السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,
من الطبيعي ان لاعب كرة القدم له بداية وله نهاية وله سنوات ابداع وتألق وله سنوات ابتعاد واخفاق وهناك الكثير من اللاعبين الذين ظهروا لفترات طويلة ولكن ليس لهم اي شى يذكر بعكس بعض اللاعبين الذين ابدعوا وامتعوا واحرزوا الكثير من الانجازات والبطولات في غضون فترة وجيزة جداً .
فمثل هذه النوعية من اللاعبين المبدعين الذين تركوا بصمة في عالم كرة القدم لايود المشاهد الكروي ان ينحرم من المتعة الحقيقية الكروية المتمثلة في المهارات الفنية واللياقة البدنية العالية و الحس الكروي الراقي و الفكر الدقيق في كيفية التعامل مع الخصم ولاننسى الطريقة الساحرة في تسجيل الاهداف ، ولكن مع الاسف كما ذكرت في بداية موضوعي ان لكل لاعب بداية ونهاية كمثل الانسان له مولده وله اخرته ، فالقصد من نهاية اللاعب هو "الاعتزال" الذي يضع اللاعب فيه حداً لمسيرته الكروية ، وربما تتفق وجهات النظر في ان بعض اللاعبين عندما يقرروا الاعتزال فأن ذلك وضع طبيعي للمشاهد ولكن هناك لاعبين عندما قرروا الاعتزال اصبح ذلك بمثابة الحلم الذي لايصدقه العقل وليس ذلك فقط انما قرار الاعتزال هذا قد يسلب فن كرة القدم وحلاوة كرة القدم ولعل ابرز اللاعبين الذين قصدنا بهم الحديث هما الساحر مارادونا والجنرال زيدان ، فمن بيونس ايرس جاء ذلك الفتى القصير القامة صاحباً بطولة كأس العالم للشباب عام 1981 ليشارك بلاده الارجنتين في كأس العالم للكبار في اسبانيا 1982 ومن خلال تلك البطولة اجزم محللين ومتتبعين كرة القدم بأن هذا اللاعب سوف تكون كلمته هي العليا في عالم كرة القدم واعطى الساحر مارادونا برهاناً على ذلك في بطولة كأس العالم في المكسيك 1986 عندما توجت الارجنتين بطلة كأس العالم بكل تألق حتى أن البطولة سميت ببطولة مارادونا ولولا حكم مباراة النهائي بين المانيا والارجنتين في كأس العالم بايطاليا 1990 لأحرز مارادونا لبلاده الارجنتين البطولة الثانية على التوالي ولكن الارجنتين اكتفت بالمركز الثاني ، ذلك كان في مجال المنتخب وأما في مجال الأندية فقد كان مارادونا معشوق كتالونيا لتألقه مع النادي العريق برشلونه ونظراً لأصابته وضعت نابولي تلك المدينة العاشقة لكرة القدم نصب أعينها على مارادونا حتى أن المبلغ الذي وضعته برشلونة في تلك الفترة كان أشبه بالمبلغ الخيالي والطريف في ذلك أن ادارة نابولي كانت لاتملك المبلغ الذي طلبته برشلونة وعندما احس الجمهور المحب للنادي بذلك قاموا بمساعدة الادارة وذلك عن طريق المساهمة بدفع المستطاع من المال حتى تم جمع المبلغ المطلوب ودفعه لنادي برشلونه في اعلى صفقة كانت في ذلك الوقت ، ولم يخذل مارادونا ناديه نابولي بعد كل هذا العناء وبفضل مارادونا احرز نابولي بطولتي الدوري والكأس الايطالي وكأس الكؤوس الاوروبية في ذلك الوقت ، وظل مارادونا متألقاً بين الاندية التي لعب لديها الى ان وقع في مشاكل ادت الى نهاية اسطورة كرويه تدعي ديغو ارماندو مارادونا وعندما اعتزل ديغو وجاءت مباراة اعتزاله تجمع عدد خيالي من الجماهير ملئت ملعب البوكا جونيورز ووسط ذهول ذلك الحشد كانت اللمسة الأخيرة للكرة لمارادونا وكان ذلك بمثابة الحلم الذي اتى وانتهى بسرعة البرق .
