بالإسلام، فأعلنت إسلامها أمام سليمان، وفرح سليمان بهذه النهاية لامرأة كانت كافرة!!
التطبيق العملي للحفظ
والآن لنكتب الجزء الأول من هذه السورة (من الآية 1 وحتى الآية 44) ونقوم بتجزئته إلى سبعة مقاطع يبدأ المقطع الأول بالحديث عن القرآن وعن صفات المؤمنين، وهو بمثابة مقدمة للسورة.
ثم يأتي المقطع الثاني حيث يحدثنا الله تعالى عن قصة سيدنا موسى باختصار عندما ناداه الله في الوادي المقدس وأعطاه معجزات ليذهب بها إلى فرعون ويدعوه إلى الإيمان بالله تعالى، ولكن فرعون رفض دعوة موسى واتهمه بالسحر، ولذلك أخذه الله فأغرقه في البحر، ونصر سيدنا موسى ومن آمن معه.
والآن لنكتب هذه المقاطع:
المقطع الأول:
مقدمة السورة والحديث عن القرآن
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
طس تِلْكَ آَيَاتُ الْقُرْآَنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ (1) هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (3) إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ (4) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذَابِ وَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ (5) وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآَنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ (6)
المقطع الثاني:
الحديث عن قصة موسى عليه السلام
إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا سَآَتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آَتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (7) فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (8) يَا مُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (9) وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآَهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ (10) إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (11) وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آَيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (12) فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آَيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ (13) وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (14)
المقطع الثالث:
الحديث عن قصة سليمان عليه السلام والنمل
وَلَقَدْ آَتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ (15) وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ (16) وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (17) حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18) فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (19)
المقطع الرابع:
سليمان والطير
وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20) لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (21) فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22) إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (24) أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (26) قَالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (27) اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهِ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ (28)
المقطع الخامس:
سليمان والملكة بلقيس
قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (29) إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30) أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (31) قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ (32) قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ (33) قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (34) وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ (35)
المقطع السادس:
سليمان والعرش
فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آَتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آَتَاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ (36) ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ (37) قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (38) قَالَ عِفْريتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ (39) قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآَهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (40) قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنْظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ (41)
المقطع السابع:
نهاية القصة
فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ (42) وَصَدَّهَا مَا كَانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ (43) قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (44)
يمكن للقارئ الكريم اتباع الخطوات السابقة من حفظ المقاطع مقطعاً مقطعاً، ثم ربطها وحفظها مقطعين مقطعين وهكذا نفعل مع بقية سور القرآن.
ولا تنسوا أن تحاولوا فهم معاني الآيات ولماذا جاءت هذه الكلمة في هذا الموضع ولم تأت في موضع آخر، كذلك الرجوع إلى التفاسير وكتب قصص الأنبياء...
نصائح ذهبية
- اختر أفضل أوقاتك لحفظ القرآن، ولا تجعل هذا المشروع على هامش حياتك، لأن القرآن لن يعطيك شيئاً إذا لم تقدم له كل شيء!
- اعلم أن المهمة الكبرى للنبي الكريم عليه الصلاة والسلام كانت حفظ القرآن وتبليغه لأمته، فأفضل عمل يمكن أن تقوم به هو حفظ القرآن، ولذلك قال عليه الصلاة وال
(خيركم من تعلم القرآن وعلّمه). يجب أن تنوي حفظ القرآن وتعليمه للآخرين.
- حاول أن تقرأ أي بحث أو مقالة لها علاقة بالقرآن، مثل أبحاث الإعجاز العلمي، فإن هذه العملية تقوي ارتباطك بالقرآن.
- حاول دائماً أن تبحث عن معنى أي كلمة تسمعها ولا تفهم معناها من خلال تفسير أو موقع إنترنت أو السؤال لأحد العلماء. إن هذه العملية ستزيد رصيدك من المعلومات بشكل كبير مع الزمن.
تساؤلات...
تردنا الكثير من التساؤلات حول حفظ القرآن الكريم والصعوبات التي يعاني منها كثيرون في بداية حفظهم لكتاب الله تعالى، ولذلك تجدهم يتركون الحفظ بعد فترة. وسوف نجيب عن بعض هذه التساؤلات، ونؤكد بأن الطريقة المثالية للحفظ هي أن تلجأ إلى الله بقلب صادق ونيَّة خالصة وسوف يختار لك الله الطريقة المناسبة.
