ألأخت شعاع أشكر فيك كبريائك فلم تردي لا من قريب ولا من بعيد وكأن الأمر لا يعنيك
ألأخت فاطمة بارك الله فيك وفي كل ما كتبتي ، وأحييَ فيك تلك ألأخلاق الفاضلة
ألأخت همس أتأسف إذا كنت تطاولت في كلماتي على شخصك من غير قصد.
أولا يعلم الله إني لم أقصد في ردي مخالفة الجميع من باب ( خالف تعرف )
ولكن وجهة نظر وللأسف فهمت فهماً خاطئاً ، ثانياً : لا أريد أن يأخذ الموضوع أكبر من حجمه ويتحول النقاش إلي قدح أو تجريح في بعضنا البعض ، فما نحن إلاً أخوة يكمل كل منا ما في الآخر من نقص أو عيوب .
ألأخوة والأخوات لقد أحسست من ردودكم وكأني أسبح ضد التيار ، بل إن بعضكم حولني إلى شخص مريض نفسي يجب أن أعالج نفسي في أسرع وقت ، وإن ذلك الرد إنما جاء نتيجة تجربة فاشلة عشتها وعممتها على جميع الناس ، وصدقوني شككتموني في عقليتي ونفسيتي لدرجة إني فكرت أحجز على أقرب رحلة للطائف .
على العموم أحب أرد عليكم بكل بساطة من غير تزلف أو تكلف ، مما لا شك فيه إن الإنسان مبتلى ومعرض للمصائب والأحزان ولعل ذلك ابتلاء من الله لينظر قدر إيمان عبده ، ومن طبيعة النفس البشرية حاجتها لغيرها من بني جنسها ولعل ذلك يتجسد في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه . من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ) ومن أنواع تسلية المصائب والأحزان بث الشكوى على الغير ليجد من يقف بجانبه ويشد من أزره ويخفف عنه مصيبته ( ويشاركه في أحزانه ) ولذلك صدق الشاعر حينما قال :
وأبثثت عمراً بعض ما في جوانحي ///// وجرعته من مر ما أتجرع
ولا بد من شكوى إلى ذي حفيظةٍ ///// يواسيك أو يسليك أو يتوجع
هذا الموضوع أنا وآياكم نتفق عليه ، ولكن ما أختلف معكم فيه إن الحزن وآلامه لا يعيشها ولا يحس بألمها إلا صاحب ذلك القلب الحزين ، ولو شاركوه الناس من باب التعاطف لا غير ، ثم هم من بعد ذلك ينسون وبحياتهم ينعمون وبالدنيا وزينتها يتسلون وذلك ليس عيباً ولا حراماً ما لم يكن في معصية الله عز وجل ،
وأريد أن أضرب مثلاً على ذلك لو قدر الله تعالى وتوفي على شخص فلذة كبده وقرة عينه وبهجة فؤاده وسلوة خاطره ( أبنه ) مما لا شك فيه إن الجميع سيقف معه في محنته ومصيبته ، ولكن كم سيستمر حزنهم معه ماهي إلا ساعات وقد تكون دقائق يقضونها معه في مجلس العزاء وقد يتكلمون فيها بأمور الحياة ثم ينصرفون ، ويبقى هوا يعاني من الأحزان وآلامها ، والحسرة وآهاتها .
هذا ما أحببت إيضاحه إن الدنيا ما زالت بخير وفيها من التآخي والتآلف بين المسلمين ولكن لا يعيش الحزن إلا صاحب المصيبة.
آسف على الإطالة ولكن أحببت فقط أن أوضح وجهة نظري, ودمتم سالمين