.
.
.
.
هو أحدُ أمرين ..
إما أني لا أصلحُ لتكوين علاقات ..
أو أنّ الناسَ - كل الناس - ..
لا يعرفون كيفية تكوينها ..!
.
.
.
(1)
.
.
.
قالت لي ذات مكر ..
أني أملكُ قدرة ً عجيبة ً على المواساة ..
لم أكن أملك إزاء افترائها هذا غيرَ تقبّله على مضض ..
تقذفُ ذما ً قبيحا ً في ثياب مدح ٍ جميلة ..
و أنا لا أحب الدخولَ في جدال ٍ سقيم ..
مع أساليبَ بهذا الخبث ...
لأني أعرفها جيدا ً .. و أزعم أني أعرفني قبلها ..
تكهنتُ بأن سفينة ً نستقلّها معاً لن تصلَ إلى شاطئ ..
عبثا ً حاولتُ إفهامها أني لستُ ذلك المشجبَ الذي تعلّق عليه همومها في المساء ..
ثم ترتديها في الصباح ..
و رغم ذلك ..
تشبّثت بي كمَنْ أقنعَ نفسه أنه وجد ضالّته ..
و هو لم ينشُدْ ضالّـة ً يوما ً !..
.
.
.
سألتُـها :
- مَن هو الصّديق ؟!..
- هو مَن تتعلم منه تماما ً بقدر مايعلّمك ..و تأخذ منه بمقدار ما يعطيك ..
رمتها بمنتهى البرود .. و كأنها تنفضُ غبارا ً يشوّه مريولها الفاتح ..
أضفتُ جملتها إلى قطيع جمل ٍ مبعثرة في ذهني ..
و عنونتُ لها ..
( عقول تجارية ) ..
ربما نسيتُ أن أخبرَها أني لا أنسجمُ مع العقول التجارية ...
تبدو لي مملة ً ، جامدة ، ... و موبوءة . .
.
.
.
.
أكره البكّاءات ِ على أسلاكِ الهواتف ِ في الظُّـلَـم ..
وضعتُ الجهاز على الـ(سبيكر) ..حين علمتُ أنها تقطنُ الطرف الآخر ..
و شرعتُ في إكمالِ خريطة تنزانيا الطبيعية ..
خمّنتُ أني سأكون أمام بركان غضب ٍ هائل ..
فآثرتُ أن تقومَ بنفث حِمـمِها في الهواء .. عوضا ً عن صبّها في أذني ...
وقتها .. كنتُ منشغلة ً بالبحث عن اللون البني ّ الداكن ، لأصبغ َ قممَ (الكلمنجارو) الشاهقة ..
تتقن هذه الجبال ُ ممارسة دور الإغراء .. على الأقل أمامي ..
دروبها الوعرة .. صخورها العاتية ..صمودها الأبي ّ.. كبرياؤها الأشم ّ ...
تشبهني كثيرا ً ..
الوصولُ إليها صعبٌ و وعر .. لكنّ منظرَ الدنيا من شُرُفاتها مختلفٌ و مُغـر ٍ ...
كم أنا مغرورة ..!!!
- اكتشفت إنك كذابة ... و منافقة ..
هكذا قذفت فوج الحمم الأول ..هي تعلم تماماً أنّ حممها تجابه كتلة ً من فراغ ..
تخترقه .. ثم يعودُ فراغا ً ..
و تعلمُ أني لن ألومَها .. و ربما هذا ما يثير حنقها ..
و تعلمُ يقينا ً أنّ أمرا ً أحمقا ً يشغل تفكيري أكثر من كلماتها الملتهبة ..
لذا استمرت تقذف ..
و طفِقتُ أبحثُ عن اللونِ المفقود ..
يعسرُ عليّ أن أشرحَ لها ..
أنّ الحياة َ أكبرُ معنى ً من أن تُضحّى قربانا ً .. لأجل إنسان ...
.
.
.
.
.
صباحَ اليوم التالي ...
كانت غيداء تسألني ببلاهة ..
- صدق إنتِ مُعجبة بـ روان ؟؟!!
لم يكن يلبسني غير شعور ٍ واحد ..
أن أنسفَهما معا ً ...
.
.
..
.
(2)
إغـفـاءة .
.
.
متى تفهم ؟؟!!
أيا قدرا ً كنحتِ الثلج ِ ..
مكتوبا ً على صُحًفي ..
و يا رُزءا ً يلاحقني ..
كسيرا ً دونما أنَـف ِ ..
متى تفهم ْ ؟؟
بأني وردة ٌ تسأم ْ ..
و أنّ يداك مهما أُغرقت في اللون ِ ..
لا تنفكُّ باهتة ً ..
و لا ترسم ْ ..
متى تفهم ؟!
سئمتُ دموعك الثكلى على كتفي ..
سئمتُ مجيئك المطليَّ بالشّغَف ِ ..
سئمتك .. لا تقل : هيا ..
نعاودُ شَرْبة َ السَّرَف ِ ..
متى تفهم ؟!
بأني صخرة ٌ صمّاء ..
لا ترحم ْ ...
سارا