عزيزي قلب الأسد:
قد يبدو لك تناقضا، لكن لا أظن ذلك ولك عليّ أن أوضح لك ذلك....
الإصرار على النظرة الدينية ، سأعطيك مثالا للنظرة الدينية كنت أقصدها ( تلك النظرة التي قيّمت استعانة الحكومة السعودية بأمريكا في حرب الخليج الأولى) وكانت تصرّ على أنها لا تجوز، تلك النظرة لم تلتفت للاعتبارات الأخرى السياسية والمتعلقة بأمن المنطقة. فكانت نظرة منبعجة، أليس كذلك؟
أما قولك:
فهذا كلام لم أقله أبدا، بل هو فهمك لما قلت، ولم أقل أن عقبة المثقف نابعة من تأثره بعقيدته، ما قصدته بالتحديد أن الأمور لا ينظر لها من زاوية دينية فقط."وفيه تذكر بأن عقبة المثقف في قراءته لما حوله نابعة من تأثر فكره بعقيدته وهوبته الدينية
ألست تلمح هنا للسلطة الدينية ؟!"
النظرة المطلقة للحق، كنت أقصد بها أن يكون مثققفونا وعلماؤنا كما قال الشافعي رحمه الله: "كلامي صواب يحتمل الخطأ، وكلام غيري خطأ يحتمل الصواب"، يا عزيزي فرق كبير بين الدين، وبين فهم الناس للدين....
أما التحرر، فلم أذكر بين طيات كلامي التحرر من الدين، أما التحرر من القيود الإجتماعية، والعادات السقيمة، والتراشقات المستمرة، فهو مطلب ومازلت أكرره....
أما ربطك التحرر بالعلمانية فهو يعتمد على تعريفك للتحرر، ليست الحرية شرّا محضا، بل هي فطرة وقيمة اسلامية عظمى، ولكن الخروج عن إطار الدين هو الخطأ، ومن يحاول ربط الحرية بالعلمانية فهو يشوه صورة الحرية، وقد قال عنها الفاروق رضي الله عنه"وقد ولدوا أحرار"، فهل كان يقصد عمر الحرية المطلقة.
ارجو أن تكون الصورة اتضحت، وأن يغلب حسن الظن..........