موضوع جميل جدًّا ياملاك الرائعة
تلك كلمات نحتاجها ،
لابدّ منها ؛
حتى نكون أكثر حيوية ولباقة وسموّ وحب.

قرأت ياملاك في وقت ليس ببعيد مقالة للكاتب السعودي عبد الله المغلوث معنونة
بـ " كخَّة يا بابا "
يقول فيها : " في أحد المطارات الداخلية، سألني شاب صغير بشنب نيء وشعر كث،
لا يتجاوز عمره 17 عاما، ونحن في الطابور الأخير قبل استقلال الطائرة،
عن اسمي. فأجبته بسرعة وحبور، لكنه لم يبلع إجابتي المقتضبة. وقفت في حلقه.
رد بامتعاض:"ماذا أفعل باسمك الأول؟ ماعائلتك؟".
"حينما ناولته اسم عائلتي، لم يعده إليّ إلا بعد أن استنفد كل الأسماء التي تقبع في ذاكرته،
وتحمل نفس اسمي الأخير. وفيما كنت أستوي على مقعدي في الطائرة،
إذا به يضع يده على كتفي ويقول لي بعطش:"نسيت أن أسألك أنت من أين؟
إلى أي قبيلة تنتمي؟".

ثم ذكر قصة لطفلة مصرية عاش معها حوارًا مثيرًا على حد قوله واندهش للباقتها وهي طفلة !

يقول: " تتحدث بطلاقة لا تتوافر في أطفالنا الذين نتلو على آذانهم "كخه يا بابا"، و"أح ياماما"
حتى ينبت الشعر في شواربهم..........الخ "

ثم يقول : " تزخر جمل اللبنانيين بعبارات مثل:"إزا بدك"، و"إزا حبيت".
في المقابل تبدو جملنا منزوعة الألوان كمنزل فسيح بلا نوافذ".
"دائما أقف مذهولا أمام العبارات التي يغرسها السوريون واللبنانيون والمصريون
في أحاديثهم التي يلقونها على مسامعنا في الشارع، والدكاكين، والتلفزيون، متسائلا:

لماذا لا نزرع عبارات مثلها بسخاء في لغتنا وحواراتنا ؟؟
لماذا نقتصد ونتقشف في تعابيرنا ؟ ............الخ ".

وأخيرًا يختم مقالته الأكثر من رائعة

" أنا لست حانقا من الشاب(طيب الذكر أعلاه)الذي قبض عليّ في الطائرة بسؤاله،
لكنني حانق على أمه وأبيه، لأنهما أودعا في أذنه "كخه"، و"عيب"، و"أح" مبكراً،
متناسين أنها مفردات لا تشيد لسانا، لا تشيد سؤالا، بل تشيد حزنا أطول من "برج المملكة"!

آسفة على الإطالة ياملاك فموضوعك مثير كمقالة كاتبنا القدير.

مدد من تحية وشكرًا كثيرة،
لاعدمناك ملاك .