أهلاً وسهلاً بالكريم / مصطفى عمر , بالرغم أني على بعد أميال منها , لكني لم أزر أياً مما ذكرت ,
سمعت عنهما وعن اعجاب الناس بهما .
وقد رأيت بعض الصور لهما في الإنترنت , لكني لم أرَى في ذلك مايجعلني أتطلّع لزيارتها .
ومع هذا سأزورهما بإذن الله , حين أجد نفسي متفرغ لذلك .
تعرف أننا ياعزيزي نقع في صحاري قاحلة " أقصد بلادنا " , وحين نرى الأراضي الخضراء نصاب بالجنون ,
والله يا أخي الكريم : لو كانت وصلة الكاميرا موجودة , لحملت الصور المتواجدة في الكاميرا للمنطقة التي أنا أسكن فيها : في مدينة مانشستر , بيني بيتي وبين النهر / دقيقة فقط

والأرض أجمل مما يتخيل العقل , حتى أني قلت أنها جنة في الأرض منسية .
أيضاً مايجعلني لا أحب لندن , كُبرها المتعب كثيراً , وطرق المواصلات فيها عن طريق قطار تحت الأرض , وهذا الشيء أكرهه , بسبب الإزعاج والإزدحام والله أعلم بالأمراض التي يحملها مرتادي القطار , الذي يركبه كل من هب ودب , أحب كثيراً في لندن " edgware road " المعروف بشارع العرب " وحين
تُمطر وأنا أجلس في القهوة السورية والشاي عربي أحمر , عقلي يفرز مادة غنائية غريبة " أتذكر مباشرة أغاني السيدة أم كلثوم , وأدندن بفمي معزوفات فريد الأطرش , وفي كثير من الأحيان " أقرأ على مسامع ذاتي " قصائد نزار القباني .
هناك في شارع العرب " محل خطوط جوية والله إسمه "
وندر للسياحة " مقابل القهوة الشامية مباشرة " يعتني دائماً بالمسافرين العرب , وبالرغم من أن الموظفتين سودانيات عربيات , لكنهما لا يتكلمان باللغة العربية , إلا في حالة استعصى على الشخص فهم الإنجليزية , ينطقون كلمة كلمة عربي .
وكلما أنظر للوحة أتذكر أغنية الرائع أبو بكر سالم :
" يامروح بلادك ليل والشمس غابت ** عادنا إلا انطربنا والتلاحين طابت .
يامروح وقلبي منكم ما ارتوى ** ارحمونا فضيلة من لهيب الهوى .
لا تولوا فعيني من لظى الحب ذابت ** عادنا لا انطربنا والتلاحين طابت ."
حينما يكون الإنسان في شيء جميل لا يراه , وحينما يبعد عنه يتطلع إليه .
فأنتم تفكّرون في لندن وبريطانيا , وأنا افكّر في السعودية
ويعلم الله أني حين أعود للبلاد أتمنى أني أسافر بريطانيا مرة أخرى .
رعاك الله يا أصيل .