في منتصف الليل , حيث قرر ( عبدالله ) أن يقوم بتهريب الأطفال , كانت صحة ( شهد ) في تحسن كبير , فلقد استطاعت أن تقف على قدميها مرة أخرى , طلب ( عبدالله ) من ( أحمد ) أن يكون أول الصاعدين , لكي يساعد الفتاتين على الصعود , فحمله إلى أن يصل إلى الفتحة ويخرج منها , وعاون ( شهد ) على الصعود , و( دعاء ) كذلك , كان الأطفال الثلاثة يقفون على سطح المبنى , حاو ( عبدالله ) أن يلمس الفتحة غير أنها كانت بعيدة عن متناول يده , فجرب القفز , فكانت يده تلامسها دون أن يوفق في الصعود , أخذ يبحث حوله , جمع كل شيء حوله , يصلح أن يقف عليه لكي يتمكن من الوصول إلى السقف , وبعد عدة محاولات استطاع أن يصل إلى مراده , وبعد أن أخرج رأسه وقابل الأطفال فوق السطح , اكتشف أن الفوهة أصغر بقليل , فإن أراد النفاذ بجسده كله فلا بد له أن يزيد في مساحتها , فقال لأحمد وللطفلتين :fficeffice" />
ـ ( أحمد ) أنت الرأيس الآن ... كما اتفقنا البارحة , اذهبوا بسرعة الآن , وسألحق بكم بعد أن أوسع هذه الفتحة .
ضربت ( دعاء ) بقدميها على الأرض وهي تقول :
ـ ..لا.. لا .. لن نذهب , بل سننتظرك .
نظر إليها ( عبدالله ) وقال :
ـ إن ( شهد ) مريضة , وتحتاج إلى رعاية طبية , انتم اسبقوني .. وسأكون وراءكم بعد لحظات , اتفقنا ؟
هز الأطفال رؤوسهم , وهم غير راضين عن هذا , ودموعهم تجري بلا توقف , اقتربت ( شهد ) بخطواتها المهزوزة , ووسمت جبين ( عبدالله ) بقبلة طويلة وقالت :
ـ إلى اللقاء.