حسناً : اليوم الجُمعة ولا بدّ أن أهذي.
سأبدأ بعشوائية , ذاكرتي ممتلئة وتحتاج لبعض التفريغ هل ستفيد كتاباتي في التّخلّص منك ؟ أم أنّي سأُحِبّك أكثر ؟ وأتمسّكُ بكَ أكثر , وأُسامحك هذه المرّه وأغفرُ لَكَ أكثر .؟
لم تكُنْ رَجُلاً سيئاً ولولا خياناتك المتواترة لكنتَ أعظم الرجال في عينيّ أعظم - ربّما - من أبي وشقيقي !
فضّلتَ أن تكونَ رجُلاً عاديّاً أو أقلّ من العادي ومع ذلك سأغنّي لك وستزعجهم بحّة صوتي وتُزعجك , وحدكَ تعرف سبب بحّة صوتي , وحدك تعرف أنّي لا أتحدّثُ إلا همساً وأنتَ لا تَسمعُ إلا الصُراخ حاولتُ رفع حدّة الصَوت حتى تسمعني وكانت أصواتهنّ الأعلى حاولت وحاولت حتّى كدتُ أفقد صوتي , تُرى لو فقدتُ صوتي أكَانَ سيأكُلُكَ الذّنب أو أنّك أكبر من كل الذنوب ؟
يا رجُلي الذي كان , حينَ أحببتُك كُنتُ صغيرة صغيرةً جدّاً كان عُمري حينها ثمانية عشرة عاماً فقط وكُنتَ تضحك " لا مُش صدق صغيرة ! " وكنت تسألني في كلّ لقاء كم عُمرك وأجيبك " 18 " وتسألني وأجيبك . كبرتُ معك , داخل قلبك , تحت جناحك في أمانك عرفتُ أشياء كثيرة معكَ أنت صرتُ أتصرّف كالنساء تماماً أجلس مثلهنّ وأتحدث كما يتحدّثن رغم أنّه تنقصني بعضُ اللباقة لكنك كُنتَ تراني أفضَلَ منهن . هل كُنتَ تُجاملني ؟ وكيف يجامل الحبيب حبيبته ؟ كنتَ تقول أنتِ مختلفة عنهنّ كثيراً وكنتُ أقول أنتَ مختلف لذا تراني مُختلفة ؟ هل أنتَ مختلف فعلاً أم أنكم جميعاً تتشابهون ؟ ماذا تفسّر فعلك ؟ ماذا تركتَ لهم ؟

" يا أوفى الخلق وأغلاهم .. وأطيب ناسي وأحلاهم .. في قلبي للأحبة قدر وانتِ فيه أعلاهم
يا أشهى مافي هوجاسي , وأطهر مافي احساسي , مكانك في حشا روحي ......"
وصلتني رسالة على بريدي في صباح جُمعةٍ ما كان عنوانها " يا أَوفَى الخَلق " وكانَ مضمونها أغاني الآلبوم , ابتسَمتُ يومها كثيراً وأذكر أنَي احتضنتُ شاشة الجهاز طويلاً ليس أمامي إلا أن أحتضنها علّها توصل لي شيئاً من رائحتك .
آه رائحتك . اخترتها أنا لك وفاجأتني بعدها بأسابيع أنّك بدّلتَ عطرك بعطر نسائي , كنتُ أقول لك نسائي ولكن جميل ولم أتخيّل في يوم أنّه عطرها ؟ هل هوَ عطرها فعلاً أم أنّه هديّة من خالتك كما قُلت ؟ أرجوك قل لي أنّه هديّة خالتك قلبي لا يحتمل
أنا لا أزال الأطهر ولكن هل الأطهر" في إحساسك" ؟ أكذب إن قُلتُ هذا ليس مُهم وأكذب لو أقول هذا هاجسي لكنّي لن أكذب حين أقول أُحبّك :|
آخر مكالمة كنتَ تضحك بشكل غريب وكنتُ أُجاريك بالضحك كُنتَ تغنّي يا أوفى الخلق وكُنت أستمع لك وأشعر أنّي بدُنيا أُخرى , تنتهي وأرجع لأرضي وأُرتّب نفسي وأقول " يا بخت الأصنج " تضحك أنت وترفع صوتك في الغناء وأختفي أنا من الأرض أتعلم أنّ صوتُكَ حنون؟ حنونٌ جدّاً ورقيق ولا يُملّ والآن أنا أشتهيه وأُريده أكثر من أيّ وقت .
تحتَ عينيّ سوادٌ لا أدري أسببه السهر وقلة النوم أم الكحل ؟ وكلاهما أنتَ
أرأيت أني لا زلتُ ثرثارة وزادني بُعدك ثرثرة ؟ حتى الآن أشعر أنّي لم أكتب جملة مفيدة فكيف أتخلّص منك أخبرني أرجوك .