لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: السعادة الحقيقية !

  1. #1
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية GREGORIAN
    تاريخ التسجيل
    11 2006
    الدولة
    Samtah
    المشاركات
    770

    السعادة الحقيقية !


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    مِـنَ القصص ِ المُؤثرة ِ التي قرأتها حولَ مَريضين ِ
    مُسنين ِ في أحد ِ المستشفيات ِ اضطرتهما
    ظروفُ المرض ِ العضال ِ للبقاءِ في غرفة ٍ واحدة ..

    أحدُهما كانَ مسموحا ً لهُ بالجلوس ِ في سريرهِ لمدة ِ
    ساعة ٍ يوميا ً بعدَ العصر ، ولحُسن ِ حَـظهِ فقدْ كانَ
    سريرهُ بجانب النافذة ِ الوحيدة ِ في الغرفة . أمّـا
    الآخرُ فاجبرتهُ ظروفُ المرض ِ بأنْ يبقى مُستـلقيا ً
    عَـلى ظهره ِ طِـوالَ الوقت !

    كانَ المَريضان ِ يقضيان ِ وقتهما في الكلام ِ دُونَ
    أنْ يرى أحدُهما الآخرَ ، لأنّ كـُلا ً منهما كانَ
    مُستـلقيا ً على ظهرهِ ناظرا ً إلى السقفِ ...
    تحدثا عَـنْ أهـليهما وَعَنْ بـيـتـيهما ، وعَنْ
    حَـياتهما ، وعَنْ كلّ شيء ! وفي كلّ يوم ٍ بعدَ
    العَصر ، كانَ الأولُ يجلسُ في سريرهِ حَسْبَ
    أوامر ِ الطبيب ، وَينظرُ في النافذة ِ ، ويصفُ
    لصاحبهِ العالمَ الخارجيّ ، وكانَ الآخـرُ ينتظرُ
    هذهِ السّـاعة َ كمَا ينتظرها الأول ُ، لأنها تجعلُ
    حياتهُ مُـفعمة ً بالحيوية ِ وهوَ يستمعُ لوصفِ
    صاحبهِ للحياة ِ وصورها المليئة ِ بالحيوية ِ
    والإنطلاق ِ في الخارج ..

    ففي الحديقةِ كانَ هناك بُـحيرة ٌ يسبحُ فيها البط ّ
    والأطفالُ يعبثونَ في زوارقهم الورقية على حَوافها
    وهناكَ رجلٌ يُـؤجّـرُ المَراكبَ الصغيرة َ للناس ِ
    يُبحرونَ بها في البحيرة . والأسرة ُ تـتسلى معَ
    أطفالها بينَ هرج ٍ ومرج ..

    كما توزعتْ جماعاتٌ أخرى بينَ الآكام ِ الخضراء ِ
    يتنفسونَ عبقَ الطبيعةِ ويفترشونَ خضرتها
    وزهرها ، أمّـا السماءُ في زرقتها اللا نهائية
    فتحملُ دعوة ً للتأمل ِ في خلق ِ الله .. كان
    الأولُ يصفُ كلّ تلكَ الصور ِ البراقة فيـُـنصتُ
    الآخرُ في ذهول ٍ لهذا الوصـــــــــفِ الدقــيــق ِ
    الرائع ، ثمّ يُغـمضُ عينيهِ ويبدأ ُ في تصوّر ِ ذلكَ
    المنظر البديع للحياة ِ خارجَ
    المستشفى ..
    وفي أحدِ الأيام ِ وصفَ لهُ عرضا ً عسكريا ً !
    ورغمَ أنهُ لمْ يسمعْ عزفَ الفرقةِ الموسيقيةِ إلا ّ
    أنهُ كانَ يراها بعَـينيّ عقلِه مِـنْ خِـلال ِ وصْـفِ
    صاحبهِ لها .. .. .. يُـتبـَـع



    أرى أمـلي بعيدا ً
    خلفَ غيمة ..
    وأسمع ُ صوت َ
    أحلامي
    يُـناديني لأرحل !

    Dr. M. Al-Haddadi



  2. #2
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية GREGORIAN
    تاريخ التسجيل
    11 2006
    الدولة
    Samtah
    المشاركات
    770

    رد: السعادة الحقيقية !



    ومرتِ الأيامُ والأسابيعُ وكلٌّ منهما سعيدٌ بصاحبه .

