اللغز

قالتْ أُمّي مَرّهْ :
يا أولادي
عندي لغزٌ
مَنْ منكم يكشفُ لي سِرَّهْ
( تابوتٌ قِشرتُه حلوى
ساكِنُهُ خَشَبٌ ...
والقِشْرَهْ
زادٌ للرائحِ والغادي )
قالتْ أُختي : التمرهْ
حَضَنَتْهَا أُمّي ضَاحِكَةً
لكنّي خَنَقَتْني العَبْرَهْ
قلتُ لها :
بَلْ تلك بِلادي


,



شطرنج

منذُ ثلاثينَ سنهْ
لم نَرَ أيَّ بَيْدَقٍ
في رقعةِ الشطرنجِ
يفدي وطَنَهْ
ولم تطنَّ طلقةٌ واحدةٌ
وسْطَ حروبِ الطنطنه
والكُلُّ خاضَ حَرْبَهُ بخطبةٍ ذريّةٍ
ولم يغادرْ مسكنَهْ
وكلّما حَيَّ على جهادِهِ
أحيا العدا مستوطنَهْ
* * *
منذُ ثلاثينَ سنهْ
والكُلُّ يمشي مَلَكَاً
تحتَ أيادي الشيطَنَهْ
يبدأ في ميْسرةٍ قاصيةٍ
وينتهي في ميمنهْ
" الفيل " يبني " قلعةً "
و" الرُّخُ " يبني سلطنَهْ
ويَدْخُلُ " الوزيرُ " في ماخورِهِ
فيخرُجُ " الحصانُ " فوقَ المئذنَهْ !
* * *
منذُ ثلاثينَ سنهْ
نسخرُ من عدونا لشِرْكِهش
ونحن نُحْيي وَثَنَهْ
ونشجبُ الإكثارَ من سلاحِهِ
ونحن نُعطي ثَمَنَهْ
فإن تكن سبعاً عجائبُ الدُّنَا
فنحنُ صِرنا الثامِنَهْ
بعد ثلاثينَ سنهْ !


,



الحبل السرّي

أدري .. أَجَل أدري
وأحبسُ الأشعارْ
أخشى من الأنيابِ والأظفارْ
* * *أدري بأنَّ النارْ
موقدةٌ .. من حطبِ الفقرِ
ليَدفأَ الدولارْ !
* * *
أدري بأنَّ الثارْ
سَحابةٌ تحبلُ بالأعذارْ
سيزأَرُ الرعدُ .. ولكن بَعْدَهُ
ستهطُلُ الأمطارْ !
صمنا مدى الدهرِ
وصومُنا ظلَّ هو الإفطارْ
لقيطةٌ ؟
فما لنا نختلقُ الأعذارْ
في السِّر والجَهْرِ
ونرتدي نيابةً عن أمِّها
كلَّ ثيابِ العارْ ؟
وما لنا نَعيش في جهنّمٍ
وأمها في جنّةٍ تجري
من تحتها " الآبارْ " ؟!
* * *
لا ترجموا زانيةً ثابتة العهرِ
بَلْ وَفِّروا الأحْجَارْ
لحبلِها السرِّي !


,


نكتة

صارَ المُذِيعُ خارِجَ الخَريطَهْ
وصَوتُهُ
ما زالَ يأتي هادِرَاً :
نَسْتَنْكِرُ الدُويلَةَ اللقيطَهْ !‌‍‍‍‍‍ ‍‍‍‍‌‍‍


,


حكاية عباس

" عبّاسُ " وَراء المِتراسْ
يَقِظٌ .. مُنْتَبِهٌ .. حَسّاسْ
منذ سنين الفتحِ .. يُلَمِّعُ سَيْفَهْ
ويُلَمِّعُ شَاربَه أيضاً ..
منتظراً .. مُحتضِناً دُفَّهْ !
* * *
بَلَعَ السارقُ ضَفَّهْ
قَلَّبَ عبّاسُ القِرطاسْ
ضَرَبَ الأخماسَ لأسداسْ
بقيتْ ضَفَّهْ
لملمَ عبّاسُ ذخيرتَه والمتراسْ
ومضى يصقُل سَيفَه
* * *
عَبَرَ اللصُّ إليهِ .. وَحَلّ ببيتِهْ
أصبَحَ ضيفَهْ
قدَّمَ عبّاسُ لهُ القهوهْ
ومضى يصقُل سَيفَه
* * *
صرخَتْ زوجتُه : عبّاسْ
أبناؤكَ قتلى .. عبّاسْ
ضيفُكَ رَاودني عبّاسْ
قُم أنقذني يا عبّاسْ
* * *
عبّاسُ وَراء المِتراسْ
مُنْتَبِهٌ .. لم يسمَعْ شيئاً
زوجتُه تغتابُ الناسْ !
* * *
صرخَتْ زوجتُه : عبّاسْ
الضيفُ سيسرقُ نعجتَنا
عبّاس اليَقِظُ الحسّاسْ
قَلَّبَ أوراقَ القِرطاسْ
ضَرَب الأخماسَ لأسداسْ
أرسل برقيةَ تهديدْ !
* * *
- فلمن تصقُل سيفَكَ يا عبّاسُ !
- لوقتِ الشِّدهْ
- أصقلْ سيفَكَ يَا عبّاسْ !

,


ثورة الطين

وَضَعوني في إنـاءْ
ثُمّ قالوا لي : تأقلَـمْ
وأنا لَستُ بماءْ
أنا من طينِ السّمـاءْ
وإذا ضـاقَ إنائـي بنمـوّي
..يتحطّمْ !
* * *
خَيَّروني
بَيْنَ مَوتٍ وَبَقاءْ
بينَ أن أرقُـصَ فوقَ الحَبْلِ
أو أرقُصَ تحتَ الحبلِ
فاخترتُ البقـاءْ
قُلتُ : أُعـدَمْ
فاخنقـوا بالحبلِ صوتَ الَببَّغـاءْ
وأمِـدّوني بصمـتٍ أَبَـديٍّ يتكلّمْ !
‍‍‍‍‍

,

رقاص الساعة

منذُ سِنينْ
يترنَّحُ "رقَّاصُ الساعَهْ "
يضرِبُ هامَتَهُ بيسارٍ
يضرِبُ هامَتَهُ بيمينْ
والمِسكينْ
لا أَحَدٌ يُسْكِتُ أوجاعَهْ
* * *
لو يُدرِكُ رقَّاصُ الساعَهْ
أنَّ الباعَهْ
يعتقدونَ بأنَّ الدمعَ رنينْ
وبأنَّ استمرارَ الرقصِ دليلُ الطاعَهْ
لتوقَّفَ في أول ساعَهْ
عن تطويلِ زمانِ البؤسِ
وكشَّفَ عن سكّينْ
* * *
يا رقَّاصَ الساعَهْ
دَعْنا نقلب تاريخ الأوقاتِ بهذي القاعَهْ
ونُدَجّنُ عَصْرَ التدجينْ
ونؤكد إفلاسَ الباعَهْ
* * *
قفْ .. وتأمَّلْ وَضْعَكَ ساعَهْ
لا ترقصْ ..
قَتَلتْكَ الطاعَهْ
يا رقَّاصَ الساعَهْ !