كدتُ أن أفقد عقلي ،

منذ أعلنت الصغيرة ضجرها - من الحجرة الضيقة - في جسد أمها ..
منذ حاربتُ النومَ ، لأنه يفصلُ روحي عنها !

هل يصدق أحد ، أني قد غدوتُ عمّة ؟

كم استهجنتُ أزماناً - هذا اللقب الموحي بالعقد الأربعينيّ - ،
إلا أنني أعشقه الآن .. أعشقه !!

يثبُ قلبي كلما ندّت عنها تنهيدة ،
( علامَ تُطلقينها ياصغيرة ؟ )

كلما ابتسمت ..
كلما سمحت ، للنور أن يقبّل عينيها ..


كلما بكت .. بُحّ صوتي من صُراخها !
كلما عطست .. شعرت أنها تعطسني كـ غبار !
تغرقُني في وَجَع!

ربّما كنتُ أكثر جنوناً بها من أمها ..
ربّما ، لأني حسب نظرية ( الاقتناص ) قد غرقتُ في دور الأمِّ قبلاً .. بقرون!

فلا حاجة لي - إذن - بتوصياتها ..
لاداعٍ لأن تُثير جنونَ عيني ، بانتشالها الصغيرة من بين يديّ !