قصيدة حافظ إبراهيم , على لسان اللغة العربية / والشكر للأخ صدى الوجدان .
أترك الأبيات للتحدث
رَجَعْتُ لنفسي فاتَّهَمْتُ حَصَاتي= وناديتُ قَوْمي فاحْتَسَبْتُ حَيَاتي
رَمَوْني بعُقْمٍ في الشَّبَابِ وليتني= عَقُمْتُ فلم أَجْزَعْ لقَوْلِ عُدَاتي
وَلَدْتُ ولمّا لم أَجِدْ لعَرَائسي= رِجَالاً وَأَكْفَاءً وَأَدْتُ بَنَاتي
وَسِعْتُ كِتَابَ الله لَفْظَاً وغَايَةً= وَمَا ضِقْتُ عَنْ آيٍ بهِ وَعِظِاتِ
فكيفَ أَضِيقُ اليومَ عَنْ وَصْفِ= آلَةٍ وتنسيقِ أَسْمَاءٍ لمُخْتَرَعَاتِ
أنا البحرُ في أحشائِهِ الدرُّ كَامِنٌ= فَهَلْ سَأَلُوا الغَوَّاصَ عَنْ صَدَفَاتي
فيا وَيْحَكُمْ أَبْلَى وَتَبْلَى مَحَاسِني= وَمِنْكُم وَإِنْ عَزَّ الدَّوَاءُ أُسَاتي
فلا تَكِلُوني للزَّمَانِ فإنَّني= أَخَافُ عَلَيْكُمْ أنْ تَحِينَ وفاتي
----
فيا ويحكم أبلى وتبلى محاسني = ومنكم وإن عز الدواء أساتي
أيطربكم من جانب الغرب ناعب = ينادي بوأدي في ربيع حياتي؟!
أرى كل يوم في الجرائد مزلقاً = من القبر يدنيني بغير أناة!!
وأسمع للكتاب في مصر ضجةً = فأعلم أن الصائحين نعاتي!!
----
الى معشر الكتاب والجمع حافل=بسطت رجائي بعد بسط شكاتي
فإما حياة تبعث الميت في البلى=وتبنت في تلك الرموس رفاتي
وإما ممات لا قيامة بعده= ممات لعمري لم يقس بممات .