نحن أبطال المطافي
صالح الشيحي
من أجمل الأناشيد التي كنت أدرّسها للتلاميذ في المرحلة الابتدائية، وأُغنّيها معهم، نشيد: "لا تخافي لا تخافي... نحن أبطال المطافي... نحن شجعانٌ كرامٌ... حينما نُدعى نُوافي".
ـ أذكر أن أحد التلاميذ من شدة تأثره بالنشيد كان أقصى طموحه أن يصبح عريفاً في الدفاع المدني.
ـ سأخبركم عن الذي ذكّرني بذلك النشيد... وعما ذكّرني بالمطافي.
ـ ضحكت طويلاً، من أولئك الذين حمَّلوا رجال الدفاع المدني مسؤولية عدم إنقاذ الفتيات من الغرق في النفق، وهم غير جازمين بمدى تمكن (بعض)رجال الدفاع المدني من السباحة أو بعدم تمكنهم.
(بعضهم) يغرق في "طشت"... (وبعضهم) لولا كروشهم الممتدة أمامهم كـ(بطيخة شاميّة)لما أمكنهم الطفو... كما أن بعضهم الآخر بالكاد يغلق حزام "البنطلون".
ـ يقول أحد الموطنين:" إن الدفاع المدني حضر إلى الموقع، وشاهد عملية إنقاذ المواطنين، ولم يقدم شيئاً إلا حين وصول فرقة الغواصين بعد حوالي الساعة".
ـ السؤال: أوَ ليس من المفترض بسيّارات الدفاع المدني، أن تنتشر في الميادين العامة، وقت الأمطار المتواصلة، أو على الأقل تكون على أهبة الاستعداد؟
ـ ضحكت؛ غير أنني لم أستلق على قفاي، من أولئك الذين ينتظرون التدخل السريع!
ـ لأن "فاقد الشيء لا يعطيه"!
ـ الآن وطالما أن الأمور تسير بـ"البركة"... فإنني لا أملك سوى أن أرفع يديَّ إلى السماء سائلاً المولى عز وجل بأسمائه الحسنى، وصفاته العُلى، أن يحفظ هذه البلاد من الكوارث... والمصائب.
ـ قبل أن تنتهي المساحة أقول للمواطنين عامة: علِّموا أولادكم وبناتكم السباحة... فالبلد مليئة بالأنفاق والمستنقعات!
ـ وللمواطنين الذين قاموا بعملية الإنقاذ أقول: "لا تنتظروا الشكر إلا من الله سبحانه... أما إن انتظرتموه من الدفاع المدني تحديداً، فلا أظن أن ذلك سيحدث، لأنكم لستم من الذين شاركوا في اليوم العالمي للدفاع المدني"!
ـ رددوا معي: "لا تخافي لا تخافي... نحن أبطال المطافي"!
جريدة الوطن 7/3/2005م
لاتعليق..
تحياتي