    وفي أحدِ الأيام ِ جَاءتْ الممرضة ُ صباحا ً لخدمتها
    كعادتها فوجدتْ المريضَ الذي بجانب النافذةِ قدْ
    قضى نحبهُ خلالَ الليل .. وعندما عَـلِـمَ رفيقهُ
    في الغرفةِ بوفاته مِـنْ خلال ِ حديثِ الممرضةِ
    عبرَ الهاتفِ وهي تطلبُ المساعدة َ، حزنَ على
    رفيقهِ بشدة ، وعندما تحسنتْ ظروفــُهُ الصحية ُ
    قليلا ً طلبَ مِـنَ المُمرضةِ أنْ تنقلَ سريرهُ
    إلى جانب النافذة . ولمّـا حانتْ ساعة ُ العصر ِ
    وتذكرَ الحديثَ الشيقَ الذي كانَ يُتحفهُ بهِ
    صاحبُـهُ انتحبَ لفقده ! ولكنهُ قررَ أنْ يُحاولَ
    الجُلوسَ ليعوضَ ما فاتهُ في هذه الساعة .
    وتحاملَ على نفسهِ وهوَ يتألمْ ، ورفعَ رأسَـهُ
    رُويدا ً رُويدا ً مُستعينا ً بذراعيه ، ثمّ اتكأ َ
    على أحدِ مرفقيهِ وأدارَ وجههُ بـبُـطء ٍ شديد ٍ
    اتجاه النافـذةِ لينظرَ العالمَ الخارجيّ .
    وهنا كانتِ المُـفاجأة !

    لمْ يرَ أمَـامَـهُ إلا ّ جدارا ً أصَـمّ مِـنْ جُـدران ِ
    المُستشفى ، فقدْ كانتِ النافذة ُ على سَاحة ٍ
    داخلية ، فاستدعى الممرضة َ وسَـألها إنْ
    كانتْ هذهِ النافذة ُ التي كانَ صاحبُه ينظرُ
    مِـنْ خلالِها ، فأجابتْ أنها هِـيَ ، فالغرفة ُ
    ليسَ فيها سوى نافذة ٍ واحدة .

    ثمّ سألتهُ عن سبب تعجّبه ، فقصّ عليها
    ما كانَ يرى صاحبُهُ عبرَ النافذة ، وما
    كانَ يصفه له ! ..

    كانَ تعجّبُ الممرضة ِ أكبرَ ، حيثُ أجابتهُ
    مُتعجبة ً بأنّ رفيقهُ المتوفي كانَ أعمى ، ولمْ
    يَـكــُنْ يرى حتى هذا الجدارَ الأصمّ ، ولعلهُ
    أرادَ أن يُضيفَ إلى حياتكَ ثوانيَ فرحة ٍ
    تخففُ مِـنْ ألمِـكَ وتبهجُ نفسَـكَ ، وهنا
    يبرز السؤال :

    أيّ سَـعَـادة ٍ يُمكنُ أنْ تحققها لنفسِـكَ إذا
    أسعَـدتَ الآخرين ؟

    ويُجيبكَ منطقُ الحَياة ِ العَـميق ِ لِمَنْ أبحرَ في
    حكمتها ...

    ( ستتضاعفُ سعادتكَ إنْ أسعدتَ الآخرينَ
    أمّـا إذا مَددتهم بالأسى فسيرتدُ إليكَ سهمُـك )

    إنّ الناسَ قدْ ينسونَ ما تقولُ ، أوْ مَــــــا تفعَـلْ
    ولكنهم لا ينسونَ إحساسَ السعَـــــــادة ِ الذي
    أطلقتهُ في قلبهم يوما ً ، فأطلقْ طاقة َ السعادة ِ
    مِـنكَ إليهمْ لِـترتدّ إليك .
    .
    .

    قِـصـّـة ٌ قــرأتها فأعجَـبَـتـني ، وأحببتُ
    أنْ أضعها أمَـــــــامَ أحبـّـتِـي في هـذا
    المنتدى الرائع


    Gregorian

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    أرى أمـلي بعيدا ً
    خلفَ غيمة ..
    وأسمع ُ صوت َ
    أحلامي
    يُـناديني لأرحل !

    Dr. M. Al-Haddadi



  3. #3
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية عبدالله الحلوي
    قبس المنتدى
    تاريخ التسجيل
    10 2003
    الدولة
    النون ..
    المشاركات
    7,449

    رد: السعادة الحقيقية !

    هي فلسفة الحياة ..

    لو كان ذلك الرجل يرى لما وصف هذه المشاهد بخياله ..