هل تعتبر هذه الطريقة هي المثالية؟
لكل إنسان طريقة تعود عليها، فقد سألت أحد حفاظ القرآن عن الطريقة التي حفظ بها فأخبرني على الفور أنه إذا لم يوجد من يقرأ أمامه فإنه لا يحفظ شيئاً، وهنالك شخص آخر يحفظ من خلال تصوير الآيات في ذاكرته بفتح القرآن والنظر إليه طويلاً، وشخص ثالث تعود أن يحفظ القرآن بالتكرار، فهو يكرر الآية مئات المرات حتى يحفظها... وهكذا لكل طريقة تعود عليها، فما هي الطريقة المثالية.
يجب عليك أن تعتقد أنه لا توجد طريقة واحدة أو أن طريقتك هي الأفضل لأنك تعودت عليها، يجب عليك أن تجرب الطرق الأخرى وتستفيد منها. وأنا من خلال هذه الدروس أقدم لإخوتي القراء طريقة الحفظ السمعي بواسطة الاستماع إلى التلاوات المرتلة المسجلة، ولهذه الطريقة ميزات ذكرنا بعضاً منها، أهمها أنها لا تحتاج لمعلم أو لمكان أو زمان، أي هي طريقة مفتوحة.
ولذلك في البداية قد لا يألف بعض القراء هذه الطريقة، ولكن بعد فترة سيجدون لذة وحلاوة عظيمة بل سيتفاعلون مع الاستماع إلى القرآن حتى يجدون أنفسهم يبكون من خشية الله كلما استمعوا إلى القرآن. لذلك حاول أن تندمج مع كلمات القرآن وتعيش معها وتتصور الأحداث كما تسمعها.
هل تحتاج طريقة حفظ القرآن إلى معلم أو شيخ؟
يمكنني أن أخبرك أخي الحبيب بتجربتي في الحفظ، والتي كانت من دون أي معلم، كنتُ أعتمد على سماع القرآن فقط، وهذا كان يسهل عملية الحفظ، إذ أنني بهذا الأسلوب لم أتقيد بموعد أو مكان محدد للحفظ، بل كانت جميع الأوقات والأمكنة مفتوحة، وهذا ما ساعدني على استغلال كل دقيقة من وقتي.
ولكن هنالك اعتقاد عند كثير أو جميع العلماء يؤكدون فيه على ضرورة وجود شيخ للحفظ، وأنك لن تستطيع أن تحفظ شيئاً من دون شيخ، أو أنك لن تستطيع أن تتقن أحكام التجويد إذا لم يسمعها منك أحد ويصححها لك.
وأقول بأن هذا الكلام صحيح وغير صحيح! صحيح في أن المؤمن بحاجة للقدوة الحسنة ولمن يصحح له أخطاءه، وغير صحيح في أن أجعل اعتمادي كله على الشيخ! فإذا كان وجود شيخ حافظ لكتاب الله تعالى أمر سهل فهذا شيء طيب، ولكن إذا كانت ظروف الذي يريد أن يحفظ القرآن غير مناسبة لاتباع حلقات التحفيظ فهل يترك القرآن وينساه؟
لذلك أنت يمكنك أن تعتمد على الله أولاً ثم على نفسك في الحفظ ومحاولة تقليد ما تسمعه من الأشرطة، بل وتحاول أن تسجل صوتك وأنت تقرأ القرآن بترتيل ثم تستمع إليه وتحاول أن تكتشف أخطاءك بنفسك.
ثم كلما وجدت ظرفاً مناسباً للالتقاء بشيخ حافظ فيمكنك أن تعرض عليه شيئاً مما حفظته وتطلب منه أن يصحح لك الأخطاء التجويدية، أما الأخطاء اللغوية فهذا الأمر يجب ألا يحدث، لأنك عندما تستمع لصوت قارئ القرآن من شريط مسجل فأنت تستمع إلى القراءة الصحيحة وينبغي عليك أن تصغي جيداً وتلتقط كل ذبذبة صوتيه وتحاول أن تقلدها.
ولذلك ومن هنا ندرك معنى قوله تعالى: (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) [الأعراف: 204]. أي يجب عليك أن تدقق وتفكر بكل حرف ينطقه القارئ، ويفضل أن تسخر كل أحاسيسك ومشاعرك وتتفاعل مع القرآن ومع المعاني القرآنية.
