حيث ألقى سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ المفتي العام للمملكة ورئيس هيئة كبار العلماء ورئيس اللجنة الدائمة للإفتاء محاضرة بعنوان (حرمة الإفساد في الأرض)

كما أشار سماحة المفتي إلى أن الأمر أحياناً قد يلتبس على الناس وأحياناً قد تنقلب الأمور وتختل الموازين فهناك من هو على الفساد ويرى أنه مصلح في تصرفاته وهذا هو عين البلاء، فمن الناس من يعجبك قوله ونداءاته وأنه يريد الإصلاح وأن مبادئه مبادئ الإصلاح والخير ويريد انقاذ البشرية من ضلالها وهداية الشباب من غوايتهم بأي شيء فيبرر ذلك بقوله اقتلوا الأبرياء وأسفكوا الدماء ودمروا الممتلكات وروعوا الآمنين إلى غير ذلك من آرائهم الساقطة.
إذاً هؤلاء يجعلون القتل والتدمير وترويع الآمنين وتخويف الأمة وتسهيل الطريق لأعداء الأمة من وسائل الصلاح عندهم وهو عين الفساد قال تعالى: {وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد}.
وقال سماحته أن الأفكار الغريبة على الأمة والوافدة والآراء الشاطة هي عين الفساد ولكن الشيطان يلبسها ثوب الصلاح. لأنهم لو جاءوا بالفساد بصورته الواضحة نفرت منها الفطر ومقتتها الأمة. ولكنهم إذا أرادوا أن يسفكوا دماً برروا دعواهم وجريمتهم بقولهم نحن نغار على الدين ونحب الأمة ونقضي على الفساد ونصلح البشرية. نعم نحن معكم في الإصلاح ولكن أي إصلاح تقصدون قتل المسلم بغير حق فهذا ليس إصلاحاً!! إخافة الآمنين وتدمير أموال الأمة فهذا كله ليس إصلاحاً!! بل هذا عين الفساد وعين الضلال وأسلوب المنافقين الذين أخبر عنهم وعن كيدهم للإسلام وأهله.
وهكذا كل مفسد وكل صاحب فكر خطير وفكر منحرف لا يستطيع أن يواجه، فالشيوعي والملحد وكل صاحب ضلالة لابد أن يلبس ضلالته ثوب صلاح في الظاهر تخفى على الخفافيش وضعفاء البصائر ويستبينها صاحب الحق والبصيرة النافذة.
وأكد سماحته على أن تربية الأبناء أمر مهم جداً وقال أن صغار أبنائنا الذين وقعوا في هذه الأفكار الهدامة واصطيدوا على حين غفلة منهم وبعد عن علمائهم وتقصير من آبائهم واخداعاً من جلسائهم فهؤلاء الفئة من الشباب الذين وقعوا في الشراك واصطيدوا في الظلام واقتنصهم الأعداء على حين غفلة من الأمة فملأوا قلوبهم حقداً على المجتمع المسلم وصوروا لهم الباطل بصورة الخير والضلال بصورة الحق حتى اقتنع من اقتنع منهم فسعى فيما سعى فيه وهو مراهق لم يتجاوز العشرين عاماً لكن هذه الأفكار دأب الأعداء على ملء تلك القلوب الفارغة من الخير إلى أن تجسد فيها الشر فنفذت مخططاتهم عن جهل منهم وسوء بصيرة وقلة إدراك.
وقال سماحته أن علينا أن نعتني بتربية أبنائنا سواء في المنزل أو في المدرسة بوحي وشرع الله بربط الحاضر بالماضي وتقوية الصلة بالكتاب العزيز والسنة النبوية وتراث الأمة السابق لنحصن أبناءنا من مكائد الشيطان.
وأضاف سماحة المفتي إن الإرهاب المذموم ما ترى في نفوس بعض أبنائنا إلا من قلة علم وضعف بصيرة عندهم فإذا اعتنى بمناهج الأمة الاعتناء الصحيح وربط الحاضر بالماضي وتولى ذلك ذووا علم وصلاح فإني أرجو بتوفيق من الله أن يتقلص هذا الباطل.
وبين أن أسباب تضامن الأمة هو الدين قبل كل شيء ثم التربية الصالحة واجتماع الكلمة ووحدة الصف والالتفاف مع القيادة في تعاون وتضامن. ويسعى أعداء الإسلام إلى تفكيك هذا المجتمع المسلم وتشتيته ويريدون أن نعيش الفوضى كما عاشها غيرنا - ولكن الحكمة في القيادة وتعاون المجتمع معها أغلق على أهل الشر أبواب الشر ومنعهم من كثير مما أرادوا وحيل بينهم وبين ذلك لأن الأمة لديها الوعي الصحيح بأن هذه المبادئ الخطيرة متناقضة مع ديننا ولا تتفق مع التعاليم الإسلامية.
وعن سؤال حول الانترنت ومتابعة الشباب له وما يكتب فيه من أضرار. وجه سماحته إلى ضرورة تبصير الشباب وتوعيتهم إما أن يطلب منهم عدم فتح هذه القنوات وأنها قنوات شريرة ويبين لهم أخطارها أو محاولة تشفير هذه القنوات التي تزل بها أقدام الشباب والفتيات.
وأضاف أن ما تعمله الدولة في تجنيد أجهزتها الأمنية وجهود العلماء والدعاء في مواجهة الإرهاب ليس للحاضر فقط بل الأهم هم تحصين الأمة في المستقبل وأن يكون لدينا وعي وإدراك في الأمور المستقبلية.
ونفى سماحته القول بأن وراء هؤلاء - القوم - بعض الكتب السلفية الوهابية وقال: هذا كذب وضلال وكتب السلف الصالح تحمي المجتمع من الانزلاق، وتؤصل الطاعة لولاة الأمر.
وعن ضوابط الإفساد قال سماحته إن ضوابط الإفساد ما خرج عن الإصلاح فكل أمر يخالف شرع الله فهو فساد ووسائل إعلامنا قوة ضد الباطل.