فوجدان الأديب ـ أعني ـ مشاعره ، هي الأشجان ، ووجدان الأديب بطرف اللغة الشاعرة هو مايجده لديه ، فالمتنبي أرشدني إلى ذلك في هذا البيت :
يا منْ يعزُّ علينا أن نفارقهم :::::: وجدانُنا كلُّ شيءٍ بعدكم عَدمُ
فألم الفراق مشاعر وجدانه وإذا ما وجد كل شيء بعد الفراق لن يكون إلا عدمًا ، والوجدان بوصفه مشاعر قد يكون في الشيخ صبابةً ولوعةً وغضبًا أشد من بعض الشباب ، كما أن وجدان الشاب حريٌّ بأن يكون أشد وجدًا ولوعةً من بعض الشيوخ ، فالوجدان شباب القلب ولا يعدم منه الشيخ ، كما هو قلب الشاب ولا بد ألا يحرمه .
محمد حسين زيدان
كتاب ( من وجدان الأدباء ) للمؤلف : مصطفى أمين جاهين .