بسم الله الرحمن الرحيم
في صباح يوم الأثنين الموافق 5/3/1430هـ تلقينا فاجعة برحيل الأخ العزيز ابن عمي حسين عبدالله محمد موسى عكور إثر حادث مروري وكان نعم الإبن البار لوالديه نسأل الله العلي العظيم أن يتغمده بواسع رحمته وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان .
فجائع الدهر
أسرجت قافيتي أقحمتها الغُبَّا = أفعمتها حباً كم زرتها غِبَّا
روضت شاردة كا المُهر جامحةً = ألجمتها جلداً لقنتها الوثبا
أرخي العنان وحيناً كنت أجذبه = أسري وإن جفلت أقتادها غصبا
أدليتُ دلوي لكي أروي لها غصصاً = أشبعتها عطشاً كي ترشفُ الجبَّا
أستلهمُ الفكر أشعاراً منغمةً = والحرف ذاب جوىً يستمطر السُحْبا
والروضُ أقفر قد جفت روافده = غارت فأضحى يباباً ماحلا جدبا
ناغيتُ نائحةً تشدو بدوحتها = ترثي لمن فقدت تستعذبُ الندبا
والشعرُ في حزنٍ يجتاحه ألمٌ = والجرح غارَ ولم نلقى له طبا
والعين تذرف أنفاسي ممزقةً = يلقي بها المدُ أهاتِ النوى خطبا
الدهر يخفي الردى يطوي فجائعه = يرمي حبائله قد أعلن الحربا
هيا أسمعوا حدثاً في الكون روعه = خطبٌ دهى جللٌ كم حير اللبَّا
تغتال أيدي الردي شمس الضحى علنا = يا قومُ يكفي الغي واستغفروا الربا
تم العزاء لكم في ابني قريتكم = تنعى الجماحةُ ابناً طاول الشُهْبا
تنعى الفقيدَ حسينَ البرُّ كنيته = ياناشئاً في رضى الرحمن قد شبا
ينعاك موسى وعبدالله يخنقهُ = فيضُ الدموعِ ونهتٌ يثلمُ القلبا
تبكي العذارى لمن يسدي فضائله = يبكي عليٌ بدمعٍ فتت الصلبا
والوالد المكلومُ يبكيك محترقاً = ما لذا مأكله لم يهنأ الشربا
في الليل ما هجعت تبكيك والدة = قد كنت براً بها بادلتها الحبا
أرجوحةٌ للمها تنعاك قائلةً = أين الذي كان إن ندعوا له لبَّا
في طاعة الله ثم الوالدين سعى = أمضى الحياة رضاً حتى قضى النحبا
فأمسح دموعك عبدالله أنت أبٌ = بعد الفقيد فكن يا خير من ربَّا
انهض وكُن بازلاً واحمل حمولتهُ = شيد صروحك في العُلا وانهج الدربا
واريتُ بدر الدجى تحت الثرى سنناً = كفِّي تهلُ على أختٍ لها التربا
صبراً بنو عمي على الأقدار واحتسبوا = في ذمة الله أودعنا الثرى قُطبا
شعر الأخ محمد أحمد محمد عكور