لا يستغني أحد عن أصدقائه ، ولا يتوانى أحد عن تقديم الخدمة لمعارفه في أية إدارة خدمية ، بل نشعر بالسعادة والزهو عند تقديم العون لمن لانعرف إن استطعنا إلى ذلك سبيلاً .
ولكن حالة من الهم والشعور بالعجز تنتابني عندما يطلب صديق لي تقديم خدمة له من إدارة التربية والتعليم التي أعمل بها ، شعوراً مني ببالغ التعقيد في المساهمة لتمرير معاملة نظامية نتيجة إساءة هذه الإدارة للتعامل مع أبنائها والمحسوبين عليها قبل الوافدين من جهات أخرى .
لا أنسى زهو أحد طلابنا القدامى عندما طلب مني مساعدته في موضوع تعديل اسم في شهادته القديمة وهو يضع يده في يدي عند دخول بوابة الإدارة العامة ،كما لا أنسى ذلك الشعور بالإحباط والهوان عندما طلب مني رئيس القسم ( وأنا ابن تلك الإدارة ) إظهار بطاقتي الشخصية لاستكمال الإجراءات
لتتضاعف مشاعر الهوان عندما تعقدت الأمور ولم تتم العملية بسبب الأنظمة المتعجرفة والبروتوكولات المحطمة لأي تقدم في سير المعاملة .
أذكر أنني لم يخطر ببالي وقتها إلا أن أبحث لي عن ملجأ في الأرض أو مغارات تؤويني من مهانة موقفي أمام طالب مساعدتي الذي لم يستطع النظر إلى وجهي لشعوره بإدخالي في مغامرة غير محسوبة وانتهى الموقف بالعودة في سيارتنا ونحن في اختبار لقوة الصمت التي فرضها علينا الموقف انتهت لصالحي لأنه استطاع قبل نزوله تقديم عبارة الشكر لي على ما لم أستطع القيام به .
فأي موقف أصعب من أن تعجز عن تقديم خدمة يفترض تقديمها لصاحبها دون واسطة ؟؟؟؟؟
وأي مهارة في استفزاز المشاعر تجيده إدارتنا في التعامل مع أبنائها ؟؟؟؟؟؟
إن لم تتعظ بما قرأت فعليك مراجعة إدارة التربية والتعليم التي تعلمنا مرارة الإهانة وتربي فينا الجحود ونكران الجميل .
ملاحظة ( إن شئت الخروج من مأزق تقديم الخدمة لأصدقائك فعليك اختيار يوم الأربعاء للمراجعة لأنك لن تجد من يصغرك أمامهم فتعود بالأمل وهذا يكفي ) والله المستعان