كيف يمكن أن تفيدنا البرمجة اللغوية العصبية فى حفظ القرآن الكريم؟
يمكن أن نستفيد من علوم العصر ونسخّر ما اكتشفه علماء الغرب لخدمة كتاب الله تعالى، فهم يستخدمون قوة التركيز والتحكم بالذات للنجاح في جمع المال والشهرة، ونحن نستخدم قوة التركيز في فهم القرآن وحفظه والنجاح في رضا الله تعالى وجمع الحسنات!
علماء البرمجة العصبية يؤكدون على أهمية الإصرار على الوصول إلى الهدف، وأن تجعل هذا الهدف في كل حياتك وتعطيه كل وقتك حتى تحققه، وأنت أخي الحبيب يمكنك أن تجعل القرآن هو هدفك في الدنيا والآخرة.
تخيل نفسك وأنت قد حفظت القرآن، وسوف تعيش حياتك كلها مع كتاب الله تعالى، فهو الشفاء، وهو الدواء وهو الطمأنينة وهو القوة، وتخيل أنك تلقى الله تعالى وأنت حافظ لكلامه أليس هذا شيئاً عظيماً ....وهكذا يمكنك أن تبرمج دماغك وحياتك لحفظ كتاب الله تعالى.
ما هي الكتب التي يمكن أن تكون مفيدة في حفظ القرآن؟
إن الكتب المتوافرة حالياً هي عبارة عن طرق وتجارب يقترحها أصحابها من أجل تسهيل الحفظ، ولكن لا يوجد كتاب يجعلك تحفظ، إنما هي الإرادة والنية الصادقة والتي هي أهم من أي كتاب.
نصائح
- حاول أن تحفظ كل يوم ولو القليل من القرآن، لا تهجر القرآن.
- اقرأ ما حفظته في الصلاة، وكرر ذلك فسوف تجد متعة في أن تكون صلاتك طويلة.
- حاول أن تفكر بمعاني الآيات التي حفظتها قبل أن تنام، وحين تستيقظ من النوم، لأن العقل الباطن في هذين الوقتين يكون متصلاً مع العقل الظاهر. وسوف تتحول أحلامك وأنت نائم إلى أحلام جميلة وسوف تشاهد نفسك تتلو القرآن، فهل هنالك أروع من ذلك؟!
- اعتقد بشدة أنك تستطيع أن تحفظ القرآن، وسوف تحفظ القرآن بإذن الله تعالى.
كيف تعمل ذاكرة الإنسان؟
سوف ننتقل إلى فقرة مهمة حول آلية عمل الذاكرة لنتمكن من خلال هذه المعلومة من السيطرة على ذاكرتنا وجعلها خاضعة للإرادة وهذه الطريقة ستقضي على النسيان نهائياً.
ربما يكون أكثر الأجزاء تعقيداً في جسم الإنسان ذلك الدماغ المسؤول عن التذكر واسترجاع المعلومات، وهذه نعمة من الله تعالى ينبغي علينا أن نقدرها ونعتني بها. يمكن النظر إلى الذاكرة على أنها عبارة عن كمبيوتر يحتاج للعناية والصيانة والتغذية اللازمة.
هنالك أمر مهم ألا وهو أن نراعي طريقة التخزين للمعلومات، لكي تكون سهلة الاسترجاع. فإذا اقترن التخزين بالفهم يكون أكثر فعالية أثناء الاسترجاع. ولذلك لا بد من فهم ما نحفظه، وذلك من خلال التفاسير المتيسرة.
أيضاً فإن تأمل الآيات أثناء حفظها يزيد في فعالية تخزينها واسترجاعها. وإذا علمنا بأن الذاكرة تقوم بالحفظ من خلال ربط المعلومات بعضها ببعض، إذن فعلينا أن نربط الآيات بالتدبر والفهم ونوسع خيالنا.
فمثلاً عندما أريد أن أحفظ سورة يوسف عليه السلام يجب أن أهيئ نفسي فأتعرف على هذه القصة أولاً وأحاول معرفة الحكمة من وجودها في القرآن، ولماذا أنزلها الله على حبيبه محمداً صلى الله عليه وسلم، وما هي العِبَر التي نستنتجها من هذه القصة، وبذلك نكون قد هيَّأنا الذاكرة للعمل والتخزين بشكل جيد، تماماً كما نهيئ الكمبيوتر ليكون صالحاً للاستعمال.
ما هي طريقة المراجعة الصحيحة لما قد تم حفظه من قبل، أي كيف يمكن استرجاع أشياء نظن أننا قد نسيناها؟
يجب أن نعلم بأن العقل الباطن للإنسان هو نعمة كبرى أنعم الله بها علينا، ولكن بشرط أن نستغله في الخير وفي مرضاة الله تعالى. كذلك يجب أن نعلم أن كل الأشياء التي نحفظها فإنها تنطبع في هذا العقل الباطن، وتبقى موجودة لفترات طويلة جداً.
