في بلاط الخليفة
الوقت : الواحدة والنصف مطل
الطاريخ : عشرطعش صبطمبر
القصة :
كنت أسير في شوارع مبحطيط الفسيحة أبحث لي عن وظيفة تقيني نذالة الفقر ولكن الإحباط تمكن مني فطوال الأشهر الماضية لم أجد وظيفة مثل الناس فقد ذهبت إلى كل دكاكين الندافة والحدادة والنجارة والعطارة وقطع غيار السيارات ولكنهم عثلوني ولم أوفق في لإيجاد وظيفة معتبرة تناسب إمكاناتي الدايخه :D
وهذا ما أصابني بالإحباط فتبلحست تحت حائط مرفوت في سوق المدينة وجلست أنظر إلى القادم والمبره وأتحمد ربي على ذي الأشكال حيرة:<<<< من زينك أنت ونخشك:D
وقلت في نفسي " والله ضعت يا مزمز.. وش تسوي .. وفين تروحيبكي: ؟؟
لا وظيفة ولا دراسة ايش بتقول لأهلك ؟؟
وبينما أنا فاغر وغارق في همومي إذ شدني شيء غريب ( شدني يعني لفت انتباهي هاه مهو تقولون مزوام قتني

) حيث رأيت شخصا من الماره لم أرى أغبى ولا أثور منه ولكنه كان يرتدي هذارب من الحرير والكتان الفاخر فذهبت إليه مسرعا وأوقفته في نصف مسوق ودار بيننا العواء التالي

:
مزوام: يا أخ العرب
الأعرابي: متشا ؟
مزوام:عندي سؤال شسألك ومستحي ؟؟
الاعرابي: قول و لا تكثر
مزوام:ياخي بيني وبينك شكلك ما يأهل أنك تلبس ذي الهذارب الزينة يعني أنا اشوفك دلخ وغبي وحرام فيك وزرة خخخخخخخخ فمن أين جايب حق مهذارب؟؟
يعني فيان تشتغل ؟؟
الأعرابي: هههههه وماهو دخل أهلك في الموضوع

؟؟
فشرحت له وضعي وعرف أني أخس وألعن منه مما جعله يشفق على حالي الضعيف وشخصي المسكين فقال لي تعال معي ..
مزوام:لوين ؟؟
الأعرابي: تعال معي وتعرف بس لا تكثر مهرج ..
وهكذا سرت معه في أزقة وشوارع مبحطيط حتى وصنا إلى قصر الخليفة ابن الجعيدي

فقلت له والرعب قد أخذ مني كل مأخذ : هييييه يابو الشباب ليش جايبني هنا هاه؟؟ ترى مكابع هنا واجد

..
فقال : تعال معي ولا تخاف ..
فقلت له : ذحين مالك ماتعلمني بإسمك ؟
قال: هلال
قلت : كشفه

قال: تكشف وسط وجهك

قلت : خلاص لاتزعل المهم ايش نسوي ؟؟
قال : نشا نقعد نستهبل ونستخف دمنا على الخليفة وبعدها شيعطينا كيسين من الدنانير ويهب لنا هذاربن من منظاف وبززن جميلة <<< مايعرف يجمع

فجازت لي السالفة وقلت في نفسي ابشر والله باللي يستهبل وينكت عند الخليفة حتى يقول بس خلاص عورني بطني وينادي الحاجب ويقوله هبوله اللي يبغاه وخلوه ينقلع

