والدموع تذرف من عينيه أخذ الطفل خالد مساوي يردد «تركنا رجال الإنقاذ وسط السيول وذهبوا دون رجعة». الطفل خالد أحد الناجين من سيول وادي دهوان في منطقة جازان، عندما تمكن أهالي قرى المعطن وبجهود فردية من إنقاذ ثلاث أسر -بينهم نساء وأطفال- جرفت سيول سياراتهم أثناء محاولتهم عبور الوادي مساء أمس الأول، وصولاً إلى منازلهم على الضفة الأخرى. واتهم الأهالي رجال الدفاع المدني بالتباطؤ في إنقاذ الأسر العالقة وسط السيول الجارفة، قبل أن يغامر المواطنون بانتشالهم بواسطة شيول خاص، واستمرت عزلة الأهالي في قراهم قرابة الست الساعات إلى أن هدأت حدة التيارات المائية، ليحاولوا جمع شتاتهم مرة أخرى.
حسن مساوي -أحد المحتجزين في السيول- قال «كنت في طريقي مع طفلي خالد ومحمد لإيصال أحد الأشخاص إلى قرية المعطن، وفوجئت بالسيول تداهمنا وفشلت في إخراج السيارة لشدة التيارات المائية، واستسلمنا للأمر الواقع وسط صيحاتنا على رجال الدفاع المدني ولكن دون جدوى، وهب الأهالي لإنقاذنا من موت محقق بواسطة شيول تم رفعنا في البكيت الخاص به على دفعات، فيما جرفت السيول سيارتي الوحيدة التي كانت مصدر رزقي أنا وأطفالي».
واستغرب المواطن فيصل عزمي -من أهالي القرى- تصرف رجال الدفاع المدني وتجاهلهم نداءات المحتجزين، وتركهم وسط السيول محتجزين في سياراتهم، وقال «الأهالي أخطأوا في محاولة عبور الوادي، ولكن لا يمكن معاقبتهم بتركهم يصارعون من أجل البقاء، ومعالجة الخطأ بالخطأ وخاصة أن الثمن من أرواح البشر».
من جهته، طالب مدير عام الدفاع المدني في المنطقة العميد حمود الحساني، الأهالي بعدم المغامرة في عبور الأودية أثناء جريان السيول، منوهاً بالدور الكبير الذي يقدمه أفراد الدفاع المدني في المنطقة، وقال «هناك أكثر من دورية تجوب الأودية لمساعدة الأهالي والمحتجزين، والتنبيه عليهم بعدم العبور أو الجلوس في الأودية وقت جريان السيول وهطول الأمطار، لكن بعض الأهالي لايمتثلون للأوامر والتعليمات، معرضين أنفسهم وممتلكاتهم للخطر».
منقووووووووووووووووووول