وهكذا نستطيع أن نستنتج أن الاعتناء بالعقل الباطن وتدريبه باستمرار يؤدي إلى الاستفادة من قدراته في الحفظ، لأن العقل الظاهر سريع النسيان. وتكون الاستفادة من العقل الباطن عندما نتدرب على الاتصال به، وأفضل الأوقات لذلك في الليل، وقبل النوم، ولذلك ذكر تعالى الليل بعد ذكر القول الثقيل وهو القرآن فقال: (إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا * إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا) [المزمل: 5-6]. أي أن الليل هو الوقت المثالي للتدبر والتفكر وتثبيت الحفظ.
لذلك لا بد من الاستيقاظ ولو لساعة أو نصف ساعة في الليل ومراجعة ما حفظته من القرآن وستكون النتيجة مبهرة، ويمكنني أن أخبرك عزيزي القارئ أنني قد حفظت سوراً وراجعتها بهذه الطريقة، وقد تمضي سنوات أو أشهر بسبب انشغالي بعلوم الإعجاز، ثم أسترجع هذه السور فأجدني أتذكرها وكأنني حفظتها البارحة!
هنالك سؤال يتعلق بنهايات الآيات، حيث تختلط هذه النهايات على كثير من الإخوة الذين يودون حفظ القرآن، فما هي الطريقة التي تضمن عدم الخلط بين هذه النهايات، أي كيف نميز نهاية آية عن غيرها؟
يجب ربط معنى نهاية كل آية بمعنى الآية ذاتها، فعلى سبيل المثال وفي قوله تعالى:
1- (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ * فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [المائدة: 38-40].
هذا نص كريم يتألف من 3 آيات، وكل آية لها نهاية تختلف عن الأخرى، فكيف نضمن أن يكون حفظنا صحيحاً ولا نخطئ؟ يجب علينا أن نتأمل هذا النص الكريم ونتأمل كل آية وما تعنيه، ونتساءل لماذا انتهت الآية الأولى بقوله (وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)، والثانية بقوله (إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) والثالثة بقوله (وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)، وكيف نميز بينها؟
1- الآية الأولى تتحدث عن عقوبة السارق: (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا) ولذلك فمن الطبيعي أن تنتهي بعبارة تدل على أن الله عزيز والعزّة تعني القوة والتكبر والقدرة، فالله قادر على معاقبة كل من يعصي أمره، وهو حكيم لا يظلم أحداً، والحكمة تتطلب أن تُقطع يد السارق، وليس كما يدّعي أعداء الإسلام أن ديننا هو دين العنف. ولذلك وبما أن هذه الآية تتحدث عن السرقة وعقوبتها، فكان من الضروري أن تنتهي بقوله تعالى (وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).
2- الآية الثانية تتحدث عن التوبة من هذه الذنوب (فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ)، فمن تاب من السرقة وأصلح فسوف يغفر له الله ويرحمه، ولذلك انتهت الآية بقوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)، وتأمل معي أن الله لم يقل (والله غفور رحيم) بل قال: (إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) أي استخدم وسيلة تأكيد هي (إن) للتأكيد على رحمة الله ومغفرته، ولكي لا نفقد الأمل من رحمة الله ومغفرته، فأكد لنا الله هذه الحقيقة أي حقيقة المغفرة بكلمة (إن) التي تستخدم للتأكيد..
3- أما في الآية الثالثة فإننا نجد حديثاً عن ملك الله وقدرته على العذاب والمغفرة (أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)، ولذلك كان من الضروري أن تنتهي هذه الآية بعبارة تدل على قدرة الله وملكوته وأنه لا يعجزه شيء في مُلكه، ولذلك انتهت الآية الكريمة بقوله جل وعلا: (وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).
لذلك يمكنني أن أخبرك أخي القارئ بأن قليلاً من التأمل يوفر عليك كثيراً من الوقت، وسوف تحصل على نتائج مبهرة في حفظ كتاب الله تبارك وتعالى.