..
وهكذا دخلنا القصر وتمكنا من تعدي أجهزة كشف الحديد وكان هذا الجهاز هو بمثابة اثنين سلاتيح واقفين وكل واحد ماسك بيدة عصا مكنسة وحاطينها بالشكل هذا >>> (x) عند باب الخليفة عشان محد يغتال مجعيدي خخخخخخخخ
المهم:
قابلنا في البداية شوعي برمكي حاجب الخليفة فقال لصاحبي اللي جايبني معه : من هذا يا منوخش <<< اسم الدلع لهلال الفجر <<< من زين الاسم:D
منوخش:هذا واحد من الشباب ..
الحاجب:الظاهر أنك جاي لقصر امير المقرحين مهو سوق ابو ريالين عشان تجيب معك مخس ذا ..
هلال: أطال الله في عمر حاجب الخليفة .. هذا جهوي قاحي ويمتلك موهبة الإضحاك ومشرف وسع صدرك ونا متأكد أنه شيعجب أمير المقرحين ..
التفت شوعي برمكي إلي وقد كان رجل عابسا دبا يلف على بطنه طاقة كاملة من الحرير وقد وضع غطى قارورة ببسي على صمته عشان يشخص ويبرز عمامته اللي كنها عمامة جارنا..
تنبيه و تنويه مهم جدا : جارنا الله يذكره بالخير سوداني ورجال طيب ومافيه عيوب إلا عمامته اللي ما ادري كيف يحطها على راسه وما تنكسر رقبته من ثقلها .. هذا يدق بابنا وافتح له وارحب واهلي به ويدخل معي المجلس وانادي ولد اختي عشان يقفل مباب وفجأة اسمع مصبي يبكي واروح القاه طايح واثارية متحندر في عمامة جارنا هههههههههههههههههههه ماودنا نحش في الرجال عيب
نرجع لمحور حديثنا..
ألتفت شوعي برمكي إلي مما أصابني بالربكة و الرعب فقال لي : معااك إثبات ؟؟
انا:لا والله ماشي معايه طال عمرك
شوعي:طيب ماهو اجابك هنا ؟؟
انا أبد الله يسلمك جاي أستخف دمي على أمير المقرحين ..
شوعي: يا ويلك إن ماضحكت الخليفة والله لا أغم عليك بمعمامة اللي على راسي حتى تموت مزغوت..
انا:اطال الله عمر حاجب الخليفة .. مزقني اربن اربن.. واقطع راسي ورشني فليت .. وقول لباقي مخدم يدفنوني ونا حي اذا مافطست لكم الخليفة.. بس الله يرحم والدينك عمامتك لا ..
فأشار شوعي برأسه إيجابا وقال لي و لمنوخش " تعالا معي "
فسرنا خلفه وقد بانت كشرتي من هول ما رأيت في قصر الخليفة من جوار حسان يشربن بآنية من الذهب الخالص .. وقد جلسن على مقاعد وكنبات وثيرة تبدوا للرائي من الوهلة الأولى أنهم شارينها من البطحا .. بينما ازدان القصر بكوكبة هائلة من التحف ولوحات رائعة الجمال ذات براويز ذهبية بينما تتوزع فتحات التكييف المركزي بانتظام في سقف بيت الخليفة <<< ماودكم أحد يوصف إلا أنا اللي يسمعني يقول داخل محل مفروشات بحراج بن قاسم ..
المهم في الموضوع :
سرنا في ردهات القصر وأزقته وصالاته من مجلس للرجال ومجلس محريم الذي كان كبيرا جدا بسبب إلحاح الاميرة عرفطة الله يصلحها ضحكن على الخليفة يوم جاب المقاول وحط مجلس محريم كبير عشان إذا أعرس أمير المقرحين شيكثرون محريم ومعازيم..
و هكذا سرنا من ردهة إلى ردهة ومن صالة إلى صالة حتى تعبت من المشي فالتفت لمنوخش وقلت له : و الله العظيم ما صارت كننا داخلين ملعب الملز
فقال منوخش : وما ملعب الملز ؟
فقلت له : هذاك ملعب المواقف في الجنوب والملعب شمال الظاهر لو توقف في مواقف استاد الملك فهد وتروح كعابي لملعب الملز أقرب لك فقال لي اصا جلاخ وصلنا .. وصلنا خلاص لا تكثر مهرج ..
و فعلا توقفنا أمام بوابة ضخمة جدا كتب عليها " للعاملين فقط "
وباللغة اللاطينية "فور لحوج أونلي "
ثم التفت إلينا شوعي وقال :تكمهزوا هنا ولا اشوفكم تطالعون احد .. ثواني بس وراجع لكم..
