يزيد بن معاوية بن أبي سفيان
هذا الشاعر الرقيق المرهف الحس الذي تعرض لانتقادات واتهامات أوصلته إلى حد الكفر اتهم بقتل الحسين رضي الله عنه والتاريخ يثبت أنه ما أمر بقتله وإنما برد فتنته والقتل إنما جاء من عبيد الله بن زياد عندما أرسل ذي الجوشن عليه من الله ما يستحق ليرد فتنته فقام وقطع رأسه عليه لعنة الله وغضبه
يزيد الذي دخلن عليه بنات وأخوات الحسين فقالت زينب أخت الحسين ليزيد أبنات رسول الله سبايا فبكى يزيد ثم قال بل وفود كرام وادخلن إلى بنات عمكن فانظرن ماذا يصنعن فدخلن عليهن فإذا هن يلطمن خدودهن ويصحن على الحسين
يزيد الذي وقف قويا شامخا عند أسوار القسطنطينية عندما دفن تحت أسوارها أبو أيوب الأنصاري رغما عن ملكها تحقيقا لوصية أبي أيوب وهدد وتوعد ملكها إن مس قبر أبي أيوب ليأتينه بجيش أوله في دار الإمارة وآخره عند أسوار دولته فحمى الملك قبر أبي أيوب ككلب حراسة خوفا وهلعا
يزيد الخليفة المظلوم إليكم إحدى روائعه الشعرية
نالـت علـى يـدهـا مـالـم تنـلـه يــدي ...... نقشا على معصـم أوهـت به جلـدي
كـأنـه طـــرق نـمــل فـــي أنامـلـهـا ...... أو روضة رصعتها السحـب بالبـرد
وقــوس حجابـهـا مــن كــل ناحـيـة ...... و نـبـل مقلتـهـا تـرمـي بـهـا كـبــدي
مـدت مواشطهـا فــي كفـهـا شـركـا ...... تصيـد قلبـي بهـا مـن داخـل الجسـد
أنسية لـو رأتهـا الشمـس مـا طلعـت ...... مـن بعـد رؤيتهـا يـومـا عـلـى أحــد
سألتهـا الوصـل قـالـت لا تـغـر بـنـا ...... مـن رام منـا وصـالا مــات بالكـمـد
فكـم قتيـل لنـا بالحـب مــات جــوى ...... مـن الـغـرام ولــم يـبـدئ ولــم يـعـد
فقلت:أستغـفـر الرحـمـن مــن زلــل ...... إن المـحـب قلـيـل الصـبـر والجـلـد
قـد خلفتـنـي طريـحـا وهــي قائـلـة: ...... تأملـوا كيـف فعـل الضـبـي بـالأسـد
قالت لطيـف خيـال زارنـي ومضـى ...... بالله صـفــه ولا تـنـقـص ولا تــــزد
فقـال: خلفتـه لــو مــات مــن ظـمـأ ...... وقلت قف عـن ورود المـاء لـم يـرد
قالت: صدقت الوفا في الحب شيمته ...... يا برد ذاك الـذي قالـت علـى كبـدي
واسترجعـت سألـت عنـي فقيـل لهـا ...... مافـيـه مــن رمــق دقــت يــدا بـيــد
وأمطرت لؤلؤا من نرجـس وسقـت ...... وردا وعضـت علـى العنـاب بالبـرد
وأنـشــأت بـلـسـان الـحــال قـائـلــة ...... مـن غيـر كـره ولا مـطـل ولا مــدد
والله مـاحـزنــت أخــــت لـفـقــد أخ ...... حـزنـي عـلـيـه ولا أم عـلــى ولـــد
إن يحسدوني على موتي فوا أسفـي ...... حتى على الموت لا أخلو على حسـد
وله قصيدة رائعة أيضا لكن فيها من المخالفات الشرعية الشيء الكثير التي يستحى من ذكرها
يقول
أغار عليها من أبيها وأمــــها ...... ومن لجة المسواك إن دار في الفم
أغار على أعطافها من ثيابها ...... إذا ألبستها فوق جسم منعم
وأحسد أقداحاً تقبل ثغرهـــــــا ...... إذا أوضعتها موضع اللثم في الفم
فوالله لولا الله والخوف والرجا ......لعانقتها بين الحطيم وزمزم
ولما تلاقينا وجدت بنانــــــــــها ...... مخضبة تحكي عصارة عندم
فقلت خضبت الكف بعدي هكذا ...... يكون جزاء المستهام المتيم
فقالت وأبدت في الحشا حرق الجوى ...... مقالة من في القول لم يتبرم
فوسدتها زندي وقبلت ثغرها ...... فكانت حلالاً لي ولو كنت محرم
وقبلتها تسعاً وتسعين قبـلة ......مفرقة بالخد والكف والفم
وعندما جاءه خبر وفاة أبيه معاوية رضي الله عنه قال في قصيدة رائعة له
جَاءَ البَرِيـدُ بِقرطـاسٍ يَخـبُّ بِـه ...... ِفَأَوجسَ القَلبُ مِنْ قِرطَاسـهِ فَزعَـا
قُلنَا: لَكَ الوَيلُ، مَاذَا فِي صَحِيفَتكُم ؟ ...... قَالُوا : الخَلِيفةُ أَمسَـى مُثْبَتـاً وَجِعَـا
مَادَتْ بِنَا الأَرض أَوْ كَادَتْ تَمِيدُ بِنَـا ...... كَأَنَّ مَـا عَـزَّ مِنْ أَركَانِهَـا انْقَلَعَـا
يقول فيها أيضا
أَودَى ابنُ هِندٍ وَأَودَى المَجـدُ يَتبَعُـهُ ...... كَانَا جَمِيعاً خَلِيـطاً سَالِميـنَ مَعـاً
أَغَرُّ أَبلَـجُ يُستَسْقَـى الغَمَـامُ بِـهِ ...... لَوْ قَارعَ النَّاسَ عَنْ أَحْلامهـمْ قَرَعَـا
لاَ يَرقَعُ النَّاسُ مَا أَوهَى وإِنْ جَهَـدُوا ...... أَنْ يَرقعُـوه وَلاَ يوهـونَ مَا رَقَعَـا
في الحلقة القادمة الشاعر الحبيس أبو العلاء المعري


رد مع اقتباس