كيف يمكن الإلمام بأحكام التجويد وتطبيقها وإتقانها دون الحاجة إلى معلم؟
إن سماع القرآن أفضل وسيلة لإتقان أحكام التجويد، والسماع لا يكفي بل يجب الإصغاء والإنصات، ولذلك لم يقل تعالى (فَاسْتَمِعُوا لَهُ) فقط، بل قال: (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) [الأعراف: 204]، والإنصات نوع من أنواع التدبر والتأمل في طريقة لفظ الكلمات كما نسمعها ونحاول تقليد ما نسمع ونكرر الآيات مع المقرئ الذي نسمع صوته من خلال آلة التسجيل أو الكمبيوتر أو التلفزيون.
ولا يمنع الأمر أن نلجأ كل فترة وكلما سمحت الظروف لأحد الحفاظ الذين يتقنون أحكام التجويد ونسمعه شيئاً من القرآن ليصحح لنا ما نقرأه، ويجب أن نعلم أنه لا يمكننا الاستغناء نهائياً عن مشايخنا وعلمائنا، بل لا بد من الرجوع إليهم ولو كل حين.
ما هي الطريقة المثلى لمراجعة ما تم حفظه من سور وأجزاء؟
إن الطريقة المثلى للمراجعة هي أن تقرأ ما حفظته في الصلاة، ولا زلت أتذكر تلك الليالي التي كنتُ أقف فيها بين يدي الحق سبحانه وتعالى، وأقرأ في ركعة واحدة سورة طويلة نسبياً مثل سورة الإسراء أو يوسف أو الكهف، وقد كنتُ أجد لذّة شديدة في هذه الصلاة المطولة لا أجدها في أي شيء آخر، ولا يمكن لي أن أصف لكم سعادتي عندما أصلي صلاة طويلة.
ولذلك فإنني أنصح كل شاب وفتاة أن يتذوّقوا متعة الصلاة الطويلة وأن يقرأوا سورة كاملة من السور الطويلة التي حفظوها في ركعة أو ركعتين، وربما تكون الأمور صعبة في البداية، ولكن بعد ذلك ستكون هذه الصلاة في الليل من أجمل اللحظات التي يمر بها المؤمن.
وهنا نتذكر قول الله تبارك وتعالى يأمر حبيبه محمداً صلى الله عليه وسلم بقيام الليل والإطالة في الركعات: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا) [الإسراء: 79].
مثال
إذا أردت أن تحفظ أي سورة من سور القرآن فلابد أن تفهمها وتستخرج منها العبر والمواعظ ثم تبدأ بالحفظ لتجد نفسك تحفظ هذه السورة بسهولة.
يقول سبحانه وتعالى في محكم الذكر: (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) [يوسف: الآية 111].
فعلى سبيل المثال إذا أردت أن تحفظ سورة يوسف ينبغي عليك أن تكرر سماعها مرات كثيرة وتتأمل أحداث القصة وتعيش معها بكل إحساسك وعواطفك وتتفاعل مع كلماتها، لتصبح عملية الحفظ عملية ممتعة وسهلة.
وأتذكر جيداً كيف كانت هذه السورة بداية رحلتي في حفظ كتاب الله تعالى. فمن أهم الأشياء وحتى تجد متعة حقيقية في الحفظ، هو أن تبدأ بحفظ ما تحب وما يلفت انتباهك دون التقيد بترتيب محدد، فالهدف هو رضاء الله تعالى وإتقان حفظ القرآن، أو شيء من القرآن، وليس الهدف أن تحفظ القرآن بالتسلسل فحسب، بل إنك لأن تحفظ سورة واحدة بتدبر تريد بها وجه الله، خير لك من أن تحفظ القرآن كاملاً فقط من أجل الحفظ أو ليقول الناس إنك من حفظة القرآن!
ولذلك كان هذا منهجي في الحفظ، وكانت النتيجة أن ما أحفظه يستمر طويلاً ولو لم أراجعه! فقد كنتُ أترك كل شيء وأجلس مع كتاب الله تعالى لأحفظ وأجد لذة عظيمة في ترتيل القرآن والاستمتاع بمعانيه التي تأخذ بالألباب.
سوف أحدثك عزيزي القارئ عن أحدث طريقة مكتشفة للتعلم أثناء النوم، وإذا تذكرنا أن أحدنا يمضي ثلث عمره في النوم ندرك أهمية هذا الموضوع، لنقرأ ونستفيد..
قصة مع القرآن
لقد كنتُ في فترة من الفترات أستمع إلى القرآن وأنا نائم، وذلك من خلال آلة التسجيل التي أتركها تعمل وأستمع إلى صوت أحد المقرئين وأنام. وبعد فترة بدأتُ ألاحظ أن عملية الحفظ قد أصبحت أسهل بكثير، بل وبعد عدة سنوات لاحظتُ أن ما حفظته من القرآن قد تثبت في ذاكرتي، وقد تمضي سنوات لا أراجع سورة محددة ثم أجد نفسي أحفظها على الرغم من عدم المراجعة!!
