صفحات وكتب بل مجلدات طبعت ورأت النور لترينا النور المزعوم وتشكل ثقافتنا ، قرأناها وفهمنا الكثير منها فتشكلت لدينا قناعات إيجابية وأخرى سلبيةعن حقبات تأريخ الإنسانية .
ولكن لو سألنا أنفسنا : من كتب كل هذا التأريخ ؟
وهل كان مؤرخاً غير مأجور لتمجيد حقبة على حساب حقبة أخرى ؟
وهل كان صادقاً في سرده التأريخي ومجرداً من الإسقاطات المفتعلة أو غير المقصودة ؟
وماذا لو عرفنا أن الكثير من تلك الأسفار التأريخية العتيقة كتبها صاحبها لأغراض خاصة فأجحف في مواقع وشدد الإيغال في التنكيل بأقوام حاكمناهم غيابياً غلى ذمة قضايا مغلوطة لا نملك حق الدفاع عنها ولا أدلة صادقةً لإدانتها ؟
القاعدة المعروفة تأريخياً تقول ( إن التأريخ يكتبه المنتصر دوماً )
فهل يعقل أن يكتب المنتصر حقائق تمجيدية لأقوام بذل كل ما يملك من أجل الإطاحة بعروشهم التأريخية ؟
وكيف سيبرر لنضاله ضد من سبقوه لو لم يسرد أدلةً تأريخية تدين سابقيه وتثبت سلامة هدف نشوء تأريخه الجديد ؟
ماذا لو اكتشفت أنك كونت فكراً تأريخياً خاطئاً لا لشيئ إلا لأنك لقنت أفكاراً خاطئةً ؟
من يضمن سلامة التأريخ الذي نسعى لتأصيله في نفوسنا ونفوس الأجيال القادمة ؟؟؟؟؟؟