اما الامبراطور زيدان الجزائري الاصل و الفرنسي الجنسية الذي اسر قلوب الملايين من عشاقه والذي بدأ كرة القدم في أحياء مدينة مرسيليا فتألقه مع النجومية جاء من بعد قصة لاتخلو من الغرابة ، فبعد ان كان بأستطاعة زيدان أن يلعب لمنتخب الجزائر صرح المدرب الجزائري عبد الحميد كرمالي بأنه لايحتاج الى زيدان نظراً لأنه لايملك السرعة الكافية للانضمام الى المنتخب وكان ذلك الدافع الاكبر لتألق زيدان مع منتخب الديوك ولتبدأ مسيرة لاعب فنان وبارع ومتميز كانت البداية في كأس أمم اوروبا 1996 عندما اعتمد علية المدرب ايمي جياكيه كصانع العاب المنتخب بدل أيريك كانتونا الذي كان في نهايته مع المنتخب وخرجت فرنسا من الدور النصف النهائي بركلات الحظ الترجيحية ، واذا كان كأس العالم 1986 هو كأس مارادونا فكأس العالم 1998 هو كأس زيدان وبفضل تألقه احرزت فرنسا كأس العالم للمره الاولى في تاريخها وتبعتها بكأس الامم الاوروبية عام 2000 عندما تألق زيدان مع المجموعة المتألقه التي كانت معه بعد ان فازوا على ايطاليا في المباراة النهائية وكان اخر تألقه في بطولة كاس العالم الأخيرة 2006 بالمانيا ، فبعد أن قام دومنيك بأستبدال زيدان في أول مباراتان من الدور الأول تأهل فرنسا الى الدور الثاني ونظراً الى أن زيدان قد لعب مباراتان فقط دون اكمالها صرح بعض المدربين بأنهم لايهابون لاعب اسمه زيدان وأن مستواه عادي جداً فكان أولهم لويس اراغونيس مدرب اسبانيا فما أن انتهت المباراة الا ان احرز زيدان الهدف الثالث من المباراة في مرمى كاسياس ، وبعد اسبانيا جاء الدور على كارلوس مدرب البرازيل ففي تلك المباراة ادى زيدان مباراة العمر وتلاعب بالبرازيل الى أن صنع هدف المباراة الوحيد لتيري هنري ، أما على نطاق الأنديه فبعد أن لعب زيدان لناديي كان وبوردو انتقل الامبراطور الى يوفنتوس الايطالي واحرز معهم الدوري الايطالي مرتان الى ان انتقل الى الليغا الأسبانية لنادي ريال مدريد في أعلى صفقة في العالم الى غاية الان بلغت 66 مليون يورو وعندها احرز مع الملوك دوري ابطال اوروبا وبطولة الدوري الاسباني وبطولة العالم للاندية واستمر مع الريال الى موسم 2006 ولعب اخر مباراة على ملعب سنتياغو بيرنابيو ضد فريق فياريال واستطاع ان يحرز الهدف الثاني للريال ، وبعدها ودع زيدان الجماهير الغفيرة التي حضرت لوداعه وبكى مايقارب 85 الف مشجع في الملعب على رحيل زيدان وبكت الملايين التي شاهدته تلفزيونياً على بكاء زيدان .
ذلك كان الحديث عن افضل لاعبان انجبتهما كرة القدم وهما شكلا لوحات فنية امتعت ناظريها وابهرت متابعيها وكما ذكرت في بداية موضوعي اعتزال هذان اللاعبان كان بمثابة الحلم الذي لن افيق منه فلا كرة ممتعة دون مارادونا ولاكرة ممتعة دون زيدان .
همسة :قد لايتفق معي البعض أن مارادونا وزيدان هما الافضل في التاريخ وهذه حرية شخصية
شكرا,