وقد وجدتُ تفسيراً لهذه الظاهرة، وهو أن الحفظ أثناء النوم يترك انطباعا وتأثيراً أكبر بكثير من الحفظ أثناء اليقظة، ولذلك جعل الله النوم آية من آياته العظمى. وعلينا أن نغتنم الوقت لأن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام يؤكد على أهمية الوقت بالنسبة للمؤمن.
حقيقة علمية مذهلة
إذا نام أحدنا بمعدل 8 ساعات كل يوم، فهذا يعني أنه يمضي ثلث عمره في النوم، بل إن أكثر شيء نصرف فيه الوقت هو النوم! ولكن هل يعني أن النوم لا فائدة منه؟ أم أنه آية من آيات الله تعالى عندما قال: (وَمِنْ آَيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ) [الروم: 23].
إذن النوم سواء كان في الليل أو في النهار فهو آية أي معجزة من معجزات الله التي ينبغي علينا أن نتفكر فيها. وانظر معي كيف ختمت الآية بكلمة: (يَسْمَعُونَ) وكأن هنالك علاقة بين حاسة السمع وبين عملية النوم، وهذا ما أثبته العلماء بالصورة الحيةَّ!
فقد قام أحد العلماء بمراقبة أشخاص أثناء نومهم، وقام بتصوير دماغ كل منهم بطريقة المسح بالرنين المغنطيسي، وقد وجد أن الدماغ ينشط أثناء النوم! ثم قام بقراءة بعض المعلومات على هؤلاء النائمين، وكانت المفاجأة أنه وجد استجابة من الدماغ لما يقرأه، إذن عملية التعلم تحدث مع العلم أن الإنسان نائم، ولكن ما هو التفسير العلمي لهذه الظاهرة الغريبة؟
بل إن الأبحاث الجديدة على الدماغ وفي علم النوم بينت أن الدماغ لا يهدأ حتى وهو نائم، بل إن الدماغ يقوم بتثبيت المعلومات التي تعلمها في النهار يثبتها أثناء النوم، فسبحان الله!
وقد وجدتُ فوائد كثيرة لاستماع القرآن وخصوصاً أثناء النوم، وسوف أقتطع جزءاً من مقالة لي بعنوان: العلاج بالاستماع إلى القرآن:
إن السماع المتكرر للآيات يعطي الفوائد التالية والمؤكدة:
بينت الصور الملتقطة للدماغ أثناء النوم، أن الدماغ يقوم بنشاطات العلم والتذكر وتثبيت الحفظ أثناء النوم، ولذلك يقوم العلماء اليوم بابتكار طريقة جديدة للحفظ أثناء النوم، فهل نسبقهم ونستفيد من هذه الطريقة التي سخرها الله لنا في حفظ القرآن؟ مصدر المعلومة: جامعة هارفارد الأمريكية.
- زيادة في مناعة الجسم.
- زيادة في القدرة على الإبداع.
- زيادة القدرة على التركيز.
- علاج أمراض مزمنة ومستعصية.
- تغيير ملموس في السلوك والقدرة على التعامل مع الآخرين وكسب ثقتهم.
- الهدوء النفسي وعلاج التوتر العصبي.
- علاج الانفعالات والغضب وسرعة التهور.
- القدرة على اتخاذ القرارات السليمة.
- سوف تنسى أي شيء له علاقة بالخوف أو التردد أو القلق.
- تطوير الشخصية والحصول على شخصية أقوى.
- علاج لكثير من الأمراض العادية مثل التحسس والرشح والزكام والصداع.
- تحسن القدرة على النطق وسرعة الكلام.
- وقاية من أمراض خبيثة كالسرطان وغيره.
- تغير في العادات السيئة مثل الإفراط في الطعام وترك الدخان.
هنالك بعض التساؤلات التي يطرحها بعض الإخوة ممن يقومون بحفظ كتاب الله تعالى بالاعتماد على هذه الطريقة الإبداعية، ولا بد من الإجابة عنها.
كيف نتأمل بلاغة القرآن؟
لا يوجد أجمل من اللحظات التي يعيش فيها المؤمن مع القرآن حفظاً وتأملاً وتدبراً. ومن عظمة القرآن أنه يساعدك على تقوية لغتك العربية بمجرد التكرار والحفظ، بل إن تكرار قراءة القرآن والاستماع إليه تكسب الإنسان الكثير من النواحي اللغوية والبلاغية.
