يقول: { وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ } (185) [البقرة]. فالمسافر مسافة تقصر فيها مثلاً الصلاة يباح له الفطر في رمضان إذا كان هذا السفر سفراً مباحاً ليس سفر معصية، فإنه يباح الفطر في رمضان لأن الله يقول: { فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ } (185) [البقرة].




عليك القضاء والإطعام
* سماحة الشيخ: عليَّ قضاء سبعة أيام من شهر رمضان الماضي وجاء رمضان الحالي، فماذا يجب عليَّ وأنا لم أقض ما عليَّ؟
- أقضي وأطعمي عن كل يوم مسكيناً.



الدعاء المستحب عند الإفطار
* ما الدعاء المستحب عند الفطر، وهل يقول: ذهب الظمأ، وابتلت العروق عند الإفطار؟ جزاكم الله خيراً.
- يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه إذا أفطر قال: ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله ويروى أيضاً: اللهم لك صمت، وعلى رزقك أفطرت. وعلى كل حال عند الفطر يكون موضع إجابة الدعاء؛ فليتحر المسلم الأدعية النافعة الشاملة ويدعو بها، مع رجاء الله وابتغاء ما عنده.



الأيام التي صامتها الحائض في حال طهرها.. صيامها صحيح
* إذا طهرت الحائض ثم صامت رمضان وبعد يومين عاد الدم إليها هل تفطر وهل يلزمها قضاء الأيام التي صامتها؟
- إن كان دم الحيض المعتاد الذي تعرفـه المرأة فلتجلس إلى أن يمضي خمسة عشر يوماً مع الأيام الماضية واللاحقة، بمعنى لو كـان في شعبان سبعة أيام، نقول هنا: اجلسي ثمانية أيام ثـم صومي، وإن كان دما لا يشبه دم الحيض، لا في لونه ولا رائحته ولا في الأعراض، فإن هذا دم فساد لا اعتبار له. أما بالنسبة للأيام التي صامتها في حال طهرها فصيامها صحيح.



كفارة من كان لا يصوم شهر رمضان لعذر شرعي
* رجل توفي له ابن وكان لا يصوم شهر رمضان لعذر شرعي، وقبل موته أخرج عنه كفارة، والسؤال: هل يجوز أن يصام عنه؟
- لا يصوم رمضان؛ لماذا؟ إن كان عدم قدرته على الصيام لأن مرضه مرض خطير ملازم لا يرجى برؤه، فهـذا يطعـم عنه عن كل يوم مسكـيناً، بمعنى عن الشهر (45) كيلاً من الأرز، هذا إذا كان لا يصوم لأجل أن المرض وأن المرض لا يرجى برؤه، فهذا يطعم عنه إن كان يعقل، وإن كان فاقد العقل فإنه لا قضاء عليه ولا إطعام.



عليه قضاؤه بعد رمضان الثاني مع الإطعـام عن كل يوم مسكيناً
* تهاونت في قضاء بعض الأيام التي علي في رمضان السابق إلى أن جاء هذا الشهر، فماذا يلزمني؟
- الأصل أن الله جلَّ وعلا قال لنـا: سورة البقرة الآية 184 { فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ } (184) [البقرة ]، فالله أباح للمسافر الفطر، وجعل قضاؤه أياماً أخر، فلم يقيدنا بشهر معين، لكن ما بيننا وبين شعبان الآتي كله وقت اختيار، فإذا لم يبق في شعبان إلا قدر قضاء أيـام رمضان الماضي فيجب أن يبادر بالقضاء، وإذا لم يفعل فإنه آثـم، وعليه قضاؤه بعد رمضان الثاني مع الإطعـام عن كل يوم مسكيناً، مع التوبة إلى الله في هذا التأخير الذي بلا عذر.



سفر النسوة إن لم يكن معهن محرم
* امرأة تسافر مع محرمها في رمضان إلى مكة وتبقى مع بعض النساء في منزل مؤجر لهن، ويعود المحرم إلى بلده، فإذا انقضى رمضان عاد المحرم ثم أخذ النسوة إلى بلدهن، فهل تأثم هؤلاء النسوة؟ وهل يعد هذا سفراً محرماً، نرجو الإفادة؟ جزاكم الله خيراً.
- الأولى للنسوة ألا يبقين في المكان زمناً طويلاً، كشهر بدون محرم؛ فإنهن قد يحتجن إلى أشياء، والمحرم في وجوده قريباً منهن يقضي حاجاتهن ويساعدهن، وبقاؤهن بلا محرم وإن كان في مكة، فبقاؤهن هناك ليس من المصلحة، وإذا لم يكن معهن محرم فبيوتهن خير لهن.