لوحة سيارة تحرج صاحبها مع الآخرين.. وتنقذه أمام المرور
الأسياح - سعود المطيري:
اعتدنا ان ننفر من عبارات تحملها لوحات بعض مركباتنا خارجة عن المألوف وقابلة للتأويل مثل ذلك المسن الذي يتسلل الى سيارته بعض الاشقياء ليلا فيضيفون (نقطة) الى احد أحرف لوحة سيارته حتى تتوافق مع لقبه السيئ أو (معيارته) التي لا يطيق سماعها في الحارة حتى اضطر الى استبدالها أو كتلك العبارة التي وان كانت لا تعني في لهجتنا في الوسطى وبعض المناطق شيئا ولكنها تستفز أهل المنطقة الجنوبية مثل (أرح) وقد كتبت هنا أحرفها مبعثرة مع تحريك مكان الحرفين الاخيرين حفظا للذوق العام والتي تخدش الحياء وتصف بعض مفاتن المرأة في لهجتهم ومثلها (ه ص ل) والتي كتبت غير مرتبة كسابقتها والتي لا يقبل رجل في القصيم على سبيل المثال ان تحملها لوحة مركبته مهما كلفه الامر ورابعة وخامسة فرضها علينا الامر الواقع واختلاف اللهجات لكن أن تجد مواطنا ينفر من عبارة جميلة ورنانة ربما هناك من يبحث عنها ويدفع لشرائها آلاف الريالات فلا بد ان يكون وراء ذلك سر عميق وحكاية أخرى كما في قصة المواطن (ع. ع. م) والذي يقول في حكايته تلك:
ساقني القدر أن اشتريت بقايا سيارة تحمل لوحتها عبارة (ح ل و) لكن هذه الحلاوة لا تتوافق مع هيئتي وشكلي فأنا ولله الحمد والمنة وهبني الله وجها دميما لا يطاق وأكاد لا اتوقف عند اشارة مرور الا ويمطرني هؤلاء الذين قراوا العبارة وشاهدوا دمامة وجهي بعبارات السخرية الجارحة والتهكم المشين ويبصق بعضهم نحو وجهي من غير ان يشعر وكثيرا ما اسمع منهم عبارات استفزازية مثل (اللهم لك الحمد والشكر).. (انصحك تغير لوحة السيارة).. (غير وجهك ياشيخ او لوحة سيارتك).. (تبيع اللوحة.. فاذا قلت لا قالوا أجل بع وجهك) (وين الحلاوة) وعبارات أخرى مما يضطرني الى الرد عليهم والاشتباك معهم أحيانا والدخول في خناقات تصل الى مخافر الشرطة وكان اشدهم قسوة ما قام به رجل تبدو عليه علامات الوقار كان يركب الى جوار ابنه نظر الي وقال (أكره وجه) ثم بصق نحوي.
الحسنة الوحيدة انها كثيرا ما كانت تخلصني من بعض رجال المرور الذين يستوقفونني في بعض المخالفات المرورية فبعضهم عند ما يقرأ العبارة ويقارنها مع شكلي يضحك لا اراديا حتى تتغورق عيناه بالدموع ثم يعيد الي أوراقي لكن هذا لن يثنيني عن مراجعة المرور لاستبدالها.
ويبقى هنا جمال الروح الاغلى من أي شيء آخر لدى المواطن الحلو في نظري (ع ع م) والذي ان صنف فلا بد ان نصنفه من اصحاب القبح الجميل.
جريدة الرياض