لتلك التي أعشقُ سماءها وأرضها ومحط أقدامها:
لا يهمكـِ كثرة الناعقين بحبهم، والهارفين بودّهم، والكاذبين بقولهم، والخائنين بأعينهم،
قولي لهم : سفعا بالنواصي ......
****
لذلك الكهل الذي تعكّس "حوكه" وظهره:
لله فقط وبالله وحده يُفرجُ همّك، ويجلى كربك، لا مدير الضمان الإجتماعي، ولا مسؤول توزيع الصدقات، ولا "دلوخ" بنك التسليف المفلس حاليا، ولا حتى وزيرُ البترول، ولا أكبر ولا أقل. هو الله وحده وحده...
****
لذلك الطفل القروي يرتدي ثوبَه الأبيض على ملابسه الرياضية:
لاتأبه بكل الشامتين من لبسك، ولا اللامزين لمظهرك، هم في جهلٍ بمعاناة أمّك ، ووفاة أبيك ، وتعنت أعمامك، هم لا يفهمون جيدا كيف تسدد أرملةٌ معدمة فاتورة القهر من حساب الدمع كل ليلة، ولا يعرفون كيف تنامون جياعا بعض الليالي، قل لهم جميعا:
عليكم غضب الأرض، ولعنة الفقر، وسواد النفط، وبعضا من حذائي الممزق ثم تعيدوه...
****
لتلك المطلقة لعدم تكافؤ نسبها ببعلها:
فلتبكي كثيرا على سخف العقول، وعلى قطعة قلبك المتأرجح بينك وأبيه، وعلى لعنة الغباء التي حرمتك الحياة، ولتحزني بسخاء على بعض قضاة غاب عنهم كل شئ، كل شئ، كل شئ، الا ثمن بخس شيكات معدودة،
قولي لهم جميعا: ألا لعنة الله على الظالمين
****
لليتيم ذي الثالثة، يلعب في يوم عزاء أبيه:
أعرف أنك ستسألُ يوما ما: من قتل أبي؟ لن تجد إجابة سوى "حفرة على مدخل صامطة"، لا نعرف من المسؤول عنها، ولا الواقف خلفها، لا تحلم حينها بمحاكمة أي مسؤول، صغر أو كبر، فقط ردد هذا قضاء وقدر
وقل لمن سألك عن يتمك: اللهم أخذ عزيز مقتدر
****
لذلك الممتلئ شحما، والمنفوخ كرشا والفارغ ضميرا:
لن نسألك كم مقياس المخطط الأخير الذي وقعت صكه، إبراء لذمة حسابك البنكي، واعتمدته بلا مقابل الا قليلا من ريالات زهيدة، فأنت تكره الدولار لأنه عملة العدو، تذكرتك ايها الشيخ حين حدثتنا عن حكم الاستظلال بظل البنك الربوي ، فلله أمرك
لعنة الله على الكاذبين
لذلك الخطيب الذي يجيد وضع النشا على شماعه:
اصبب جام غضبك على أعداء الأمة من بني ليبرال، وعلمان، والصوفية، والشيعة، وتحدث برفق عن اسرائيل فهناك معاهدة سلام، وتجنب امريكا فهي ولية أمر العالم، ولا تتكلم عن الإصلاح فكل مدعي الإصلاح خونة، والفقر سببه الذنوب، والطرق المهترئة سببها التأخر عن صلاة الجماعة، والأخطاء الطبية عقوبة من الله، وتأخر المشاريع سببه غياب الإخلاص، وهزيمة المنتخب بسبب الامتناع عن دفع الزكاة
اللهم خسفا خسفا
****
لذلك المسؤول الذي يملك سوّاقا وجيبا أبيض:
لا تعنّي نفسك بالاستيقاظ مبكرا، فسهرك على حل مشاكل الإدارة في اجتماعك المغلق مع بعض حشمك، و قليل من "قات" أخضر يسر الماضغين، وشئ من "معسل" قليل، وبعضا من قنوات الفن "المنسدح" وهزات على مقياس "تسعة" لريختر ، كل هذا يشفع لك تأخرك ، ومتطلبات اعداد هذا اللقاء يشفع لك مغادرتك المبكرة،
