ريب قد صاب نواياكم
.......... لانبلا يرسم لي وطنا
ريب قد صاب نواياكم
.......... لانبلا يرسم لي وطنا
- عبق الوادي سابقاً -
ايا وطني طال الغياب عليك
واني لمشتاق وطال غياب
بالله يا روح لا تقسي على جسدي
فالجَرحُ قد غار في أعماق راويها
أما والذي أبلى بليلى بليتي *** وأصفى لليلى من مودتي المحضا
ضدان روحي ونبض القلبِ ضدانِ
ما عدتُ أقوى على بعدٍ وهجرانِ
فالقلب قد تاه في أمواجها غرقًا
و الروح أضحت كأرضٍ دون عمرانِ
نسلو ونشكو على وصلٍ وهجرانِ
والحبُّ دوحٌ وحيناً نارُ بركانِ
قد قدَّر الله أن أهوى معذَّبتي
فكيف تنجو من الأهوال وجداني
نشكي و كل عروق الروح قد نضبت
فقسوةُ العشق هزَّت كل أركاني
هلمَّ ندعوا إله الكون محنتنا
وجدانُك اليوم قطًعا مثل وجدانيِ
من أين جئت..؟
وكيف عدت ؟
وهل سترحل من جديد ؟
نعم وربي كلانا شفَّهُ ضمأٌٌ
ولستُ أعلمُ غير الحبِّ من جاني
فقد وهبناهُ قلبينا وما ملكت
هذي اليدينُ ولم نحضى بتحنانِ
نقول ننسى و ننسى أننا ننسى
و نستفيقُ على شوقٍ وأشجانِ
ما ذبنهُ القلب إذ يحيا بعشقِهِمُ
و الروح ما ذنبها تشقى بنُكرانِ
من أين جئت..؟
وكيف عدت ؟
وهل سترحل من جديد ؟
نحيى على الحبِّ لانرضى به بدلاً
ونستريحُ على جرحٍ وأحزانِ
وقد رضينا عذاب الحبِّ من زمنٍ
والحمد لله في حزنٍ وسلوانِ
ناديتُ يا جرح مال القلب ينتفضُ
وما بها الروح مثلَ الطفلِ حيرانُ
قال الحنينُ لأهل الجرح يعصرني
لا ضير إن عشتُ طول الدهر قلقانُ
من أين جئت..؟
وكيف عدت ؟
وهل سترحل من جديد ؟
يجفُّ حلمنا لو أحبابنا بانوا
كما تجفُّ من الأوراق أغصانُ
وفي اللقاء نرى الأحلام تُسعفنا
مثل الروابي إذا ماساح هتَّانُ
لا تجزعي من لوعة الكمد
بيديك _ مات الورد _ لا بيدي
دعيني فالمآسي تزدريني
وتحرق مهجتي لمَّا أقولُ
دعيني إنَّ دمعي قد تهامى
كأنَّ البحر من عيني يسيلُ
دعيني فاابتساماتي تلاشت
وزمجر بين أضلاعي العويلُ
دعيني في ظلام الليل أجني
وروداً كاد يقتلها الذبولُ
وأركض في شتات العمر علِّي
ألاقي من لأحلامي يعولُ
وأعلم أننا حتماً سنفنى
وفي اللحد العميق لنا نزولُ
وفي الأخرى يكون بنا اختلافٌ
فهذا في النعيم وذا ذليلُ
ليلٌ تقاصر عنه الصبح أشقاني
وزاد من وجعي المدفون خلاني
وزاد من وجعي أني بهم كلفٌ
أريد رفعة من يهوون خذلاني
أراهـــــــم لي ملاذا غير أنهم
يرون مربحـــــهم يأتي بخسراني
نكأتِ جرحي الذي بالأمس أعياني
وأزعج النوم في صالات أجفاني
كنتُ الوفيَّ أصونُ العهد معترفاً
بالحبِّ بالودِّ في سرِّي وإعلاني
لاباركَ الله في صحبٍ وهبتُ لهم
قلباً يحنُّ وجازَوْني بنكرانِ
كانوا كثيراً ولمَّا حلَّ بي وجعِي
افرنقع الجمع في صمتٍ وخذلانِ
فقلتُ مهلاً إلى أين الرحيل وهل
أسأتُ جهلاً على صحبي وخلَّاني ؟؟
ماأبشعَ الغدرَ ممن عشتُ أحسبهم
ظلِّي الظليلُ وغُدْراني وبستاني
نخاف منهم وهم بالأمس رفقتنا
فالعيب فينا منحناهم مآقينا
كلنا لهم ثقة فاضت جداولها
بئس الرفيق جزيل الغدر يجزينا
نعم أصبتِ وقلتِ الحق سيدتي
لكنَّ حزني سيبقى بين أوردتي
فكيف أجتثُّ أحزاني وأتركها
وراء ظهري ولا أصغي لبلبلتي ؟؟
نعم.. لعينيك أغدقتُ الهوى عُمُراً
يابالغ الجهد في صدّي وهجراني
ولا أرى غير أني كلما ذهبت
سنيّ عمري .. رأيتُ البعد أضناني
بالله ياساكناً عوج الضلوعِ ألا..
يكفيكَ أن لذيذ النوم جافاني
أسمعتَ بي الحي.. لا أرجوكَ مرحمةً
الله أرحم من يحنو على العاني
وماتكلمتُ من حزنٍ ولا جزعٍ
لكن نظم قوافي الشعر أشجاني