واديا "الصين" و"اليابان" يزوجان مخالفي أنظمة الإقامة
الشخص القادر على الكتابة بإمكانه كتابة عقد النكاح وتوثيقه بالشهود
بعض مخالفي الإقامة بالقرب من أحد المنازل المهجورة
جازان: عبدالله البارقي
يحتفل بعض مخالفي أنظمة الإقامة بزواجهم في بعض المناطق الحدودية القريبة من محافظة جازان (جنوب المملكة). بعض هؤلاء احتفلوا بهذه الزيجات بطريقتهم الخاصة ولأسباب معينة ودون تكاليف. فيقول بعضهم إنهم يقدمون على الزواج لحفظ العرض وعونا لهم في جمع لقمة العيش سويا.
ففي المناطق الحدودية القريبة من جازان تتوافد قوافل من مخالفي أنظمة الإقامة الذين يتسللون عبر الحدود إلى الأراضي السعودية وقرر كثير منهم إقامة حفلات ومراسيم زيجاتهم في أشهر واديين محاذيين للحدود السعودية اليمنية وهما "وادي الصين" و"وادي اليابان" اللذين سميا بهذين الاسمين من قبل قاطني المحافظات القريبة من الحدود لكثرة المجهولين بهما. ولعل طابع تلك الزيجات المجهولة لا يكون فيه مبالغة كبيرة في التكاليف سوى بعض التجهيزات ووليمة العرس إذا استطاع الزوج تأمينها ليأخذ زوجته بعد ذلك ويغادر، ويسعى للبحث عن عمل له ولها.
وبمجرد الدخول إلى سوق صامطة - وهو سوق شعبي - يمكن مشاهدة الكثير من مجهولي الهوية وهم يبتاعون الحلي والملابس وتجهيزات الزواج. فصادفنا أحدهم ويدعى أحمد شوعي (يمني الجنسية) والذي أكد أن موعد زواجه يصادف الخميس المقبل وهو يحاول تأمين احتياجات العرس وتجهيزاته. وأضاف "إن من عادات وتقليد أهل اليمن إن يزين العريس زوجته بأفضل الحلل، ولكن الظروف تحول دون ذلك فما إن يتفق الطرفان حتى يبدأ العريس في دفع المهر لوالدها أو أخيها وإعطائه بعض الحلي، ولكن لكوننا قدمنا إلى السعودية من أجل العمل وشاءت الأقدار أن أتزوج هنا فهناك معوقات أبرزها أننا نقيم هنا بطريقة غير نظامية ومعرضين للترحيل في أي وقت".
وتابع شوعي "السكن غير متوفر, ولكننا تغلبنا على ذلك بإقامة حفلات الزواج في المنازل المهجورة أو في بعض الأودية المتعارف عليها، والتي عادة ما يجتمع فيها أصدقاء العريس وأهل العروس من أبناء جلدتهم وهناك من يؤمن لهم وليمة العرس، ممن تسمح لهم حالتهم المادية".
ويقول شوعي "نجد تعاطفا أحيانا من قبل المواطنين عندما يعلمون بنية زواجنا وأن سفرنا لبلادنا وإتمام مراسم الزواج سيكلفنا الكثير فيتكفل بعض المواطنين بكثير من النفقات تجهيز العرس، والموقع". وأشار شوعي إلى أن مأذون الأنكحة هو من أبناء جلدتهم وهو ممن يثقون فيه.
ويحكي شوعي قصة مواطن سعودي تكفل بدفع مهر زواج شاب يمني من فتاة يمنية من مجهولي الهوية ومنحهم موقعا في مزرعته وبعد فترة عندما علم منهم الجدية في العمل أمن لهم الإقامة بالصورة النظامية.
ذهبنا إلى وادي الصين والذي كانت مراسم زواج أحد المجهولين تقام فيه وحاولنا الذهاب مع أحد الأشخاص ممن يعرف الطريق إليه, وكان في غاية الخطورة بالنسبة لنا, وذلك لخطورة الموقع فوحدهم رجال الأمن من يستطيعون التوغل في تلك الأودية.
"الدليل" الذي رافقنا، كان يستخدم دراجته النارية ويدعى مبخوت علي وهو أيضا من المخالفين لأنظمة الإقامة وقد أطلعنا على موقع الزفاف في وادي الصين لأبناء جلدته، وكان زواجا لشاب يمني يقيم وزوجته حاليا بطريقة غير نظامية. وذكر لنا مبخوت أن الزواج كان مكلفا بالنسبة للعريس فقد تمكن من شراء خروفين من أجل المناسبة لأجل إعداد الوليمة. وأشار مبخوت إلى إن مراسم الزواج للرجال تكون منفصلة عن النساء اللواتي يخصصن إحياء المناسبة في أحد المنازل المهجورة والتي ستكون مقرا للزوجين حتى يتدبرا منزلا جديدا لهما. وأضاف أنه بعد انتهاء الاحتفال يصطحب الزوج زوجته إلى أحد تلك المنازل، ومن ثم يبدءان البحث عن عمل فالزوج يعمل في الأسواق أو المزارع فيما تقوم الزوجة عادة بخدمة بعض الأسر السعودية وربما هناك يجدان منزلا يؤيهما، والبعض منهم يسافر لجدة وعسير للعمل هناك برفقة زوجته. وبين مبخوت أن هناك مناسبات زواج لمخالفي أنظمة الإقامة تتم في الأودية ففي العرف اليمني يستطيع أي شخص قادر على القراءة والكتابة أن يكتب عقد النكاح، وتوثيقه بشهود وعند عودته إلى بلده يبدأ في الإجراءات النظامية لإضافة زوجته معه في وثيقة نظامية. مدير عام هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة جازان الدكتور عبد الرحمن المدخلي اعتبر أن في الأمر مخالفة مشيرا إلى إقامتهم بطريقة غير نظامية يجعل الزواج مخالفا للنواحي الشرعية وخاصة من وجود الولي وكذلك الوثائق الرسمية التي تكفل لهم إثبات ذلك