أحياناً نحتاج أن نُمرّر أشياء " على عجل " !
أشياء عن السياسة , عن الكياسة , عن التعاسة
عن الأدب , وقلّة الأدب ,
عن الفكر , عن الكُفر , عن الدين !
عن المثقفين , عن أولياء الله الصّالحين , عن الرموز المقدّسة !
عني , عنها , عنكم !
أحياناً نحتاج أن نُمرّر أشياء " على عجل " !
أشياء عن السياسة , عن الكياسة , عن التعاسة
عن الأدب , وقلّة الأدب ,
عن الفكر , عن الكُفر , عن الدين !
عن المثقفين , عن أولياء الله الصّالحين , عن الرموز المقدّسة !
عني , عنها , عنكم !
قرأتُ قبل فترة لـ محمود درويش رائعته
" أيّها المارون بين الكلمات العابرة "
ربما هي أجمل ماأجده للمارين " على عجل "
بعد أن تقرأوها " انصرفوا "
أيها المارون بين الكلمات العابرة
احملوا أسماءكم وانصرفوا
واسحبوا ساعاتكم من وقتنا ،و انصرفوا
وخذوا ما شئتم من زرقة البحر و رمل الذاكرة
و خذوا ما شئتم من صور، كي تعرفوا
انكم لن تعرفوا
كيف يبني حجر من أرضنا سقف السماء
أيها المارون بين الكلمات العابرة
منكم السيف - ومنا دمنا
منكم الفولاذ والنار- ومنا لحمنا
منكم دبابة أخرى- ومنا حجر
منكم قنبلة الغاز - ومنا المطر
وعلينا ما عليكم من سماء وهواء
فخذوا حصتكم من دمنا وانصرفوا
وادخلوا حفل عشاء راقص .. و انصرفوا
وعلينا ، نحن ، أن نحرس ورد الشهداء
و علينا ، نحن، أن نحيا كما نحن نشاء
أيها المارون بين الكلمات العابرة
كالغبار المر مروا أينما شئتم ولكن
لا تمروا بيننا كالحشرات الطائرة
خلنا في أرضنا ما نعمل
و لنا قمح نربيه و نسقيه ندى أجسادنا
و لنا ما ليس يرضيكم هنا
حجر.. أو خجل
فخذوا الماضي ، إذا شئتم إلى سوق التحف
و أعيدوا الهيكل العظمي للهدهد ، إن شئتم
على صحن خزف
لنا ما ليس يرضيكم ، لنا المستقبل ولنا في أرضنا ما نعمل
أيها المارون بين الكلمات العابرة
كدسوا أوهامكم في حفرة مهجورة ، وانصرفوا
وأعيدوا عقرب الوقت إلى شرعية العجل المقدس
أو إلى توقيت موسيقى مسدس
فلنا ما ليس يرضيكم هنا ، فانصرفوا
ولنا ما ليس فيكم : وطن ينزف شعبا
وطن يصلح للنسيان أو للذاكرة
أيها المارون بين الكلمات العابرة
آن أن تنصرفوا
وتقيموا أينما شئتم ولكن لا تقيموا بيننا
آن أن تنصرفوا
ولتموتوا أينما شئتم ولكن لا تموتوا بيننا
فنا في أرضنا ما نعمل
ولنا الماضي هنا
ولنا صوت الحياة الأول
ولنا الحاضر ، والحاضر ، والمستقبل
ولنا الدنيا هنا .. والآخرة ْ
فاخرجوا من أرضنا
من برنا .. من بحرنا
من قمحنا .. من ملحنا .. من جرحنا
من كل شيء ، واخرجوا من ذكريات الذاكرة ْ
أيها المارون بين الكلمات العابرة ْ!
إنّهُم يُقوقلـــــون ,
كان أمامي شعلة من الثقافة , يكتب ينتقد , يُحاور , ووصلت به قمّة ثقافته أنّه يستعين بصور
كنتُ وقتها لا أرى سقفاً لثقافته تلك ,
وحين جمعتنا الصّدفة , وجدتُ شخصاً فارغاً من كلّ شيئ , سوى بعض الإكسسوارات , كتلك الساعة الكبيرة الحجم
والتشكيلات الهندسيّة في وجهه بلحيته , علماً بأنه من المفترض أن يكون شيخاً ,
أمأ من كنتُ أجزم بـ تمشيخهم , وجدتهم أعجاز نخلٍ خاوية !
ليهمس لي صديقي " إنّهم يُقوقلون " وهو تعريب لطريقة استخدام محرك البحث " google " في كتابة مواضيع أو ردود من خلف الشاشة المبتسمة لمستوى الفكر القوقليّ !
إنّ " قوقل " هو اختراعُ العصر , ووجب علينا أن نشكر الله عليه , وأن نحمدهُ على هذه النّعمة العظيمة .
فاصلة لطلال مداح /
" ماعنّنا وعنك ,,مهما يجي منّك "
أمامي على شاشة " mbc 4 " حفل تأبين مايكل جاسكون ,
قرأتُ قبل أيام مع أحد الأصدقاء مقال عنه , وعن الفوضى التي عمّت الكرة الأرضية حين انتهت الأسطورة ,
وهل مايكل أسلم , أو مات مسيحي , وكان الكاتب ينتقد الذين أشغلوا النّاس وأنفسهم , بـ مايكل !
