تماما يا صديقي

لكن قد تجد من يختلف معك في مذهبك

لأنه لا يستسيغ النقص في الكمال والتدرج في الألوان
فبما أن الدين الإسلامي كامل - ولا شك - فيجب أن يكون المجتمع المسلم الذي يفترض أن يكون ذلك الكمال في صدره وفكره يجب أن يكون كاملا بالضرورة
و أي انتقاص منه و إن كان بوجه حق - وما أكثر وجوه الحق تلك - سيعتبر انتقاصا من ذلك الكمال الافتراضي الذي تصوره

هذا على المستوى الفكري الأساس

ثم ينضاف إلى ذلك الأعداء الحقيقيون و الوهميون للمجتمع الذين ينادون ببعض الحق - الذي هذا منه -

فإنه وإن اقتنع في قرارة نفسه فإنه لا ينبغي أن يجهر به لأنه -عند نفسه- سيكون ظهيرا للمجرمين الذين يجب أن يبطل حجتهم ويواجههم
ما استطاع إلى ذلك سبيلا

على قاعدة : (( وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ))

النفاق الاجتماعي يا صاحبي فكرة ضاربة جذورها في أعماق أعماقنا

حتى ليكاد المجتمع أن يصير اثنين
مجتمعا ظاهرا (( الذي يسمى مجازا عند بعضهم الطاهر))
ومجتمعا باطنا (( معاكس ))

إسماعيلية أخرى


لكني واثق أن دعوتك يا صديقي للتحرر من ذلك ليست بمعنى المجاهرة بالإثم

بل هي المجاهرة بالاعتراف بوجود إثم لا يمكن إخفاؤه أو التغاضي عنه بأي مسوغ مقبول شرعا ولا عرفا



هدانا الله للخير أجمعين