لايدري فيما وجُودُهُ هنا..!
أَهوَ إِنتِظَارٌ..؟
أَم وَداَع..؟
ولكِن كلُ ما يُدرِكُهُ ويَعلَمُهُ جَيِّداً..
أَنَّهُ لايَدري لِمَ هو هُنَا
فالسَاعَةُ تُشِيرُ إلى الثَامِنَة..
والثَامِنَةُ في هذا المكانِِ تَعني ذَهابٌ لِوُجوهٍ وإِيابٌ لِوُجوه..
وهُوَ في الثَامِنَةِ من كُلِّ صباح..
يَعِيشُ تَنَاقُضَاً غَريبَاً من وَراءِ النَافِذَةِ دونَ عِلمٍ..
أو بِعِلم
وَرُبَما عاشَ هذا التَنَاقُضَ هنا بِعِلمِهِ دونَ أن يَعلَم..
فَلَيسَ هذا بِغَريبٍ في مَكَانٍ يَحتَضِنُ اللقَاءَ والوداَع..
وتَرتَوي سَاحَتُهُ كلَّ يومٍ بِالدُموعِ بِلَونَيَّها المُبتَسِمِ والبَاكي
وَحينَ أَحسَّ بِطولِ المُكُوث..
تَفَحَّصَ سَاعَتَهُ ثَانيَةً..
فَأَنبَأَتهُ بِالثَامِنَةِ وَبِضعِ دَقَائِقٍ لا تَتَعدَى الخَمس..
فَأَطلَقَ تَنهيدَةً أَلِفَها صَدرُه..
وَطَواَها بَينَ أَضلُعِه..
تَنهيدَةً لَيسَت بِالغَريبَةِ عَنهٌ..
فَهُوَ قَد أَطلَقَ لها العَنَانَ كَثيراً في تَنَفُسِهِ شَهيقَاً زَفيرا..في كُلِّ حين..
وَلَيسَ في الثَامِنَةِ والخَمس فَقَط..
وَمَضَى في طَريقِهِ يُحصي العَرَبَات..
تُحَاصِرُهُ كَثيرٌ من العَبَراَت..!!