لأجد أنني سأقول " على عجل "
نحنُ في زمن يُرفعُ فيه السّاقطين , فتجدهم كزبد البحر , يُغطّون السّطح ,
وتغوص حبّات اللؤلؤ , في القاع !
لصديقتي الأنيقة , جارتي , " على عَجَـل " ,
هُم لايعرفون أيّ قلبٍ منحكِ الله , وأيّ طيبةٍ تُطيبين بها تصرّفاتك ,
هم لايُدركون أنّني أُحّبك , وأننا ننتظرُ أن يلتصق إسمك بإسمي ,
هم لايعلمون كيف تجادليني لأجلهم ,
حين أجبرونا , على مصطلحات " هُم ونحن " وفي الواقع لايوجد سوى نحن !
فهُم , وَهْم ياصديقتي الأنيقـة , وَهْم , سينكشف قريباً !
تعالي نسمع " على عجل " لـ عبادي ,
هذا يكفيني
و " على عجل " سأمررُ لكم دروس قرأتُها اليوم في بريد من أحد الأصدقاء ,
الدرس الأول :
حانت ساعة الغداء في المتجر فذهب البائع والمحاسب والمدير لتناول الطعام.
في طريقهم إلى المطعم مروا ببائع خردوات على الرصيف فاشتروا منه مصباحًا عتيقًا.
أثناء تقليبهم للسلعة،تصاعد الدخان من الفوهة ليتشكل ماردٌ هتف بهم بصوتٍ كالرعد:
- لكلٍ منكم أمنيةٌ واحدة.ولكم مني تحقيقها لكم.
سارع البائع للهتيف:
- أنا أولاً! أريد أن أجد نفسي أقود زروقًا سريعًا في جزر البهاما والهواء يداعب وجهي.
أومأ المارد بيده فتلاشى البائع في غمضة عين.عندها، تقافز المحاسب صارخًا:
- أنا بعده أرجوك! أريد أن أجد نفسي تحت أنامل مدلكةٍ سمراء في جزيرة هاواي.
لوّح المارد بذراعه فاختفى المحاسب من المكان.وهنا حان دور مديرهم الذي قال ببرود:
- أريد أن أجد نفسي في المتجر بين البائع والمحاسب بعد انقضاء استراحة الغداء.
مغزى القصة:
اجعل مديرك أول المتكلمين حتى تعرف اتجاه الحديث.
*-*-*-*
الدرس الثاني :
رأى أرنبٌ صغير نسرًا مسترخٍ في كسل على غصن شجرةٍ باسقة.
قال الأرنب للنسر:
- هل أستطيع أن أفعل مثلك وأجلس باسترخاء دون عمل؟
- بالطبع يا عزيزي الأرنب.
استلقى الأرنب على الأرض وأغمض عينيه في خمول ناسيًا الدنيا وما فيها.
مر ثعلبٌ في المكان.وما أن شاهد الأرنب متمددًا حتى قفز عليه والتهمه.
مغزى القصة :
لا يمكنك الجلوس دون عمل ما لم تكن من (الناس اللي فوق) !
*-*-*-*
الدرس الثالث :
كانت البطة تتحدث مع الثور فقالت له:
- ليتني أستطيع بلوغ أعلى هذه الصخرة.
- ولم لا؟ (أجاب الثور) يمكنني أن أضع لكِ بعض الروث حتى تساعدك على الصعود.
وهكذا كان.
في اليوم الأول،سكب الثور روثه بجوار الصخرة فتمكنت البطة من بلوغ ثلثها.
وفي اليوم الثاني،حثا الثور روثه في نفس المكان فاستطاعت البطة الوصول لثلثي الصخرة.
وفي اليوم الثالث كانت كومة الروث قد حاذت قمة الصخرة.
سارعت البطة للصعود،وما أن وضعت قدمها على قمة الصخرة حتى شاهدها صيادٌ فأرداها.
مغزى القصة :
يمكن للقذارة أن تصعد بك إلى الأعلى , ولكنها لن تبقيك طويلاً هناك .
*-*-*-*
الدرس الرّابع :
هبت رياح ثلجية على بلبلٍ صغير أثناء طيرانه فهوى إلى الأرض متجمدًا.
رآه حمارٌ عطوف فأهال عليه شيئًا من التراب ليدفئه.
شعر العصفور بالدفء فطفق يغرّد في استمتاع.
جذب الصوت ذئبًا فبال على التراب ليطرّيه حتى يتمكن من الظفر بالبلبل.
وبعد أن استحال التراب وحلاً،انتشل الذئب البلبل وأكله.
مغزى القصة :
1. ليس كل من يهيل التراب عليك عدواً .
2. ليس كل من ينتشلك من الوحل صديقاً .
3. حينما تكون غارقًا في الوحل،فمن الأفضل أن تبقي فمك مغلقاً .