    لانه بالتأكيد كان سيعرف حقيقة التزييف ..

    كثيرون في هذه الحياة يتجلون في عمق خاص
    لا يتسع لسواهم ويكسرون عتمة العين المظلمة
    بإحساس عجيب ومنهم ذلك الأعمى الذي ابهرني هنا
    وانا احملق في كل الاجزاء حولي ..

    والحقيقة انني بعد أن قرأتها حسدته على نعمة العمى ..!!

    اخي جريجوريان ..

    افتقدتك كثيراً ..

    مع حبي
    القبس

  4. #4
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية أسامة مصلح
    شخصية مهمة
    تاريخ التسجيل
    05 2007
    الدولة
    المنطقة الشرقية
    العمر
    39
    المشاركات
    3,040

    مشاركة: السعادة الحقيقية !



    قصة تتجلى فيها قمة الإيثار..

    وحب الغير ومساعدتهم ,,

    كثيرا أقرأ ولكن قلما أجد المتعة
    اللا مصطنعة في هكذا قصة ..

    شكرا لك عزيزي على هذه الروعة .,


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #5
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية GREGORIAN
    تاريخ التسجيل
    11 2006
    الدولة
    Samtah
    المشاركات
    770

    رد: السعادة الحقيقية !

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله الحلوي مشاهدة المشاركة
    كثيرون في هذه الحياة يتجلون في عمق خاص
    لا يتسع لسواهم ويكسرون عتمة العين المظلمة
    بإحساس عجيب ومنهم ذلك الأعمى الذي
    ابهرني هنا وانا احملق في كل الاجزاء حولي ..



    صَـدقـتَ يا عبدالله !

    وهذهِ إرادة ُ اللهِ سُبحانهُ وتعالى
    بأنْ أوجَـدَ فِـي داخِـل ِ نفس ِ ذلكَ
    الأعمى نـورا ً يَـــرى به ِ ما هُـوَ
    أجْـمَـلُ وأرقى مِـنْ بصَـر ِ العَـين !

    شكرا ً أيها القبسُ العَـزيز



    أرى أمـلي بعيدا ً
    خلفَ غيمة ..
    وأسمع ُ صوت َ
    أحلامي
    يُـناديني لأرحل !

    Dr. M. Al-Haddadi



  6. #6
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية GREGORIAN
    تاريخ التسجيل
    11 2006
    الدولة
    Samtah
    المشاركات
    770

    رد: مشاركة: السعادة الحقيقية !

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسامة مصلح مشاهدة المشاركة


    قصة تتجلى فيها قمة الإيثار ..

    وحب الغير ومساعدتهم ,,

    كثيرا أقرأ ولكن قلما أجد المتعة
    اللا مصطنعة في هكذا قصة ..

    شكرا لك عزيزي على هذه الروعة .,




    مرحبا ً بكَ يَـا أسامة

    تلكَ المُـساعدة ُ ، وذلكَ الإيثارُ
    هـُما السّـمَـتان ِ الأسَـاسيّـتان ِ
    لهذهِ القصـّـة ِ الخالدة ..

    شكرا ً لكَ على تشريفِــكَ لـِـي
    وكمْ أنا سَـعـيدٌ لأنكَ استمتعـتَ
    بقراءة ِ هذه ِ القِـصّـة .



    أرى أمـلي بعيدا ً
    خلفَ غيمة ..
    وأسمع ُ صوت َ
    أحلامي
    يُـناديني لأرحل !

    Dr. M. Al-Haddadi



  7. #7
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية صفحة رقم 6
    نبـ صامطة ـض
    نبض لمع في سماء الإشراف
    تاريخ التسجيل
    03 2008
    المشاركات
    5,774

    رد: السعادة الحقيقية !

    قصة رائعة
    قرأتها من قبل
    وما زالت في ذاكرتي
    عجزت عن وصفذالك المريص الذي منح لصديقه السعادة من لا شيئ
    شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  8. #8
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية GREGORIAN
    تاريخ التسجيل
    11 2006
    الدولة
    Samtah
    المشاركات
    770

    رد: السعادة الحقيقية !

    صفحة رقم 6


    شكرا ً لأنكِ كنتِ هنا
    فــازدانَ المكانْ

    تحية وفائقُ ود


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    أرى أمـلي بعيدا ً
    خلفَ غيمة ..
    وأسمع ُ صوت َ
    أحلامي
    يُـناديني لأرحل !

    Dr. M. Al-Haddadi



ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •