زعموا أنّ أرنباً سمعت العلماء يتكلمون في مصير هذه الدنيا , ومتى يتأذّن الله بانقراضها ,وكيف تكون القارعة , فقالوا إنّ في النجوم نجوماً مذنّبة , لوالتفّ ذنبُ أحدهما على أرضنا هذه لطارت هواء كأنها نفخةُ النافخ , بل أضعف منها كأنها زفرة صدر مريض , بل أوهى كأنها نفثةٌ من شفتين . فقالت الأرنب / ماأجهلكم أيها العلماء ! قد والله خرّفتم وتكذّبتم واستحمقتم , ولاتزال الأرض بخير مع ذوات الأذناب , والدليل على جهلكم هو هذا _ قالوا : وأرتهم ذنبها ...! *

كم من مغرور نزّل نفسه منزلة المفكرين , وكم من أديب ظلّ أياماً يدور حول فكرةٍ في روايته وهي خاطئة , وكم من حاكم ماانفكّ يسفّه العالم ويتعالى ويصنّف نفسه فوق الخلق ( كالقذافي مثلاً ) , ولوتسنّى لهؤلاء جميعاً النظر لواقعهم من زاوية محايدة , لعدلوا عن خطئهم ,!

مما ابتلانا الله به يا ( أنا ) تضخّم ( الأنا ) في بعض كتّاب عصرنا هذا , وتقديس الذات ,!

أخي العزيز ( أنا ) مقالة رائعة جداً تحتاج إلى منصف فقط كي يفهمها . نقد المجتمع عبر بوابة الذات لايُجيده إلا العمالقة ,
صحافتنا , كتابنا , أدبائنا , ساستنا , وكلّ الأشياء القبيحة الملتصقة بنون الجماعة ,تحتاج إلى رؤية أو قراءة عبر خطابك التّاريخيّ هذا , حينها سنعرف أشياء كثيرة جداً ,!


أنا / أشكرُ الله أن جعلني في يوم أقرأ لك هذا الخِطاب !




* مصطفى صادق الرّافعي _ وحي القلم