كلمات اعجبتني كلمات مؤثرة كتبها الدكتور سلطان حسن الحازمي - عميد كلية المجتمع بجامعة جازان - عن والده الشيخ حسن بن عيسى بن محمد الحازمي الذي أغمض عينيه عن الدنيا مساء الجمعة المباركة الموافق 4/6/1430هـ ، غفر الله له واسكنه فسيح جناته والهم اهله وذويه الصبر والنسيان
(طريق الورد)
ها أنت تنام وحيدا هذا المساء...
اخترت أن تحط ركابك..
تناءيت عن الطين..
بعد طول عناء..
ها أنت تستريح وحيدا هذا المساء...
أضحى ليلك سرمديا
والنجوم الزهر غابت..
وأنت ترنو إلى السماء
أحاول أن أنثر الورد على جسدك الممتلئ..
كنت أتأمل أن أراك ...
أن ألقي نظرة أخيرة..
كي أبقى أراك..
لست الأول في دنيا الأموات
لكن الموت فجيعتي الأولى فيك ..
أنا المكلوم..
فياذا التسعين سنابلك عطاء
ها إن حقولا خضراء
ما عادت خضراء
ما دامت لن تكتحل بنظرة عينيك...
ونسيم الليل البارد..
صار سموما
والسكون يلفه الصمت
يفتش عن كروان
يا من قد كنت تسافر الملأ الأعلى
في كل مساء
كي تنثر نورا أبيض..
أجمل من كل الألوان
لا أدري ماذا أكتب عنك..
لأنك كنت الشعر .. النثر
لكني لن أسلوك بليل الأحزان
مكني من رؤيته يا رب الأكوان
ما أقسى القلب حين يسافر في بحر الأحزان
عادت ذاكرتي لأيام الحب
وقطف الرمان..
أهديك سلام الأطيار
وأنسام الصباحات الجميلة
كنا نلهو .. نمرح في نيسان
لا نعرف .. دربا للأحزان
كنت تساءلني عن هجر الأوطان..
ورسائل بلا عنوان
تعاتبني .. ها أنذا الآن
بعيدا عنك..
أتجرع غصّات الأحزان..
أتجرع مسافات الإمكان..
لكن عزائي..
أن طريقك..
مفروش بالورد..
وبالريحان..
وأنك جبل من عزم وإباء وحنان
وأنك أطول من عمر الأزمان
أيها المتسربل بالحب..
وبالود..
يا من عشت بسيطا
كي يهنأ غيرك
شيدت قصورا
أعلى من كل البنيان...
شيدت قصورا من إنسان
مازلت أتحسس ذات الدفء
وأتذكرك
يوم كان رأسي
ملتصقا بصدرك
في لحظة من لحظات الخلود..
سأظل أنشدك أشعاري
سأحكيك لأطفالي..
للمارة..
لكل الناس..
ستبقى أجمل ذكرياتي..
يا من حفرت اسمك على جذوع الأشجار
وفي الوديان
وفي قلوب المساكين
وفي ذاكرة الصغار والكبار
ستبقى دوما في الوجدان
يا شمس أيار..
رفقا ببقايا جسد متهتك..
أيتها الرمضاء..
كوني بردا وسلاما..
يا قبرا ضيق..
أفسح..
كن روضا
أمطر ثلجا...
شلالا
من ماء الرضوان
قدس يا ربي روحا
في سفر نحوك كانت
في كل الأزمان
ولترفل روحك يا أبتي
كالمسك بفردوس الرحمن
منقول من صحيفة جازان الالكترونية