الأخت وسن أسعد الله أوقاتك وملأ بالحب أرجاء مكانك

وعطر منتدانا بأريج شعرك
وصحح الله أذواقنا لتستقبل الأدب بسلامة فتجد الجيد جيدا والرديء رديئا
ومن يك ذا فم مر مريض = يجد مرا به الماء الزلالا

أما عن النص:
فا سمحو لي أن أقول:
1-إن من يقرأ هذا النص يجزم بأنه ليس النص الأول للشاعر ولا الثاني ولا............. ولا ........... بل جاء بعد تجارب عديدة وتمكن في الشعر ولا غرابة فصاحب القلم الرفيع والذوق الراقي يعرف من خلا ل منقوله فضلا عن مقوله فهنيئا للمبدع إبداعه.
2-تأملت النص فوجدته بألفاظ رقيقة عذبة بعيدة عن الخشونة والغرابة في متناول الفهم كما أن التراكيب سهلة تتدفق تدفق الماء النمير بعيدة عن التعقيد والالتواء معانيها سامية نابعة من قلب مفعم بالحب يعيش الحب لقناعته بسمو ما يفعل إلى درجة الدعوة إليه (يا عاشقين).
3-وقفت على المعاني فوجدتها مساوية للمباني ناقلة لها بأمانة دون إخلال ولا فائضة عن الآنية التي نقلتها .
4-طغت الرومنسية على النص وصاحبه إلى درجة أن الداعي للحب يحب لمجرد الحب دون أمل في بلوغ الغاية مع القناعة بالوهم الذي يسعى إليه وتلهبه بوارقه
5-ما أعذب الموسيقا في هذا النص بجانبيها الخارجية المتمثلة في شعر التفعيلة الذي لا يتقنه جميع الشعراء بتفعيلة بحر المتقارب (فعولن) والتي قاربت حسب ظني بين المعنى والنغم فكان الولوج إلى القلب من باب واسع. أما الموسيقا الداخلية فقد أخذت حظها الوافر وتأمل أخي القارئ قول الشاعر
لأنك في العمــــر سر الفرح

لأنك في العين رمــــز السرور

فكل الأمـــــاني

وجل الــــمرامي

عــــلى ساعـــــــديك الأنيق تــــدور

تأمل هذا المقطع جيدا تجد الموسيقا الهادئة هدوء الأماني الدائرة على ساعديه وما ذاك إلا لأن الشاعر قد أرخى للقلب الزمام ليتحدث هو فجاءت الألفاظ موحية بما فيه مع استرسال دون انقطاع لتجد أحب أحب أحب في نهاية الحديث موحية بتلذذ سماع ذلك .
عد إلى المقطع السابق أيضا وغيره تجد الإكثار من استخدام حروف اللين ( الألف والواو والياء) مما أحدث موسيقا هادئة عذبة يحلو للأذن جرسها وللقلب الاستمتاع بها وللسان التلذذ بترديدها

6-أما الصورة فلا تكاد تفارق النص من أوله إلى آخرة فالأماني على ساعديك تدور ، والحب رمز محمول وكأنه بجرم وجسد كما أنه يتوق إلى الملتقى وتلظى بقطع الفيافي والهجير، كما أنه مرسوم يرفرف كما أنه يصيح يصيح..........إلخ وكل هذا الحشد للصورة يشير إلى الرصيد المختزن من الصور مع القدرة على الجمع بينها وإخراجها في لوحة جديدة.
7-أما العاطفة التي تلمحها من أول مقطع من النص فهي الصانع لكل تلك الإجادة التي ذكرتها من قبل حيث إن صدق العاطفة وقوتها يصنع الصورة ويصنع الموسيقا ويحسن البدايات والنهايات وكذلك هذا النص وما العاطفة الفياضة والشعور العميق بالحب وأسبابه والعشق وأوهامه إلا لدى الرومنسيين الذين سار الشاعر في دربهم .
8-وأخيرا - وليس للجمال في هذا النص آخر- أستطيع أن أقول لقد أجاد الشاعر المتمكن من أدواته أيما إجادة وعبر عن حالة شعورية تعبير المبين فهنيئا له هذه القدرة على إفراغ مكنون القلب في هذا القالب الجميل وهنيئا لنا بأدب رفيع ممتع .