ولكن عندما كانت تعترضني بعض الكلمات الصعبة كنت ألجأ إلى بعض التفاسير الميسرة، أو بعض معاجم اللغة مما أجده سهل الوصول إليه. وكنتُ أتأمل آية من القرآن لمدة ساعة مثلاً، وأحاول أن أفكر فيها وفي كلماتها ودلالاتها وتجدني أكتسب معاني جديدة بمجرد التأمل، ولذلك يقول تعالى: (أفلا يتدبرون القرآن) [النساء: 82].
هل نستعين بكتب الفقه؟
إن الاستعانة بالمراجع والكتب ضرورية، والحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها أخذها، فأي كتاب تعثر عليه في التفسير أو الفقه أو اللغة أو القصص القرآني أو أي كتاب له علاقة بالقرآن وبخاصة علوم الإعجاز، كلها ضرورية ونافعة ولكن بشرط أن نخلص النية لله تعالى وأن يكون هدفك من حفظ القرآن هو وجه الله تعالى، وليس ليقال عنك إنك حافظ للقرآن!
ولذلك أكثر من قراءة الأبحاث القرآنية العلمية وأكثر من الاستماع لقصص القرآن وتفاسيره وأحكامه، وأي شيء له علاقة بكتاب الله تبارك وتعالى.
ما هي الأمور التي تعين على الحفظ؟
هنالك شيء مهم يعين الإنسان على حفظ القرآن وقد يغفل عنه معظم الناس ألا وهو أن تنظر إلى القرآن على أنه أهم شيء في الوجود. ويمكنك أن تختبر نفسك حول ذلك بطريقة بسيطة: هل أنت مستعد أن تترك عملاً يدر عليك أرباحاً طائلة من أجل أن تحفظ القرآن؟ هل أنت مستعد أن تترك أصدقاءك ومن تحبهم من أجل أن تحفظ القرآن، وهل أنت مستعد أن تفرغ أحسن وقت عندك لحفظ القرآن؟
إذا كنتَ تتخيل أنك تستطيع ذلك فإن هذا له أثر قوي جداً على نجاح حفظك للقرآن. وإذا كنتَ لا تتخيل نفسك تفعل ذلك فمعنى هذا أنك بحاجة لمزيد من التعلق والحب للقرآن، طبعاً القرآن يأمرنا بالعمل وصلة الرحم وفعل الخيرات للآخرين، ولكن أين تضع القرآن في حياتك في أي مرتبة، هل المال والعمل والأصدقاء أولاً أو القرآن، هذا ما ينبغي عليك أن تفكر فيه.
وأخيراً ... ماذا بعد ...
أحبتي في الله! هذه الطريقة ليست كل شيء، إنما هنالك الكثير من الأفكار الإبداعية التي نجدها في كتب تحفيظ القرآن الكريم، ولكن ما قصدته من هذه الطريقة هي إيصال تجربتي في الحفظ لأنني لمست الفوائد الكبيرة التي قدمتها هذه الطريقة.
ويمكنني أن أخبركم إن مشكلة صعوبة الحفظ هي مشكلة نفسية ولا علاقة لك أو للقرآن بها، فقط تهيَّأ نفسياً للحفظ وستجد أن الحفظ هو أسهل شيء تقوم به.
وأذكّركم بأن المؤمن الذي يتأثر بقراءة القرآن وتفيض عيناه من الدمع، فهذا سوف يظلّه الله في ظلّه يوم لا ظلّ إلا ظلّه، نسأل الله تعالى أن نكون من هذا النوع.
أدعو الله تبارك وتعالى أن يتقبل منا هذا العلم وأن يجعل فيه الخير والنفع والهداية لكل من يطلع عليه إنه على كل شيء قدير.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين...
________________________
لمزيد من المقالات والأبحاث والكتب المجانية نرجو زيارة الموقع الإلكتروني للمؤلف:
السيرة الذاتية للمؤلف
المهندس عبد الدائم الكحيل هو باحث إسلامي متخصص في العلوم الهندسية وعلوم التربية والدراسات القرآنية، وهو مكتشف المنظومة السباعية في القرآن الكريم. وهو من مواليد مدينة حمص بسورية عام 1966 ومتزوج ولديه ولدان فراس وعلاء.
اللغات:
يجيد اللغة العربية واللغة الانكليزية، بالإضافة إلى قليل من الفرنسية.
