بودِّي أن أفرَّ الآن منِّي وأدخلَ نزوةً في رأس جنّي

وأسبح فوق ومضٍ لايُسمّى ولا يلقى الملقِّب والمكنّي

يحنُّ إلى مطافٍ غير طافٍ ويُومي: يا نجوم إليه حِنّي

فأُوغل في صميم الومض أخفى كنسغ الأرض عن زمني وعنّي

وكالبذر الدفين أنثُّ وجدي لوجدي لا أنوح ولا أُغنّي

بكل قرارةٍ أنسَلُّ دفقاً ربيعياً يوشيّ أو يُحنّي

وأفنى كي يغرِّدَ كل زاكٍ وينقرض الذي يبقى لِيُفني

هنا، في لاهنا أمتدُّ جسراً إلى الوطن الذي فوق التمنّي

ومِن ماهيَّةٍ أخرى أُوافي فأختار الذي أمحو وأبني

وأطوي لحد ذاكرتي ورائي فلا أهذي بـ: كنتُ ولا كأنّي..

لأني صرت غير أنا، وعصري سوى عصري، وفنّي غير فنّي

أليس حِمى حنيني لايُضاهى بمقياس التيقُّنِ والتَّظنّي

لماذا لاتصدِّق مَن تراهُ؟ أتأسف أم تخاف عليك أجني؟

أتخشى وحْلَ أحذية السُّكارى وتنسبه إلى عَرَقي وعجني

لقد كانوا هناك قذى طريقي أنابيب الفحيح إلى مَكَنّي

أُلاقي جبنهم مِن غير بحثٍ ولايلقون بعد البحث جُبني

أتحسبُ أن هاتيك الأفاعي ستتبعني، تخون هنا وتُخني؟

بعيدٌ أنت عن فمها، وأمّا أنا ماجئت أنشد صفو أمني

لنا فوق التحدّي والتوقّي همومٌ لاتراها الريح تحني



*البردوني*