س1 / التعريف بالضيف تشمل الاسم ، العمر ، الحالة الاجتماعية ، العمل .
الحسن بن أحمد بن حمود آل خيرات
من مواليد عام 1385 هـ
العمل : مدير ثانوية الشيخ عبدالله القرعاوي بصامطة
متزوج, وأب لثلاثة أبناء وثلاث بنات.
س2 / رمضان الأمس ورمضان اليوم ما الفرق بينهما ؟
رمضان الأمس واليوم, ورمضان الغد أيضا, تماما كالشجرة. لا تخلو, كما لايخلو من فائدة..
لكن تختلف الفوائد باختلاف الأشجار, ولاشك في أن الوارفة والمثمرة منها ذات فائدة وذات منفعة وبركة أكبر وأكثر. وهو الأمر المنطبق تماما على رمضان الأمس..
رمضان الروحانية الحقة والمجردة وغير المسكونة والمنشغلة بغير الخالق..
رمضان الإنسانية والتواصل.
رمضان كل الأشياء البيضاء والجميلة والنقية.
رمضان الأمس مكتظ الأوقات بثمار أكثر وأحلى وأغلى مما هو رمضان اليوم. وفي كليهما خير وبركة.
رمضان الأمس مسكون برمضان نفسه, رمضان العبادة والبر والوقار والسكينة, وكل العبادات والعادات الخيّرة والفاضلة. خلاف ما هو عليه رمضان اليوم, المسكون بقليل من سكون, وقليل من جلال . فضلا عما هو عليه من شكل ووسيلة وأطراف علاقة !
بعد مغرب رمضان الأمس كانت ترتفع الدعوات وحدها, وكانت تحلق وحدها في سماء الله, وفي جلال الله بطلب المغفرة والأجر.. صحيح أنها بعد مغرب رمضان اليوم ترتفع وتحلق في ذات السماء وفي ذات الجلال وللمرام نفسه, ولكن بشكل مزحوم على الأقل إن لم يكن محدود المساحة والقدر بالقياس إلى صخب وتزاحم القهقهات بأثر من غشمشم وصادوه وطاش !
كذلك هو في ليله وفي فجره وفي نهاره متصل بالله وذو علاقة وحيدة وخالصة لله. في حين لا يخفى على أحد ما هو عليه - من خلال إنسانه طبعا - في زمانه اليوم !
في رمضان الأمس تواصل على مدار الشهر. وفي رمضان اليوم قليل من ذلك.
رمضان في كل الأزمنة جميل, وما يفتقده بالتدريج من جمال ومن نكهة مسؤول عنه إنسانه.
إنسان رمضان هو المتغير. ورمضان هو الثابت في جلاله وفي جماله .
س3 / أثر رمضان الروحاني على نفسية المسلم ؟
ليس من شك في أنه أثر عظيم. لكن أين هي اليوم تلك الروحانية؟!
لقد بدأنا نفتقدها منذ ما قبل "ليالي الحلمية" بقليل من سنوات, ثم من مرحلة ليالي الحلمية وحتى الآن نكاد نراهن على افتقادها تماما إلا ما رحم الله.
نصلي المغرب ونحن في هاجس من طاش, وندرك الركعة الأخيرة من العشاء ونحن في هاجس آخر من بقية أحداث وعري مسلسل مثير تركناه, ونفر من التراويح إلى مسلسل آخر, وعري آخر !
حتى عهد قريب لم تكن أطباق وأقمار الاتصال بهذه الكثرة وبهذه الزحمة الحاصلة اليوم. ومع ذلك كانت موجودة, وطالما أبكانا محمد حسين زيدان قبل الغروب وهو يحلق بنا في فضاءات من عبق ومن تاريخ صحابة رسول الله! وكم أضاءنا علي الطنطاوي في لحظات مابعد الغروب !
كأنّ أطباق وأقمار الفضاء بما هي عليه اليوم من كثرة ومن زحام سدّت علينا وإلينا منافذ الروحانية.
إننا نحنّ إلى تلك الروحانية المفتقدة والهاربة منا منذ زمن..
نحنّ إليها لنصوم حقا.. ولنصلي حقا.. ولنتعامل مع الناس كما يجب, وكما يحثنا عليه ديننا القويم, وكما تربينا عليه من عادات ومن قيم عربية أصيلة.
إنها روحانية تهذب. ونحن في حاجة إلى كثير من تهذيب.
س4 / ذكريات رمضانية ما زالت خالدة في فكرك وذاكرتك ؟
من المنغرسة في ذاكرتي حتى الآن تلك المتصلة بتسوّق الناس عصر رمضان في أواخر التسعينات الهجرية تقريبا حيث تيسر لي مشاركة إخواني الكبار لعدة مرات في - مهمات وسفريات من الطرشية ذهابا وإيابا - بهذا الخصوص..
أتذكر على سبيل المثال باعة الثلج والزحام الذي كان يدور حولهم.. أتذكر كيف كان المشترون يمدون بخزاناتهم الصغيرة للباعة ليملأوها حسب اتساعاتها وأسعارها الافتراضية.. لا أذكر بالتحديد سعر عبوة هذا الخزان أو ذاك. لكنها بالتأكيد كانت شيئا لا يذكر. ومع ذلك ما كان في استطاعة كل الناس شراء الثلج. برغم الزحمة عليه كان شئيا ثانويا في ذلك الوقت.
كنت أستمتع بعملية تفتيت قوالب الثلج إلى قطع صغيرة بواسطة أداة خاصة بهذا الأمر اسمها (المخرز) والذي لم أكن أعرفه في الطرشية. كنت فقط أعرف (المضربة) وأدوات أخرى خاصة بالزراعة في معظمها.
س5 / عادات سيئة ظهرت لدى الناس أثناء رمضان تتمنى زوالها ؟
السوء مسألة نسبية في الغالب. وعليه ما أظنه سيئا قد لا يكون كذلك لدى غيري . لكن أعتقد إلى حد كبير أن انقطاع التواصل بين الناس خلاف ما كان عليه الحال في السابق, سلوك غاية في السوء .
إن وراء التواصل فضائل كثيرة من اللائق تحقيقها بتحقيق أكبر قدر ممكن من التواصل بين الناس ولاسيما الأهل والجيران.
وهي والحمد لله من أهم ما أحرص عليه في هذا الشهر الفضيل.
س6 / بمناسبة رمضان ما هي أمنياتك في الحياة ؟
أتمنى عودة العراق دولة حرة وذات سيادة .
أتمنى ذلك في القريب العاجل حتى وإن أحوج الأمر إلى ألف صدام وصدام..
إنه أرحم وأكرم من سعير هذه الفوضوية..
فوضوية الديمقراطية المزعومة.