قلوبنا جميعاً, نظير اهتمام مسئولو الجهات المعنية, بما يتعلق بشؤون تلك الفئة واحتياجاتها
المختلفة.. إيماناً منهم بأهميتها كونها تشكل شريحة أساسية ومهمة من شرائح مجتمعنا,
وبالتالي, لها من الحقوق والواجبات ما لغيرها من باقي تلك الشرائح وأكثر.., وهذا التحسن
النوعي, الذي بدا واضحاً ومُرضيا لحدٍ ما, في المناطق والمدن المركزية..
نجده على النقيض تماماً بأطراف الأنين.. مع أن هذه الأطراف توجد فيها نسب عالية من ذوي
الاحتياجات الخاصة, تفوق ربما تلك المتواجدة بتلك المناطق والمدن, لأسباب جوهرية, يأتي في
مقدمتها, أن نسبة زواج الأقارب بهذه الأطراف مرتفعة, عنها بتلك المناطق والمدن المركزية..
ومن أطراف الأنين تلك, (محافظة صامطة), هذا الطرف الذي لم يعد يقوى الأنين والألم... حيث
يشكو ذوي الاحتياجات الخاصة فيه, من شح الكثير من الخدمات التي يحتاجون إليها.., وسوء القليل الآخر المقدم لهم.
ونخص بالذكر هنا, الجانب التعليمي, باعتباره حجر الزاوية المرتكز عليه بناء ونهضة المجتمع - أي مجتمع - بكافة أطيافه..
فبسوء هذا الجانب بمحافظة صامطة, أصبح مسمى ذوي الاحتياجات الخاصة غير مناسب بتاتاً
لفئته, جراء ما لحق ويلحق بكلا الجنسين منهم, من أذى نفسي وبدني.. لذا يجب استبداله بمسمى ذوي الاحتياجات (الشاقة) إلى أن يُصلح الحال..
فالبنين مثلاً / قسم منهم يتلقى تعليمه داخل مطابخ المباني المستأجرة!, والقسم الآخر داخل
(دكاكين) الملاحق الحكومية.. وهو ما يتعارض مع سياسة التعليم والتوصيات المتعلقة بهذا
الشأن, والتي تشدد على ضرورة تطبيق مبدأ المساواة بين هذه الفئة وبين أقرانها من الطلاب,
وكذلك عدم إبداء أي من جوانب التفرقة فيما بينهم بأي شكل من الأشكال, لما لذلك من تبعات نفسية ومعنوية سلبية...
أما البنات / وعلاوة على تقاسمهن عناء الدراسة مع أشقائهن بمثل تلك المطابخ والدكاكين, فقد
حلت بهن الطامة الكبرى!, بعد أن أقدم المسئولون بتعليم جازان على خطوة (جائرة) بحقهن وحق
أسرهن, عندما قاموا منذ عامين تقريباً, بنقل مقر فصول التربية الفكرية للبنات, من إحدى المباني
المستأجرة بمدينة صامطة, إلى أخرى بقرية البدوي (النائية..) والتي تبعد عن مدينة صامطة,
بمسافة تقدر بـ 30 كيلو متر.. ولا تُعد هذه المسافة الطويلة بين المَقَرّين, السابق
والحالي, العائق الوحيد في هذه الرحلة اليومية.., بل أيضا الطريق (الخرساني) الضيق المؤدي
لتلك القرية, والذي تزينه كثرة الانحناءات الخطرة والمرتفعات والمنخفضات أيضا, فهو يشكل بحد
ذاته هاجساً مقلقا!, ليس لنا ولبناتنا فحسب, بل لـ ( باخشب) نفسه لو أراد مشاركتنا غمار هذا
الرالي المحفوف بالمخاطر.. كيف لا وهو - أي الطريق الحجري - قادر على خلخلة مفاصل سيارات
الدفع الرباعي الحديثة, وكذلك خلخلة أضلع ابن الـ عشرين.. بعد أول جولة تجرى عليه!. - والذي
يبدو أنه سقط من ذاكرة الجهة المعنية بصيانة الطرق وتعبيدها - أضف إلى ذلك, تذمر كثير من
أولياء الأمور الذين لا يستطيعون إيصال وإعادة بناتهم بأنفسهم, من هذا القرار.. الأمر الذي
أجبرهم على إلحاق بناتهم بسيارات النقل الخاص, مما زاد عليهم عبئاً ماليا, يرافقه هاجس القلق..
يحدث ذلك مع أن مدينة صامطة تتوسط المحافظة وهي مركزها وحاضرتها.. وبالتالي فالحل العادل
والمنصف للجميع هو بقاء تلك الفصول فيها لا تهجيرها منها.
لذا يجب على تعليم منطقة جازان, إعادة النظر فيما يختص بهذه الفئة الغالية على قلوبنا جميعا,
وتحقيق ما يمكنها من الإندماج مع المجتمع والتفاعل معه بشكل ايجابي... تنفيذاً لقرارات القيادة
الرشيدة بهذا الخصوص, وتمشياً مع سياسة التعليم وتوجيهات قيادته.