ففتح الباب فسمعنا صجة وصعايق وسعت صدر ولكنه أغلق الباب خلفه مباشرة مما جعلني اشوف من تحت مباب إلا أن منوخش سحبني بقوة بكراعي وقال والله لو يدري عنك شوعي بهذلك بعمامته .. هيا خلك عاقل ..
وهذا ما جعلني أهب واقفا والرعب قد أخذ مني كل مأخذ .. و بعد برهة خرج علينا شوعي وهو يومئ برأسه
فقلت له:ماخطبك ياشوعي؟؟
هل نخش؟
قال: أخشش أنت وياه ..
دخلنا تلك القاعة الضخمة المستديرة المطرزة بأفخم أنواع الرخام الإيطالي و المزينة بديكورات جيرية وجبسية مدري من وين جابوها شي نعرفه وشي ما نعرفه..
رأينا جواري وكل وحدة تقول للقمر وسع وسسسسسع .. ثم سرنا حتى رأينا الخليفة وهو يجلس على قعادة ضخمة في أعلى مكان في المجلس وكأنه واحد راكب شاص .. وكان مدكي على طرف مقعادة وهو مشلخ رجليه ورجليه فيها حنى حتى تكاد تقول كيف ماتجيه بواسير هو وذي القعدة ..
ثم جلسنا أنا ومنوخش في وسط القاعة ونا معاية نفضه لعبت بحسبتي وجتني ام الركب من هيبة أمير المقرحين ... ثم قال لنا الأمير بصوت أجش وهو ياكل كين وفركس ولا هو حولنا لأنه كان لاهي مع جاريته: ها ها ها أهلا بعودتك يا منوخش .. من هذا اللطخ الذي معك
فقال منوخش وهو يتمخط: هذا احد رعاياكم يا مولاي
فقال الخليفة لي وهو يداعب جاريته حيث كان يحك نخشها ثم يتضاحكان ما ادري على ايش : هل عندك ما تقدمه أيها الكبعي ..
فقلت له : و الله ياخي عندي شي واجد بس انت اترك مجارية وعطنا وجه...
بترت كلامي حين رأيت شوعي برمكي يرمقني بنظرات قاتلة وقد أمسك بيده اليسرى العمامة بينما باليد الأخرى رقبته كناية عن أنه سيكتمني بعمامته .. ثم أشار لي بيده أن أنحني حين ابدا بالكلام مما جعلني انحني حتى تشقلبت من كثر الانحناء .. ثم قال لي منوخش بصوت خافت يفوح منه القهر وكأنه يغششني في الاختبار : الله يفشلك لا تنكبنا .. أحمد ربك أن الخليفة مهو منتبه لك ولا والله كان متنا مزغوتين..
وهذا ما جعلني أرتبك خاصة بعد أن قال الخليفة : هااااااااه ماهو معاك أخلص علينا .. فقلت له : أطال الله في عمر الخليفة كل شي عندي .. بس أنت طب وتخير ..
فقال لي بعد أن شدته تلك الكلمات مما جعله يرفص مجارية اللي كان يحك نخشها..
قال: اطب على راسي ولا اتشقلب ها ها ها !!
وهذا ما جعل القاعة الضخمة تهب بعاصفة من الضحك الهستيري الا أنا ساكت ووجهي غدى كنه قفى ربحي هههههههههه حتى أني كدت أخربها وأقول له باعلى صوتي : ياخي دمك ثقييييييييييييييل خخخخخخخ إلا أني تمالكت نفسي رغم كل التغيرات التي طرأت على كشرتي خاصة بعد أن رأيت عمامة شوعي برمكي اللي قام يناقز هو وكرشته من الضحك ..
المشكلة أنه يضحك وهو مكشر .. أول مرة أشوف واحد كذا
فقلت للخليفة معقبا على كلامه:لاتنسى تاخد معاك لستيك ومساكة هذارب حطها على نخشك قبل لا تطب ها ها ها ...
كنت ناوي اخربها واجني على عمري ..
فتفاجئت من رد الخليفة حيث كان على هيئة ضحك هستيري غريب على كلامي ..
هبت معه عاصفة من الضحك حتى شوعي قام يضحك ..
الزبدة أن الخليفة قام يضحك ويضحك ويرفص كل شي حوله من كثر مضحك.. ثم قال وهو يلتقط انفاسه : آآآآه .. ويحك يا كبعي .. كدت أنكتم يالخفة دمك .. زدني زدني وسأهبك ما تريد ..
فقلت في نفسي : بااااس يشاني أنكت..
أبشر بسعدك يا مزمز ، والله لا اضحكه حتى يعطيني زلط بااااااااااسل مقدر أشيلها من كثرها..
قلت: الحين أنت حكيت نخش مجارية قبل شوي وضحكتن.. بالله على ماهو ضحاكة ؟؟
فقال وهو يضع جارية أخرى على مقعادة بدل ذيك اللي رفصها ولزقن فمجدار قبل شوي: لا شيء
