في مكان آخر مجهول , ارتفع رنين الهاتف , فالتقط ( تراسون ) الذي كان منهمكا في إعداد حقيبته سماعة الهاتف , وهو يقول :
ـ ما الجديد .
ـ لقد تم تصفية جميع الزعماء .
ـ جميل , احرص على جعل الأمر يبدو وكأنه حادث , وليس عملا مدبرا .
ـ هو كذلك أيها الزعيم .
ـ جيد . احرص على تأمين كل شيء , كما اتفقا ...
وأغلق سماعة الهاتف , والتفت ينظر إلى جواز سفره الذي يحمل اسما غير اسمه , وبصورة تشبه وجهه الجديد , بالشارب واللحية الخفيفة , وقال محادثا نفسه :
ـ عظيم , لقد حان الوقت لتمتعي بإجازة طويلة , بعد أن اختفى كل من يعرف وجهي عن الوجود .
***
بثد تفوقت حقا على نفسك يا ( ماجد ) , لا أدري هل أهنئك بهذا الإنجاز , أم أهنئ أنفسنا بوجود شخص مميز مثلك , فما حققته أنت وكل أفراد لفريق يعد معجزة في عالمنا , إن أمامي العديد من برقيات التهنئة من أشخاص ذوي مناصب مهمة في البلد , وكذلك من بعض الدول المجاورة , أقولها لك مرة أخرى , أحسنت يا ( ماجد ) وحق للبلد أن يفتخر بأمثالك .
قالها القائد وهو يصافح ( ماجد ) في مكتبه في الرياض , ويناوله البرقيات التي وصلت من كل مكان , والابتسامة الخجولة , ترتسم على وجه الأخير , وهو يحاول أن يحافظ على مستوى صوته المهزوز قائلا :
ـ ولكننا لم نصل بعد للرأس المدبر لهذه العمليات , فحتى نضمن أن لا تعود الأفعى للحباة , لا بد أن تصل إلى رأسها .
ـ لقد فعلنا ما بوسعنا يا ( ماجد ) فسلمنا ملف العملية كاملا إلى الجهات الأمنية المسئولة في بنغلادش وهم بدورهم سيعالجون الأمر على طريقتهم , أعتقد أننا أقفلنا هذا الملف للأبد من جهتنا . تهانينا .
خرج ( ماجد ) من الغرفة , والقائد يتبعه بنظرات مملوءة فخرا , وهو يغمغم :
عظيمة أنت يا بلادي التي أنجبت مثل هؤلاء .