• حدثني أحدهم أنه مرّ بغرفة مريض مشلول.. لا يتحرك منه شيء أبداً ..
قال : فإذا المريض يصيح بالمارين .. فدخلت عليه ..
فرأيت أمامه لوح خشب عليه مصحف مفتوح .. وهذا المريض منذ ساعات ..
كلما انتهى من قراءة الصفحتين أعادهما .. فإذا فرغ منهما أعادهما ..
لأنه لا يستطيع أن يتحرك ليقلب الصفحة .. ولم يجد أحداً يساعده ..
فلما وقفت أمامه .. قال لي : لو سمحت .. اقلب الصفحة ..
فقلبتها .. فتهلل وجهه .. ثم وجّه نظره إلى المصحف وأخذ يقرأ ..
فانفجرت باكياً بين يديه .. متعجباً من حرصه وغفلتنا ..
• وحدثني ثانٍ أنه دخل على رجل مقعد مشلول تماماً في أحد المستشفيات .. لا يتحرك إلا رأسه ..
فلما رأى حاله .. رأف به وقال : ماذا تتمنى ..
فقال المريض .. أنا عمري قرابة الأربعين .. وعندي خمسة أولاد ..
وعلى هذا السرير .. منذ سبع سنين .. لا أتمنى أن أمشي .. ولا أن أرى أولادي .. ولا أن أعيش مثل الناس ..
لكنني أتمنى أني أستطيع أن ألصق هذه الجبهة على الأرض ذلة لرب العالمين .. وأسجد كما يسجد الناس ..
همسات داعية :
هل لا بد أن يصيبنا شلل ، أو نحرم السجود والقرآن .. لنعرف قيمتهما !
أسأل الله لي ولكـم العفو العافية في الدنيا والآخرة .. وأن يحقق لكـلا المريضين أمنيتهما
ولكـل من هو مثلهما فيعجل بشفاءهما فإنه الشافي وحدهـ ..
م.ن