سخطا لك
***
لذلك الوقور بثوب "برمودا" في "جيمسٍ باذخ:
المرأة خطيئة أينما هي، احرسها بكل جوارحك وظنونك، راقب كل لفتاتها فهي قاصرة العقل والرشد، هيأك الله لترابط على هذه الثغور، لا تسمح لأحد بالحديث معها، أنت فقط يحقّ لك، يحق لك حتى أن تجرها من كتفها الطري، فأنت لانخاف عليك من الفتنة، ولا نظرات العيون، اسحب ذلك الشاب وقت الأذان ولا تأبه بأولئك القابعين على مدرجات الملاعب لساعات طوال، فهؤلاء في مهمة وطنية محضة، وحتى الذاهبين الآيبين في "المملكة" و"درة" جدة، لست منهم في شئ،، الله الله في سوء الظن والمطاردات فبها تصنع الإثارة، ولابأس من إزهاق نفس أو تشويه سمعة، ففي بيانكم التوضيحي خير وجلاء لكل أمر مدلهم..
"الهيئة داخل " قلوبنا""
*****
لذلك الشاب الوسيم الذي تلقى تعليمه في بلاد ماوراء التفسخ:
لا تثريب عليك، ماذا يحدث لو تناولت قليل مسكر، ورقصت هناك مع شقراء شركسية، وعدت الى الوطن بقطعة بالية تسمى "شهادة" ولم تعد بعذرية عقلك، ولا صفاء خلقك، لايهم كم هي الرسائل التي تبعثها على الخاص لكل معرّف أنثوي، ولا كل ردودك على طريقة علامات الترقيم المشهورة، أقول لا يضر، مادمت أنت تشهر سيفك في وجه أعداء الأمة، الذين يشرقون ويغربون بأفكارهم، ليقضوا على كل حسن ويشيعوا كل سبل المحاسبة ،والقضاء على النفاق وداء المجتمع، أنت أكبر، يحق لك حلق لحيتك الى العظم، وجر ثوبك حتى تكنس كل الشارع، وشفط الدخان حتى تتقطع شفاهك، والسكر ليلا، ووضع صورتك ليراها كل المعجبات،
ولكن الإسلام هو الحل، وأنت على" ثغر" تجاهد
فليهنك العمل الصالح وليلعن الله كل منافق
****
لذلك المتعلم الجاهل المثقف الخاوي:
هنيئا لك العلم الذي لم تحصله، والفهم الذي لم تدركه، والوعي الذي لم تستوعبه، واللقب s يصاحبك ، أينما ذهبت، والجهل أيضا، ثم تصدق نفسك أنك بلغت في الدرجة الانترنتية عليا، وأصبحت تتربع على سدة الثقافة وأنت سد منيع دونها، امطر قراءك بكل حروفك المرصعة الممدودة والمهموزة، والصفراء والخضراء والزرقاء، لاتهتم إن كنت تملك فكرة، أو تعيد كلام من سبقك، منصبك الإنترنتي يمنحك لقب الثقافة والوعي باقتدار وحسب..
"ربي يشله مخزى"
*****
لـ كـ وحدك:
عذرا أيها الصديق الذي اتعبتك وأرهقتك بين أزقة الحرف والحتف، بين نقاشات لم ولن تنتهي، لأن الباب موصد "بحجرة"، كنت أنصحك بالـ "صائغ"، وكنت تسبقني إليه، كنت أحدثك عن الهمّ وكنت تبكي حرقة، كنت أتبعك لأقرأ لك ، لأبكي على شهامة حرف يُغتال، وفكر يُرد، وطموح يُوأد، وطوفانُ فوضى يعم يعم يعم ، لا الوديان فحسب بل حتى رؤوس الجبال..
صديقي:
تسجيل خروج