كل منا يسير في قطار الحياة...يبحث له عن صديق..
عن حبيب..
عن شريك..
عن إنسان يقدم له كل ما يملك...عن إنسان يداوي جرhحه وآلامه...
وأنا سرت وسرت في ذلك القطار...لأبحث عن الـحبيب..
وجدت أناسا كثر يجلسون على مقاعد القطار...
ينتظرون من يأتي إليهم..
ظللت أسير وأسير في ذلك القطار..
مهملةٌ ورائي كثيرٌ من المقاعد التي لم يعجبني أناسها..
أجر ورائي همومي...
وأحاول مداواة جراحي بنفسي..
ولكن هيهات..
كيف ذلك وأنا أفتقده..
أحتاج إليه..أريده بجانبي يداوي جراحي...
آه لكم تمنيت أن أجده....
ظللت أتمعن في وجوه أولئك الناس..وأتطلع أن أجد فيهم نصفي الثاني...
ولكن...كثيرٌ من المقاعد ورائي...ولم يبقى أمامي إلا القليل منها..القليل فقط...
إستمريت في المسير...مع أنني لم اتوقع أن أجد نصفي الآخر في قطار هذه الدنيا...بل أحسست دائماً أنه بعيد عني..
وأني لن أجده إلا في أحلامي..في جنوني...وربما في أمنياتي...
أدرت عيناي اليائستين إلى آخر مقعد في القطار...
وتمعنت في وجه صاحبه...
إنسان جميل..رقيق..إنسان يحمل وجهه كل معاني الحب والعشق...كل معاني الإخلاص والوفاء...
وجدته ممسك بوريقة وقلم..لا أعلم ماذا يريد بها...
لكنه ينظر إليهما بعينين حزينتين..وربما يائستين مثل عيناي...
هل يكون هو..؟
كذلك لم يجد نصفه الآخر؟!...
كان ينظر إليّ بعينيه..
بنظرات وكأنه يعرفني منذ زمن بعيد..بعيد جدا..ربما منذ مولدي..طفولتي..أو مراهقتي
تعانقت نظراتي نظراته....
فابتسم..وأمسك بورقته...واحتضن قلمه..وخط على ورقته أحرفا..ثم أدارها إلي..
لقد كتب... (أنا احبك)..
أمسكت بورقته وأخذت قلمه...فلمست أناملي أنامله....اقتربت من النافذة....وأسندت ورقتي عليها...
وكتبت (أحبك يانصفي الثاني)...
أدرت الورقة إليه...قرأ أحرفي....
ضحك من أعماق قلبه....كما ضحكت أنا... ولأول مرة
من أعماق قلبي..