النشاط الفكري:
- يحفظ القرآن الكريم، ولديه عدد من الدراسات الخاصة في علم النفس، والطب النبوي، والتفسير والبلاغة.
- شارك في العديد من الندوات والمؤتمرات العالمية، منها المؤتمر العالمي الثامن للإعجاز العلمي في الكويت عام 2006، والندوة الثانية للإعجاز بدبي عام 2007، والتي أقامتها جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، وندوة الإعجاز العلمي بالمغرب عام 2007.
- صدر له كتاب إشراقات الرقم سبعة في القرآن الكريم، وتتجلى أهمية هذا الكتاب باعتباره أول كتاب في الإعجاز العددي تصدره هيئة علمية محكمة هي جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، بعد عرض الكتاب على لجان متعددة متخصصة في علوم اللغة والشريعة والرياضيات، وقد وُزِّعت 4000 نسخة من هذا الكتاب على كبار العلماء في العالمين العربي والإسلامي وتلقت جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم عدداً كبيراً من بطاقات الثناء والترحيب بهذا العمل الكبير.
- شارك في فيلم عن الإعجاز العددي نال أفضل فيلم إسلامي في مهرجان الجزيرة عام 2006.
- لديه عدد كبير من الأبحاث والاكتشافات العلمية في مجالي القرآن والسنة، وقد ترجم قسم من أبحاثه إلى عدد من اللغات أهمها الانكليزية والفرنسية والألمانية.
- لديه عدد كبير من الحوارات الصحفية منشورة على صحف عربية أهمها: الشرق الأوسط والخليج الإماراتية والبيان والراية القطرية وغيرها.
الأهداف:
يهدف الباحث عبد الدائم الكحيل من خلال دراساته العلمية إلى الدعوة إلى الله تعالى بأسلوب الحوار العلمي بعيداً عن التعصب، وبلغة العلم والاكتشافات العلمية. ويهدف كذلك إلى تقديم البراهين المادية العلمية على أن القرآن لا يتناقض مع الحقائق العلمية اليقينية، وإظهار الصورة الصحيحة للإسلام.
الأعمال المنشورة:
لديه العديد من الكتب في مجال الدراسات القرآنية منها:
1- روائع الإعجاز العلمي في القرآن الكريم.
2- الله يتجلى في آياته.
3- أسرار الكون بين العلم والقرآن.
4- معجزة السبع المثاني.
5- أسرار (الم) في القرآن الكريم.
6- حقائق تكشف أسرار القصة القرآنية.
7- معجزة القرن الحادي والعشرين.
8- معجزة (قل هو الله أحد).
9- معجزة القرآن في عصر المعلوماتية.
10- معجزة (بسم الله الرحمن الرحيم).
11- الإعجاز القَصَصي في القرآن الكريم.
12- البرق: بين العلم والإيمان.
13- آفاق الإعجاز الرقمي في القرآن.
14- سلسلة الإعجاز العلمي في القرآن والسنّة.
15- سلسلة "معجزة الرقم سبعة في القرآن الكريم".
16- أسرار إعجاز القرآن: 70 حقيقة تشهد على صدق القرآن.
17- إشراقات الرقم سبعة في القرآن الكريم.
أهم الكتب المترجمة:
1- الإعجاز العددي بالانكليزية.
2- الإعجاز العلمي بالفرنسية.
ولديه العديد من الكتب تحت الطبع منها:
1- أسرار العلاج بالقرآن بين العلم والإيمان.
2- البرمجة اللغوية العصبية: بين العلم والإيمان.
3- النسيج الكوني: رؤية علمية قرآنية.
4- آيات مبهرة تتجلى في كتاب الله.
5- الماء: بين العلم والإيمان.
التواصل والتعارف:
يرحب الباحث الكحيل بالتواصل مع القراء والعلماء والمهتمين، ويرحب بأي فكرة أو سؤال أو اقتراح، ومن طبيعته أنه يحب أن يكون قريباً من قرّائه، للتواصل من خلال العناوين التالية:
رقم الجوال: 00963955652879
البريد الإلكتروني: kaheel7@yahoo.com
الموقع الإلكتروني: www.kaheel7.com
أحبتي في الله ...
هذا الكتيب مجاني ويمكن لمن أحب طباعته وتوزيعه أو نشره عبر الإنترنت بالطريقة التي ترونها مناسبة لوجه الله تعالى، ونرجو من الجميع الدعاء لنا بالتيسير، لنشر المزيد من الكتيبات النافعة حول علوم القرآن.
أخوكم عبد الدائم الكحيل