
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رايح فيها
الأستاذ عبد الله الحلوي ,
تحية عطرة
أشكر لك حرقتك على المسلمين
و تأكد أني أتمنى موتها أشنع ميتة
لكن هناك مقتطف سأورده لك بالأسفل ,
فيه معنى جميل أتمنى أن تفهمه
قد لا أتمثل به , ولكن لإراحة ضميري , فإليك :
"كان الملك الإنجليزي ريتشارد قلب الأسد قد شارك في الحملة الصليبية الثالثة (1189-1191) التي استهدفت استرداد ما فتحه صلاح الدين. ودارت معارك طاحنة بين ريتشارد وصلاح الدين,وقد حاول ريتشارد الوصول للقدس ولكنه فشل فشلا ذريعا, ومن ثم اضطر إلى توقيع صلح الرملة مع السلطان عام 1192, وغادر بعدها فلسطين عائدا إلى بلاده. ولكن ما يهمنا من هذه الأحداث هو مواقف صلاح الدين الإنسانية من عدوه ريتشارد. فتذكر بعض المراجع أن صلاح الدين سمع أن ريتشارد قد فَقَدَ حصانه في معركة يافا (عام 1191), فبعث إليه جوادين من أفضل الجياد, لأنه رأى أنه لا يليق بفارس مغوار مثله أن يقاتل رَاجِلاً. كما تحدثت المصادر كثيرًا عن موقف صلاح الدين من ريتشارد عندما سقط الأخير مريضا (1192), فيقول المؤرخون إن ريتشارد بعث أثناء مرضه يطلب من صلاح الدين الفاكهة والثلج والكمثرى والخوخ.. ولم يتردد السلطان في تلبية رغبته على الفور حيث أمده بكل ما يحتاج إليه في مرضه. واغتبط ريتشارد من نبالة صلاح الدين, وأخذت رسُله تتردد على مقر السلطان لتقديم الشكر والامتنان بالنيابة عنه, وهناك رواية تقول إن صلاح الدين حزن حزنا شديدا على ريتشارد في بعض مراحل مرضه, وأنه أرسل له طبيبه الخاص, الذي نجح في علاجه وشفائه.لقد كان صلاح الدين خير ممثل للفروسية العربية الإسلامية في عصر الحروب الصليبية, فقد كان ينبوعا من الشجاعة والكرم والعطف والوفاء والتسامح والعدل, وقد انتزع بفروسيته احترام الغرب وتقديره, وإذا كان معظم الكتاب الغربيين يعترفون بأنه كان أنبل عدو عرفه الغرب عبر تاريخه الطويل, فإن الفرسان الغربيين كانوا يتمنون لو أن صلاح الدين كان مسيحيا. هذه هي بعض صور الفروسية العربية الإسلامية في عصر من أشد عصور تاريخنا اضطراباً وقلقاً... ومن واجبنا ألا نسمح لقيم هذه الفروسية وآدابها بأن تموت أبدا, وألا نحمل أحدا على تجاهلها,بل ينبغي علينا إحياؤها وتمثلها, في ثقافتنا وسلوكنا, في عصر يفتقد الكثير من تلك الآداب والقيم."
مع فائق احترامي.