فقلت له : شكلك قاعد تنخرر لها ( ينظف نخشها ) <<< ماينعطى وجه
و هنا فقط أحسست بان القاعة قد قلب لونها إلى الأحمر و تحول الضحك إلى بكاء والجواري إلى وحوش والخليفة إلى أسد وعمامة شوعي إلى فليت يلاحقني ..
فقال الخليفة وقد أخذ منه الجد كل مأخذ : ماهو تقول؟؟
فقلت له وأنا اجتر الحروف اجترارا : كنت اسألك ماهو تسوي انت ومجارية
فقال : لا اللي بعدها ..
فقلت له : لا و لا شي ..
فقال : و الله لو ماتقول اللي قلتاه قبل شوي أني لا أزغتك حتى تقول وغغغغغغغغغغ وألف عمامة شوعي عليك حتى تنكتم
فقلت له وقد خربتها : يا رجال على بالك شتخوفني بعمايم أهل مبحطيط ... واصلا عمامة شوعي عن عمايم اهل جيزان كلها هو وذي الكرشة اللي يشوفه يقول موزر على اصطوانة غاز ...
بهذا الجواب الذي أطلقته كنت وكأني ساحر يطلق كلمة سحرية تعود بكل شيء إلى وضعه ، حين هب الخليفة مرة أخرى بضحك عميق لا مثيل له وهبت معه أيضا عاصفة من الضحك ، ثم قال الخليفة وهو يضحك : ويحك والله أنك مهستر هيا كنك تبلحس وزدني يا كبعي ..
فقلت له سجل عندك يا ابو الشباب <<<< بديت أمون ..
وهكذا أمضيت تلك السهرة في قصر الخليفة والخليفة مبسوط حتى خرجت من قصر الخليفة بمراكب ضخمة من الذهب والألماس والدنانير والجواري واكياس الكين والفركس وحزم الشدخ وتحولت حالي بعد ذلك من بائس فقير إلى شهبندر تجار مبحطيط ..
وبعد ان عدت الى البيت لم يمهلني منوخش ومادريت الا وهو شيقحف مباب
فتحت له وقلت ماخطبك ياهذا ؟
فقال عندي رسالة من الخليفة ..
قلت : بيني ماهي ؟
قال : يقولك رشح نفسك في الإنتخابات البلدية عشان شيحطك وزير عندة
قلت والله فكرة ..
والله وبدينا انا ومنوخش نسوي اعلانات في كل مكان
واجيب مصور خاص عشان يصورني وحطيت منوخش مستشاري الخاص
ثم قمنا بجولة خاصة برفقة المصور ..
اقترح مستشاري منوخش اني اخذ صورة مع قتني رجله مقحوفة كتب تحتها لا لقواطي متونة ومصلصة اللي تدقدق رجول حمرتنا الأشاوس ..
الصورة الثانية ونا شايل قطمة رز ابو كاس ومنوخش مبحجر فمقطمه ويتمرط ومكتوب تحت مصورة قطمة لكل اسرة ...
الصورة الثالثة ونا شايل ولد اسود صغير بإذنه قد خمد جوع وكتب تحتها مزوام نصير الغلابا والمساكين ياعيني دانو يادانو شدو من ودانو
الصورة الرابعة مع كومة مزابيت ومكتوب تحتها مزوام حامى حمى مطيور كلها والفطريات والبكتيريا
الصورة الخامسة ونا متكي وقدامي يجي عشرين قرف جحاشة ومكتوب تحتها قرح تعش قد تنتعش
الصورة السادسة جالس مع شباب جامعيين وقاعدين يشحتون تحت جدار ومكتوب تحتها لا للبطاطس وحسنة أليلة تداوي بلاوي كتيرة
وبعد ماخلصنا من التصوير وطلعت مصور وعملنا دعاية على مجدران وفمجرايد ومتلفزيون استدعاني الخليفة.
ذهبت الى قصر مجعيدي ونا فرحان وعلى بالي نجحت وخلاص قديني وزير
والله اول ماشافني قال تئال هبيبي تئال <<< يدلعني
والله واجي عندة وأتقمبر
قال قم قمة
قلت هاه
والله ويصفقني بذاك المخمس اللي خلاني ادور فمكاني حتى ودجت على دومة راسي
ويطلع مصور ويقول انت ناوي تفضحنا وتسمع بنا ؟
قلت لا بس
قال اسسسسسكت رياح
فيان راح شوعي
قالوا ننادية ؟
قال بسرعة
واجاك شوعي مشور بحمى ساقة
قال الخليفة اخلع ياشوعي عمامتك وازغته زغتن مبرحن وأكتمه حتى يشخدد
فزغتني حتى قلت
وغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغ
وكتموني حتى مت
الله يرحمني خلاص الحين انا ميت