{


قبلة بوليسيّة

عِنـدي كَلامٌ رائِـعٌ لا أستَطيعُ قولَهْ
أخـافُ أنْ يزْدادَ طيني بَلّـهْ.
لأنَّ أبجَديّتي
في رأيِ حامـي عِـزّتي
لا تحتـوي غيرَ حروفِ العِلّـهْ !
* * *
فحيثُ سِـرتُ مُخْبِرٌ
يُلقـي عَلَيَّ ظِلّـهْ
يَلْصِـقُ بي كالنّمْلَـهْ
يبحثُ في حَقيبـتي
يسبـحُ في مِحـبرَتي
يطْلـعُ لي في الحُلْـمِ كُلَّ ليلهْ !
حتّى إذا قَبّلتُ- يوماً - زوجَـتي
أشعُرُ أنَّ الدولَـهْ
قَـدْ وَضَعَـتْ لي مُخْبِرَاً في القُبلـهْ
يَقيسُ حَجْـمَ رغبَـتي
يطْبَعُ بَصْمَـةً لها عن شَفَتي
يرْصـدُ وَعْـيَ الغَفْلَـهْ !
حتّى إذا ما قُلتُ يوماً جُملـهْ
يُعْلِنُ عن إدانتي
ويطرحُ الأدلّهْ !
* * *
لا تسخروا منّي فَحتّى القُبْـلهْ
تُعَـدُّ في أوطانِنـا
حادثَـةً
تَمسُّ أمْـنَ الدولَـهْ !


,

الثور والحظـيرة

الثورُ فرَّ من حظيرةِ البَقَـرْ
الثورُ فَـرْ
فَثارتْ العُجـولُ في الحَظيرهْ
تبكي فِـرارَ قائدِ المَسيرهْ
وشُكِّـلَتْ على الأَثَـرْ
مَحكَمـةٌ.. ومؤتَمـرْ
فقائلٌ قالَ : قَضَـاءٌ وَقَـدَرْ
وقائلٌ : لقَـدْ كَفَـرْ
وقائلٌ : إلى سَـقَرْ
وبعضُهمْ قالَ : امنَحـوهُ فرصَـةً أخـيرهْ
لَعَلّـهُ يعـودُ للحظـيرهْ
وفي خِتـام المؤتَمــرْ
تقاسَمـوا مَرْبِطَـهُ .. وجَمّـدوا شَعيرَهْ
* * *
وبعـدَ عامٍ ، وقَعَتْ حادِثَـةٌ مُثيرهْ
لم يَرجِـعِ الثَّـورُ
ولكـنْ
ذَهَبتْ وراءهُ الحَظـيرهْ !

,



قمم باردة

قمّةٌ أخرى ..
وفي الوادي جياعٌ تتنهَّدْ
قمّةٌ أخرى ..
وقَعْرُ السهلِ أَجْرَدْ
قِمَّةٌ أعلى .. وأَبْرَدْ
يا مُحَمَّدْ
يا مُحَمَّدْ
يا مُحَمَّدْ
ابعثِ الدفءَ
فقد كادَ لنا عُزَّى ..
وكِدنا نتجَمَّد !

,



الأضحية

حيَن وُلدتُ
ألفيتُ على مهدي قيدا
ختموه بوشمِ الحريَّهْ
وعبارات تفسيريَهْ :
يا عبدَ العُزَّى ..كُـنْ عبْدَا
* * *
وكبِرْتُ ، ولم يكبُرْ قيدي
وهَرِمْتُ .. ولم أتركْ مهدي
لكنْ لـمّا تدعو المسؤوليَهْ
يطلبُ داعي الموتِ الرَّدَّا
فأكونُ لوحدي الأضحيَّهْ !
رُدّوا الإنسانَ لأعماقي
وخُذوا من أعماقي القِردا
أعطوني ذاتي
كي أَفْني ذاتي
رُدُّوا لي بَعضَ الشخصيَّهْ
كيفَ تفورُ النارُ بصدري
وأنا أشْكو البردا
كيفَ سَيومضُ برقُ الثأرِ بروحي ..
ما دُمْتُم تخشونَ الرعدا ؟
كيفَ أُغَنِّي ..
وأنا مشنوقٌ أتدلّى
من تحتِ حبالي الصوتيَّهْ
* * *
كيْ أفهمَ معنى الحُريَّهْ
وأموتَ فداءَ الحريَّهْ
أُعطوني بعضَ الحريَّهْ